اعتبر أن قوانين الأمن القومي الجديدة «تُقلق» الشركات
مفوض التجارة الأوروبية: موقف بكين من حرب أوكرانيا «يضر بصورتها»
دومبروفسكيس ينتقد البيئة التجارية «المُسيّسة» في الصين (رويترز)
أكد مفوض شؤون التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، أن «الشركات الأوروبية تشعر بقلق إزاء الاتجاه الذي تسلكه» الصين، مشدّداً على أن رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا «يضرّ بصورتها».
يزور المسؤول الأوروبي، بكين، في إطار الحوار الاقتصادي والتجاري. وقد التقى صباح أمس، طلاباً في جامعة تسينغهوا العريقة.
وقال «إن الشركات الأوروبية تشعر بقلق إزاء الاتجاه الذي تسلكه الصين... كثير منها تتساءل عن وضعها في هذا البلد» وسط «بيئة تجارية يزداد تسييسها».
وأضاف «تجلّى ذلك عبر تراجع الشفافية وانعدام المساواة في الوصول إلى العقود الحكومية والتمييز على صعيد المعايير والمتطلبات في المجال الأمني، بالإضافة إلى المتطلّبات في مجال توطين البيانات ونقلها».
وتطرّق المفوض الأوروبي إلى قوانين الأمن القومي التي أقرتها الصين في الآونة الأخيرة.
وقال «إن قانون العلاقات الخارجية الجديد والنسخة الجديدة من قانون مكافحة التجسس يثيران قلقاً كبيراً في أوساط الأعمال لدينا» لأن «غموضهما يترك مجالًا كبيراً للتأويل».
وخلُص التقرير السنوي الأخير لغرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي كذلك إلى استنتاجات مثيرة للقلق، بحيث لفت إلى أن الشركات الأوروبية في الصين تواجه مناخ أعمال «غامضا على نحو متزايد» بحيث يعرّضها «غموض» القواعد التنظيمية لمزيد من «المخاطر».
ودفعت هذه الأجواء 11 في المئة من الشركات الأوروبية استطلع رأيها، إلى نقل استثماراتها الحالية إلى خارج الصين، وفق غرفة التجارة الأوروبية.
- الانفتاح «استراتيجية رابحة»
أثناء زيارة أجرتها لبكين الأسبوع الماضي، طالبت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا بمزيد من «الوضوح» في صياغة القوانين الصينية.
ويأتي تكثيف الاتصالات في وقت يبدو أن الاتحاد الأوروبي يرفع صوته في شأن الممارسات التجارية الصينية التي أدانتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين ووصفتها بأنها «غير منصفة».
وفي 13 سبتمبر، أعلنت فون ديرلايين في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ فتح تحقيق في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية.
ولم تتأخر بكين في الردّ، معتبرة أن الإجراء «ليس أكثر من مجرد تدبير حمائي» سيكون له «تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية».
وأمس، أكّد دومبروفسكيس أن الصين لا تزال جذّابة لاستثمارات الشركات الأوروبية.
وقال «استفاد كلّ من الاتحاد الأوروبي والصين إلى حدّ كبير من انفتاحهما على العالم (...) لذلك سأستمرّ في الدفاع عن الانفتاح باعتباره استراتيجية رابحة على المدى الطويل».
وأضاف «لكن (الشركات) تتساءل عما إذا كان ما اعتبره كثيرون علاقة مربحة للجانبين في العقود الأخيرة يمكن أن يصبح ديناميكية يخسر فيها الجانبان في السنوات المقبلة».
ولدى سؤاله عن الموضوع خلال إحاطة صحافية، أكّد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، أن بكين ستستمرّ في «حماية الحقوق والمصالح المشروعة للأفراد والمنظمات».
وأضاف «سنستمرّ في توفير بيئة أعمال موجهة نحو السوق ومتوافقة مع القانون ودولية لكلّ شركات العالم التي تعمل بشكل قانوني في الصين».
وتابع «لا تشكّل الصين مصدراً للمخاطر (على هذه الشركات) بل قوة حازمة لمنعها ونزع فتيلها».
- إدانة الغزو الروسي
وحذّر المفوض الأوروبي أيضاً من أن رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا «يضرّ بصورة» بكين.
وقال «ثمة خطر في ما يتعلق بسمعة الصين»، معتبراً أن موقفها هذا «يضر بصورة البلاد ليس لدى المستهلكين الأوروبيين فحسب لكن أيضا لدى الشركات».
وأضاف «لطالما كانت وحدة الأراضي مبدأ أساسياً بالنسبة للصين في الديبلوماسية الدولية» و«الصين دعت دائماً إلى ضرورة أن تكون كل دولة حرة في اختيار مسار التنمية الخاص بها».
وتابع «لذا من الصعب جداً بالنسبة إلينا أن نفهم موقف الصين من حرب روسيا ضد أوكرانيا، لأنها تنتهك المبادئ الأساسية للصين».
وتعتبر الصين وروسيا حليفتين استراتيجيتين، وغالبا ما تشيدان بشراكتهما «اللامحدودة» وتعاونهما الاقتصادي والعسكري. وقد تقاربتا أكثر منذ بدأ في فبراير 2022 الغزو الروسي لأوكرانيا الذي ترفض الصين إدانته.
ويسعى الكرملين إلى تعزيز علاقاته مع بكين منذ بدء هجومه العسكري الذي عزل موسكو على الساحة الدولية.
من جهتها سعت الصين إلى طرح نفسها على أنها طرف محايد في الصراع الأوكراني، فيما تقدم لموسكو في الوقت نفسه مساعدة ديبلوماسية ومالية حيوية.
وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ روسيا في مارس، بينما يُتوقع أن يزور نظيره فلاديمير بوتين، الصين في أكتوبر.
يزور المسؤول الأوروبي، بكين، في إطار الحوار الاقتصادي والتجاري. وقد التقى صباح أمس، طلاباً في جامعة تسينغهوا العريقة.
وقال «إن الشركات الأوروبية تشعر بقلق إزاء الاتجاه الذي تسلكه الصين... كثير منها تتساءل عن وضعها في هذا البلد» وسط «بيئة تجارية يزداد تسييسها».
وأضاف «تجلّى ذلك عبر تراجع الشفافية وانعدام المساواة في الوصول إلى العقود الحكومية والتمييز على صعيد المعايير والمتطلبات في المجال الأمني، بالإضافة إلى المتطلّبات في مجال توطين البيانات ونقلها».
وتطرّق المفوض الأوروبي إلى قوانين الأمن القومي التي أقرتها الصين في الآونة الأخيرة.
وقال «إن قانون العلاقات الخارجية الجديد والنسخة الجديدة من قانون مكافحة التجسس يثيران قلقاً كبيراً في أوساط الأعمال لدينا» لأن «غموضهما يترك مجالًا كبيراً للتأويل».
وخلُص التقرير السنوي الأخير لغرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي كذلك إلى استنتاجات مثيرة للقلق، بحيث لفت إلى أن الشركات الأوروبية في الصين تواجه مناخ أعمال «غامضا على نحو متزايد» بحيث يعرّضها «غموض» القواعد التنظيمية لمزيد من «المخاطر».
ودفعت هذه الأجواء 11 في المئة من الشركات الأوروبية استطلع رأيها، إلى نقل استثماراتها الحالية إلى خارج الصين، وفق غرفة التجارة الأوروبية.
- الانفتاح «استراتيجية رابحة»
أثناء زيارة أجرتها لبكين الأسبوع الماضي، طالبت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا بمزيد من «الوضوح» في صياغة القوانين الصينية.
ويأتي تكثيف الاتصالات في وقت يبدو أن الاتحاد الأوروبي يرفع صوته في شأن الممارسات التجارية الصينية التي أدانتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين ووصفتها بأنها «غير منصفة».
وفي 13 سبتمبر، أعلنت فون ديرلايين في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ فتح تحقيق في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية.
ولم تتأخر بكين في الردّ، معتبرة أن الإجراء «ليس أكثر من مجرد تدبير حمائي» سيكون له «تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية».
وأمس، أكّد دومبروفسكيس أن الصين لا تزال جذّابة لاستثمارات الشركات الأوروبية.
وقال «استفاد كلّ من الاتحاد الأوروبي والصين إلى حدّ كبير من انفتاحهما على العالم (...) لذلك سأستمرّ في الدفاع عن الانفتاح باعتباره استراتيجية رابحة على المدى الطويل».
وأضاف «لكن (الشركات) تتساءل عما إذا كان ما اعتبره كثيرون علاقة مربحة للجانبين في العقود الأخيرة يمكن أن يصبح ديناميكية يخسر فيها الجانبان في السنوات المقبلة».
ولدى سؤاله عن الموضوع خلال إحاطة صحافية، أكّد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، أن بكين ستستمرّ في «حماية الحقوق والمصالح المشروعة للأفراد والمنظمات».
وأضاف «سنستمرّ في توفير بيئة أعمال موجهة نحو السوق ومتوافقة مع القانون ودولية لكلّ شركات العالم التي تعمل بشكل قانوني في الصين».
وتابع «لا تشكّل الصين مصدراً للمخاطر (على هذه الشركات) بل قوة حازمة لمنعها ونزع فتيلها».
- إدانة الغزو الروسي
وحذّر المفوض الأوروبي أيضاً من أن رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا «يضرّ بصورة» بكين.
وقال «ثمة خطر في ما يتعلق بسمعة الصين»، معتبراً أن موقفها هذا «يضر بصورة البلاد ليس لدى المستهلكين الأوروبيين فحسب لكن أيضا لدى الشركات».
وأضاف «لطالما كانت وحدة الأراضي مبدأ أساسياً بالنسبة للصين في الديبلوماسية الدولية» و«الصين دعت دائماً إلى ضرورة أن تكون كل دولة حرة في اختيار مسار التنمية الخاص بها».
وتابع «لذا من الصعب جداً بالنسبة إلينا أن نفهم موقف الصين من حرب روسيا ضد أوكرانيا، لأنها تنتهك المبادئ الأساسية للصين».
وتعتبر الصين وروسيا حليفتين استراتيجيتين، وغالبا ما تشيدان بشراكتهما «اللامحدودة» وتعاونهما الاقتصادي والعسكري. وقد تقاربتا أكثر منذ بدأ في فبراير 2022 الغزو الروسي لأوكرانيا الذي ترفض الصين إدانته.
ويسعى الكرملين إلى تعزيز علاقاته مع بكين منذ بدء هجومه العسكري الذي عزل موسكو على الساحة الدولية.
من جهتها سعت الصين إلى طرح نفسها على أنها طرف محايد في الصراع الأوكراني، فيما تقدم لموسكو في الوقت نفسه مساعدة ديبلوماسية ومالية حيوية.
وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ روسيا في مارس، بينما يُتوقع أن يزور نظيره فلاديمير بوتين، الصين في أكتوبر.