«الراي» تكشف ما دار بين موفد الدوحة والمعاون السياسي لنصرالله

لبنان: المسعى القطري حول «الخيار الثالث»... المبدأ قبل الأسماء

ويربيرغ يؤكد أن واشنطن «لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان»
ويربيرغ يؤكد أن واشنطن «لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان»
تصغير
تكبير

-ويربيرغ: لقاء الخماسية في نيويورك كان من أهمّ الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط
تتقاطع المعطياتُ في بيروت عند أن مَهمة الموفد القطري في ما خص الأزمة الرئاسية تشي بأن هذا الملف مازال في مَراحل «شدّ الحبال» التي تنتظر توفير «سلّم مشترك» يتيح لمختلف القوى على ضفتي «الممانعة» (بقيادة حزب الله) وخصومه (المعارضة) النزول عن أعلى الشجرة عبر مرشّح يرضى به الجميع في الداخل ولا يُغْضِب أحداً في الخارج.
وفيما يَمْضي الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني في لقاءاته التي يحوط بها جدار من الكتمان ويتم التعاطي معها على أن حصيلتَها ستشكّل المدخلَ للمرحلة الثانية من المَهمة القطرية التي يُفترض أن تكون عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي، فإن ما يتم تداوُله عن مضمون الاجتماعات التي يعقدها يؤشر إلى أن الدوحة تتحرك بحذرٍ إدراكاً منها لـ«الألغام» المزروعة في طريق هذا الاستحقاق ببُعديه المحلي والإقليمي - الدولي والتي انفجرتْ عملياً بالمسعى الفرنسي بنسختيْه وآخرها مع جان - إيف لودريان وإن، كان جزءٌ من تعثّر دور باريس لبنانياً يرتبط بتباينات داخل الاليزيه حيال الملف الرئاسي وكيفية التعاطي معه.
وفي حين تكتسب جميع لقاءاتِ الموفد القطري أهميّتَها كون كل منها يشكّل قطعة من «البازل» الرئاسي الذي يُراد تجميعه، فإن أكثر من مناخٍ برز حيال مضمون اجتماعات أبوفهد جاسم آل ثاني. إذ فيما أشاعت أجواء أنه لا يحمل معه طرحاً باسم محدَّد وَضَعَه على الطاولة، علمت «الراي» من مصادر مواكبة للاتصالات أن الدوحة تنطلق في مقاربتها من مبدأ «تَعَدُّد الخيارات» بما لا يجعلها تحصر مهمتها بـ «هذا المرشح أو لا أحد»، ولكن في الوقت نفسه ثمة لائحة بأسماء تَوافقية لها «رأس» ويتقدّمها قائد الجيش العماد جوزف عون، وأن قطر تحاول توفير إطارٍ لإجراء الانتخابات بحيث لا يَشعر أي فريق بغلبةِ آخَر عليه.

وتشير هذه المصادر إلى أن السؤال الأبرز الذي يمكن في ضوء الجواب عليه تحديد مصير المهمة القطرية هو «هل يريد فريق الممانعة رئيساً، وهل هو في وارد التخلي عن ترشيح رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية، فإذا كان متمسكاً به عندها لن يُكتب لأي مسعى النجاح»، كاشفة في هذا الإطار أن الموفد القطري يحاول واقعياً إحداث خرق في المبدأ قبل الأسماء، بمعنى أن يقرّ «حزب الله» بمبدأ الخيار الثالث فيكون هذا مدخلاً باعتبار أن الخيار الثالث مقبول من المعارضة «لكنها لن تدخل في الأسماء قبل أن تقوم الممانعة بخطوة تراجُعية».
وتَشي هذه الأجواء بأن الاستحقاق الرئاسي بات في مرحلة انتظاريةٍ لآليات تسمح بتراجُعاتٍ متزامنة، ثمة اعتقادٌ بأنها لن تحصل إلا ربْطاً بمسرح العمليات الإقليمي المتعدد الساحة، وسط اقتناعٍ بأن «حزب الله» لن يسلّم ورقة فرنجية بسهولة إلا بعد أن تكون دقّت ساعة التسوية وضَمَن أن ثمة غطاء خارجياً وازناً لها.
وفي هذا السياق، كشفتْ أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» أن الموفد القطري لم يَطرح أي اسم كمرشّح للرئاسة في اللقاء الذي جمعه بحسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولا اسم قائد الجيش العماد جوزف عون ولا سواه.
وقالت إن الموفد القطري حرص على الوقوف على مقاربة «حزب الله» للمأزق الرئاسي، وسؤالِ ممثّله عن مدى تمسكه برئيس «تيار المردة» كمرشّح رئاسي في ضوء تَمادي الفراغ في رأس الدولة.
وعلمت «الراي» أن معاون الأمين العام الذي أعلن البقاء على ترشيح فرنجية كان حريصاً بدوره على التشديد على أهمية معرفة هوية مرشّح الآخَرين وكأن في الأمر عملية استدراجٍ للوقوف على حقيقة موقف هؤلاء من ترشيح قائد الجيش.
وكان لافتاً أمس ما نُقل عن رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» إبراهيم أمين السيد من أن «هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعْم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، ولا جديد لدينا، وهذا صار يُحكى فيه كل يوم بيومه».
ومن هنا لم تُبْدِ مَصادر على بينة مما يجري تفاؤلاً في إمكان إحداث اختراق وشيك في الجدار الرئاسي لأسباب تتصل بحدّة الاستقطاب في الداخل وعدم نضوج أي تفاهمات إقليمية تتّصل بالأزمة اللاهبة في لبنان.
وتعتقد المصادر أن المتحرك الوحيد، الذي يحظى بـ «المراقبة» هو الحوار الدائر بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، وسط إيحاءاتٍ من الحزب تجعل حليفه السابق أمام المفاضلة بين فرنجية وعون.
في موازاة ذلك، أبلغ الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، محطة «الجديد» أن «اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك (ضم ممثلين للولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) كان من أهمّ الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط، ولا أريد أن أدخل في تفاصيله، لكنها كانت فرصة مهمة أن نجتمع مع حلفاء وشركاء أميركا لمناقشة أهمية العملية السياسية في لبنان وأهمية تشكيل حكومة»، جازماً بأنه «لا خلاف بين الأطراف المجتمعة لأننا نتفق على ضرورة المضي بالإصلاحات الاقتصادية المطلوبة».
وعن تحديد الولايات المتحدة مدة زمنية معينة للانتخابات الرئاسية في لبنان، نفى ويربيرغ ما يتم تداوله، معتبراً ذلك «محاولة للتشويش على الموقف الأميركي الرامي إلى اختيار لبنان رئيسه وتشكيل حكومة في الوقت المناسب للبنانيين».
وأضاف «نحن نحضّ كل الأطراف اللبنانية على الإسراع بإنجاز هذا الاستحقاق».
وفي ما خص دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، لفت إلى استعداد أميركا لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة.
وتابع «لا يحق لأي بلدٍ أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية كافة، وسنبقى على تواصل مع كل الأطراف».
واستنكر ويربيرغ استهداف السفارة الأميركية في بيروت، قائلاً: «ندين بشدة عملية إطلاق النار والسفيرة دوروثي شيا أبلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثقتنا بالجهات الأمنية من حيث متابعة ملابسات هذا الفعل، ونحن بانتظار نتيجة التحقيق، ولا تخوّف من الأمن في بيروت ونتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا ونتواصل عن كثب مع الجهات الأمنية منعاً لتكرار مثل هذه الحادثة».
وحول ملف النازحين، أعلن أنه «يجب البحث عن حل لأزمة النزوح السوري، والولايات المتحدة تعتبر أنّ الظروف اليوم غير مؤاتية لعودتهم إلى بلادهم، لكنها لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي