الصالون الثقافي الشهري للجمعية... صاحب «هاشتاق 4»
فنانو الكويت والسعودية تناولوا... «الكاريكاتير من وجهة نظر خليجية»
المشاركون في الصالون الثقافي
جانب من الحوار عن فن الكاريكاتير
- عبدالرحمن هاجد: يجب ألا نجعل التقنية تسيطر علينا كلياً
- أيمن الغامدي: على الفنان امتلاك علاقات عامة رقمية وهوية بصرية خاصة
- عادل القلاف: ضرورة التركيز على أهمية التعاون بين رسامي الكاريكاتير في دول الخليج
أقامت جمعية الكاريكاتير الكويتية في مقرها، صالونها ذا الطابع الثقافي الشهري بعنوان «الكاريكاتير من وجهة نظر خليجية»، كفعالية مصاحبة لمعرض «هاشتاق 4»، الذي تم افتتاحه مساء الإثنين الماضي.
وقد شارك في الصالون الحواري الذي أدارته الفنانة زينب دشتي، كل من رئيس الجمعية الفنان محمد ثلاب وعضوها عادل القلاف، إلى جانب ضيفي المعرض الفنانين السعوديين عبدالرحمن هاجد وأيمن الغامدي، وبحضور عدد من المهتمين بهذ الفن، حيث دار بينهم حوار عفوي حول فن الكاريكاتير وانطلاقة كل واحد منهم.
وحرص ثلاب خلال الجلسة على الحديث عن انطلاقته في عالم الكاريكاتير، وكيفية حصده الشهرة في الكويت بسبب شخصيتي «بوقتادة» و«بونبيل»، إلى جانب مواكبته للأحداث اليومية منها السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها، موضحاً أنه في ما بعد ابتعد عن الرسم السياسي.
«سلاح ذو حدين»
وكانت الجلسة بدأت مع عبدالرحمن هاجد الذي اعتبر أن «فن الكاريكاتير يشهد رواجاً كبيراً، فهو جزء من الفنون البصرية، لكنني أعتبر استخدام التكنولوجيا فيه سلاحاً ذا حدين والفنان هو بات رقيب نفسه ومن يضع الخطوط الحمراء، إذ من الممكن أن يتم استغلالها بشكل جيد، أو أن يكون لها أثر عكسي، لكن الأمر الجيد فيها أنها أصبحت أكثر انتشاراً بسبب وجود السوشيال ميديا، ويستطيع الفنان بهذا إيصال رسالته على نطاق واسع، كذلك ساهمت الصحف في انتشار هذا الفن».
وأضاف: «لقد أبعدتنا البرامج الخاصة برسم الكاريكاتير عن الورق وطعمه، فوجدنا أنفسنا فجأة منجرفين إلى التابليت والأقلام الرقمية، تلك البرامج هي من ترسم وتقوم بالمونتاج ووضع التعبيرات، ما يفقد المرء للموهبة، وبهذا فإن الهوية والبصمة ضائعة في ظل وجود الكمبيوتر. لذلك، أرى أنه يجب ألا نجعل التقنية تسيطر علينا كلياً».
وتابع: «لقد بدأت مشواري في الرسم قبل ما يقارب الـ 15 سنة من خلال الصحف الورقية مستخدماً الألوان المائية، والخطأ يعتبر في حينها أمراً صعباً، لأنه في حال حصول أي غلطة صغيرة بالرسمة يجب علينا حينها إعادتها بالكامل».
وختم هاجد: «ظهرت برامج عديدة تساعد على رسم الكاريكاتير، ولا نعلم ما الذي قد يحصل في المستقبل. فاليوم أكثر رسامي الكاريكاتير أصبحوا يستخدمون البرامج سواء كانوا الموهوبين أو غير الموهوبين، وهو أمر يجب علينا مواكبته حتى لا ننتهي، إذ إن هناك رسامي كاريكاتير في السعودية اختفوا نهائياً».
استراحة للقارئ
من جانبه، رأى أيمن الغامدي أن «فن الكاريكاتير كان يستفاد منه في الماضي إعلامياً، لأن ثقافة الصورة في أي مكان بالعالم تُعتبر استراحة للقارئ، الذي عندما يقرأ الصحيفة، إما يتجه للمقالات أو التقارير الاستقصائية من الصحافيين والاعلامين، بعد ذلك لا بد للصحيفة أن تضع الكاريكاتير. لذلك، رسام الكاريكاتير كلما تميّز في الخطوط، كلما كانت مساحته قوية جداً».
وتابع: «الآن كيف ننتقل من التسويق لأعمالنا من الورقي كما فعل الرواد والقدامى ممن امتلكوا ثروة بصرية هائلة والذين حفروا بالصخر إلى الرقمي؟ فمن وجهة نظري، أرى أن الفنان يجب عليه امتلاك علاقات عامة رقمية وهوية بصرية خاصة ومواكبة الحدث أولاً بأول، لأن هذا الأمر عند أي صانع محتوى في الفترة الحالية يساعد على رفعه إلى مستوى أعلى».
واستطرد في قوله: «الكاريكاتير في المملكة العربية السعودية هو من أقوى الفنون البصرية، ورؤية المملكة 2030 تستهدف الفنون البصرية في هيئة الثقافة والنشر بجانب الفن البصري الذي من خلاله صنع الكثير من رواد الفن في هذا المجال، فأتاحت لهم الفرصة بالتعدد في المسارات، لذلك المملكة رائدة في هذا الفن، وتصنع أثراً كبيراً جداً، وأيضاً في الرسوم المتحركة. كما لا ننسى ( Clip art) و(الكوميكس) الذي أصبح له أثر كبير في المملكة، وما هذا الجهد إلا بالدعم اللامحدود من وزارة الثقافة».
فنان الكاريكاتير... مثقف
بدوره، أشار عادل القلاف إلى بداية مشواره «مع الزميل محمد ثلاب في العام 1997 تقريباً، وعاصرنا الجيلين الجديد مع القديم في الفترة نفسها آنذاك، وأذكر أن البداية كانت من خلال الرسم بقلم الرصاص وأيضاً قلم البيك، أما اليوم فالأمور باتت سهلة جداً، وفي بداية الألفية بدأت باستخدام جهاز واكوم، مواكبة للعصر حتى لا أتاخر وأتوقف. وللعلم، من جعلني أحترف رسم الكاريكاتير كانت والدتي التي شجعتني لدخول مسابقة بالعام 1994».
وأكمل: «فنان الكاريكاتير يجب عليه أن يثقف ويطور من نفسه على الدوام، ويعرف كيف يوصل رسالته للمتلقي»، لافتاً إلى أن «عملية تطور فن الكاريكاتير انتقلت من الرسم البسيط إلى الرقمي، واختلاف الأجهزة المستخدمة في عملية الرسم تحتاج إلى متابعة دائمة لآخر التطورات في هذا المجال».
وختم قائلاً: «في النهاية، أشدد على ضرورة التركيز على أهمية التعاون ما بين رسامي الكاريكاتير في دول الخليج العربي، لأن لهم دورا كبيرا وبارزا في تطوير فن الكاريكاتير، وأثر هذا التطور وانعكاسه على الثقافة المجتمعية».
تبادل الخبرات
تطرق ثلاب إلى أن فكرة إنشاء معرض «هاشتاق» تهدف إلى «أن نتعاون في كل دورة منه مع أشقائنا في إحدى دول الخليج العربي، والبداية كانت مع الزملاء في المملكة العربية السعودية بمناسبة احتفالهم بالعيد الوطني، حيث شارك 13 فناناً منهم في معرض (هاشتاق 4)»، مشيراً إلى أن «الخطة المقبلة سوف ننطلق بها مع بقية الدول، إذ إن أحد أدوار الجمعية هو وجود تعاون بين دول مجلس التعاون عن طريق تبادل الخبرات».
دور الرواد
اعتبر القلاف أنه «كان لجيل الرواد في تطور فن الكاريكاتير في الكويت أثر كبير، واحتكاك جيل الشباب مع الجيل السابق أدى إلى إنشاء بيئة فنية ناضجة مفعمة بالإبداع».