وزير الخارجية: نستغرب تضمين حكم خاص باتفاقية فنية بحتة سرداً تاريخياً مطولاً يمتد من 1546 إلى 1990

الكويت تستنكر بأشد العبارات سماع «نفس اللغة» من الجانب العراقي... «بعد أكثر من 30 سنة»

تصغير
تكبير

- وزير الخارجية:
- هناك محاولة لإسقاط اتفاقية صُدّقت من السلطات التشريعية في البلدين وأودعت في الأمم المتحدة
- تأييد خليجي وأميركي ودولي لوجهة نظرنا وتفهم من الأمين العام للأمم المتحدة
- نتمنى على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات المعالجة الضرورية واحترام سيادة الكويت

عبّر وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح عن استنكار الكويت الشديد للحكم الذي صدر أخيراً من المحكمة الاتحادية العليا في العراق، في شأن اتفاقية خور عبدالله المبرمة بين الكويت والعراق في العام 2012.

وتأكيداً لما نشرته «الراي» في عددها الصادر يوم الاثنين في 18 سبتمبر الجاري تحت عنوان «الكويت تطوق أزمة العراق دولياً»، كشف الشيخ سالم الصباح، في تصريح لتلفزيون الكويت ليل الاثنين الماضي، أن زيارته إلى نيويورك كانت لهدف واحد ومحدد، هو الاجتماع مع نظرائه الخليجيين ووزراء خارجية الدول الصديقة والمسؤولين في الأمم المتحدة لاطلاعهم على حيثيات الحكم والتعبير عن موقف الكويت.

وأوضح أن مرد استنكار الكويت يعود إلى سببين، هما محاولة إسقاط الاتفاقية والسرد التاريخي المليء بالمغالطات.

وقال الوزير موضحاً السبب الأول، إن «هذا الحكم يحاول إسقاط التصديق على الاتفاقية المبرمة بين الكويت والعراق في العام 2012 والخاصة في تنظيم الملاحة في خور عبدالله، وهذه الاتفاقية جرت بين البلدين وصُدّقت من قبل السلطات التشريعية في البلدين وأودعت في الأمم المتحدة، وها نحن اليوم أمام محاولة من المحكمة العليا العراقية لإسقاط هذا التصديق».

أما عن السبب الثاني الذي انفردت «الراي» بنشر تفاصيله في عددها الصادر يوم الجمعة 14 سبتمبر الجاري بعنوان «القضاء العراقي ينبش الماضي مع الكويت»، فقال وزير الخارجية: «نستنكر أيضاً وبشكل أكبر مضمون هذا الحكم الذي يتضمن سرداً تاريخياً مليئاً بالمغالطات بالنسبة للكويت، ونستغرب ونستنكر تضمين حكم خاص باتفاقية فنية بحتة سرداً تاريخياً مطولاً عن الكويت يمتد من العام 1546 إلى العام 1990».

وفي إشارة إلى توقف السرد عند العام الذي شهد الغزو العراقي للكويت، أضاف الشيخ سالم الصباح: «ها نحن بعد 30 سنة نسمع نفس اللغة من الجانب العراقي، وهذا الأمر نستنكره بأشد العبارات».

وأكد أن موقف الكويت حظي بتأييد وتفهم من قبل كل المسؤولين الذين تم الالتقاء بهم، متمنياً من الحكومة العراقية «اتخاذ الخطوات الضرورية لمعالجة هذا الأمر واحترام سيادة الكويت وحرمة أراضيها والاتفاقية المبرمة بين البلدين».

وقال في هذا السياق: «لقد طرحتُ هذا الموضوع مع زملائي وزراء دول مجلس التعاون في اجتماعنا بالأمس (الأحد الماضي) وصدر بيان عن هذا الاجتماع كان واضحاً ومؤيداً جداً للكويت في هذا الشأن، واجتمعنا اليوم (الاثنين) كمجموعة دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية الأميركي، وكان أيضاً هناك تأييد تام لوجهة نظرنا، كما طرحنا الموضوع وشرحناه للأمين العام للأمم المتحدة، كون الأمم المتحدة جهة مسؤولة في هذا الشأن وهي الجهة المودعة بها هذه الاتفاقية، وكان هناك تفهم من قبل معالي الأمين العام، وبعض وزراء الخارجية للدول الصديقة أيضاً تم إبلاغهم بهذا الأمر وجميعهم توافقوا مع وجهة نظرنا في هذا الشأن».

وخلص إلى القول: «نتمنى على الحكومة العراقية أن تأخذ الخطوات الضرورية لمعالجة هذا الأمر واحترام سيادة الكويت، وحرمة أراضي الكويت والاتفاقية المبرمة بين البلدين».

وكان وزير الخارجية قد شارك الاثنين الماضي في الاجتماع الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن.

وذكرت «الخارجية»، في بيان، أن الشيخ سالم الصباح قدّم في بداية الاجتماع سرداً لحيثيات الحكم الصادر عن المحكمة الاتحادية العليا في العراق، وما تضمنه هذا الحكم من مغالطات وإساءة تجاه دولة الكويت.

من جانبه، أبدى بلينكن تفهمه لموقف دولة الكويت، مشدداً على التزام بلاده نحو حفظ أمن وسلامة دولة الكويت وسيادتها وحرمة أراضيها، والتزام الولايات المتحدة بأمن وسلامة المنطقة.

وتم خلال الاجتماع بحث المواضيع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وروابط التعاون الوثيقة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع دول المجلس بالولايات المتحدة، وبحث مجالات التعاون المتعددة بين الطرفين وذلك في حوار ودي تفاعلي في شأن مجمل القضايا السياسية والأمنية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي