في خطوة تنذر بنشوب حرب في منطقة جنوب القوقاز المضطربة

أذربيجان تطلق عملية «نزع سلاح» الانفصاليين الأرمن في ناغورني كاراباخ

تصغير
تكبير

- الانفصاليون يدعون باكو إلى وقف إطلاق النار والتفاوض
- باشينيان يتحدّث عن دعوات للانقلاب ضده... ويتّهم باكو بـ «التطهير العرقي»

أطلقت أذربيجان، أمس، «عمليات لمكافحة الإرهاب» ضد القوات الأرمينية في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه، «حتى استسلام الوحدات العسكرية وتسليم أسلحتها».

ولم يتضح ما إذا كانت خطوات باكو ستؤدي إلى صراع واسع النطاق تنجرف إليه أرمينيا المجاورة أم أنها عملية عسكرية محدودة. لكن كانت هناك دلائل بالفعل على أن تداعيات سياسية ستحدث في يريفان، حيث تحدث رئيس الوزراء نيكول باشينيان عن دعوات للانقلاب ضده، حيث أفاد التلفزيون عن تجمّع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة في يريفان.

وقد يغير القتال التوازن الجيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز، التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب نفط وغاز وحيث تسعى روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، إلى المحافظة على نفوذها في مواجهة اهتمام أكبر من تركيا التي تدعم باكو.

وأمكن سماع دوي قصف متكرر في لقطات صورت في ستيباناكيرت عاصمة كاراباخ، التي تسمى خانكندي في أذربيجان.

وأعلن جيجام ستيبانيان،‭‭‭ ‬‬‬المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في الجيب الانفصالي، سقوط العديد من الضحايا، بينهم أطفال.

وأعلنت وزارة الدفاع الأذرية في بيان، عزمها على «نزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية وتأمين انسحابها من أراضينا، (و) تحييد بنيتها التحتية العسكرية».

وأكدت أنها لا تستهدف إلا الأهداف العسكرية المشروعة باستخدام «أسلحة عالية الدقة» وليس المدنيين، في إطار حملة «لاستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان».

وأضافت أن المدنيين أحرار في المغادرة عبر ممرات إنسانية تشمل واحداً يؤدي إلى أرمينيا.

وقال باشينيان، من جانبه، إن عرض المغادرة، يبدو وكأنه محاولة أخرى من باكو لإجبار الأرمن على ترك الإقليم، في إطار حملة «تطهير عرقي»، وهو اتهام تنفيه باكو.

وأعلنت القوات الأرمينية في الإقليم، أن قوات أذربيجان تحاول اختراق دفاعاتها بعد قصف عنيف، لكنها لا تزال صامدة.

وذكرت وزارة الخارجية في الجيب الانفصالي على منصة «إكس»، أن «جمهورية آرتساخ»، وهو الاسم الذي يطلقه الأرمن على ناغورني كاراباخ، «تدعو الجانب الأذربيحاني إلى وقف إطلاق النار فوراً والجلوس إلى طاولة المفاوضات».

ودانت أرمينيا، التي كانت تجري محادثات سلام مع أذربيجان تشمل المسائل المتعلقة بمستقبل الجيب، «العدوان الشامل» واتهمت أذربيجان بقصف بلدات وقرى.

ودعت يريفان، التي تؤكد أن قواتها ليست في كاراباخ، وأن الوضع على حدودها مع أذربيجان «مستقر»، أعضاء مجلس الأمن إلى المساعدة. كما دعت قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة إلى التدخل.

من جانبها، حضت موسكو، التي توسطت في وقف هش لإطلاق النار بعد الحرب عام 2020، جميع الأطراف على وقف القتال.

وترى أرمينيا أن روسيا مشتتة بسبب الحرب في أوكرانيا لدرجة أنها لا تستطيع حماية أمنها، واتهمت قوات حفظ السلام بالفشل في أداء مهمتها.

ونددت فرنسا «بأكبر قدر من الحزم» بالعملية العسكرية، مطالبة بـ«عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن».

وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن واشنطن «كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى»، بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، الاثنين، مضيفاً «يجعل ذلك هذا الحدث فظيعاً ومروّعاً بشكل خاص».

وأطلقت باكو عمليتها العسكرية، بعد مقتل ستة من مواطنيها بانفجار لغمين في واقعتين منفصلتين، واتهمت «جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية» بزرعهما، بينما وصفت يريفان الاتهامات بأنها «كاذبة».

وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى كاراباخ، عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد في المنطقة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي