اجتماع بارز لـ «مجموعة الخمس» في نيويورك ورصْد للنتائج

غوتيريش شكر «سخاء» لبنان باستضافة النازحين... وميقاتي حذّر من هجرة «تغزو» أوروبا

مصافحة بين ميقاتي وغوتيريش في نيويورك
مصافحة بين ميقاتي وغوتيريش في نيويورك
تصغير
تكبير

- لبنان الرسمي يستنجد بـ «نفوذ» الخارج لكسْر مأزقه الرئاسي
- قائد الجيش شكرٍ تميم بن حمد «على دعمه المتواصل للجيش»
- الراعي: ما قصدتْه أن الحوار هو بالتصويت في مجلس النواب... الحوار هو الانتخاب
شخصتْ أنظارُ بيروت على نيويورك علّ كواليس الاجتماعات الجانبية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تساعد في تحديدٍ أكثر دقّة لوُجهة الأزمة الرئاسية التي ما زال السعيُ لحلٍّ لها في الداخل أشبه بالبحث عن «إبرةٍ في كومةِ قش» تارةً اسمُها الحوار، وطوراً «النقاش»، فيما البرلمان مقفَل منذ أكثر من 3 أشهر والطريق إلى قصر بعبدا مزروعةٌ بسواتر سياسية لم يَعُد لبنان الرسمي يجد حَرَجاً في «الاستنجاد» بالخارج و«استدراج نفوذه» لإزالتها، في ما يشبه إعلانَ أن بلاد الأرز... «تحت سن الرشد».

وفيما كان الترقُّب على أشدّه لاجتماعٍ بارز كُشف أنه عُقد أمس على مستوى وزراء خارجية دول مجموعة الخمس حول لبنان (تضمّ الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) التي تحوّلت بمثابة الراعي الدولي - الاقليمي لمسارٍ خارجي - غير مكتمل العناصر - يُراد أن يوفّر ممراً آمِناً للبلاد من النفق الأخطر الذي علقت فيه، وسط رصْدٍ لسقفِ ما سيصدر عن اللقاء في ضوء عدم تحقيق الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان أي خرْقٍ واستعداد الدوحة للدخول على الخط ومحاولة شقِّ طريقٍ لـ «الخيار الثالث» (يتقدّم فيه اسم قائد الجيش العماد جوزف عون)، فإن اهتماماً بَرَزَ بلقاءات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي يترأس وفد لبنان إلى نيويورك والتي ركّزت على الأزمة الرئاسية وملف النزوح السوري.


ميقاتي

واستوقف أوساطاً سياسية إعلان ميقاتي في حديث إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أنه «سيوجّه رسالة من على منبر الأمم المتحدة يطالب فيها المجتمع الدولي والدول المانحة بمساعدة لبنان على مستويات عدة، وسيطلب من القوى النافذة دولياً أن تستخدم نفوذها لإقناع التيارات اللبنانية المختلفة بإتمام الاصلاحات وانتخابِ رئيس للجمهورية».

وأشار إلى «أنّ الوضع في لبنان غير مريح»، مؤكداً «أنّ مليونيْ شخص يعيشون حالة من الفقر المدقع، نصفهم لبنانيون والنصف الآخَر سوريون»، داعياً المجتمع الدولي إلى «ضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين التي تشكل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي»، ومضيفاً في تحذير ضمني إلى الاوروبيين: «يقول النازحون إنهم يأتون إلى لبنان للعبور إلى أوروبا، لذا على أوروبا أن تساعدنا في معالجة هذه القضية مع الحكومة السورية».

وقال «إن استقبال النازحين في لبنان، الذي تقوم به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ينطوي على عيب يتمثل في أنه يشكل حافزاً مالياً قوياً للنزوح غير الشرعي، من دون معالجة المشكلة من مصدرها. وينبغي للمفوضية أن تتفاوض مباشرة مع السلطات السورية. والأوروبيون لديهم مصلحة كبيرة في مساعدتنا في معالجة هذه المشكلة، نظراً للزيادة الحادة في معدلات الاتجار بالبشر إلى قبرص وغيرها من الوجهات. وإن التهديد المتمثل في حدوث غزو جديد للمهاجرين في أوروبا أمر حقيقي، وهو ينطوي أيضاً على خطورة أمنية».

وطالب «المجتمع الدولي والدول المانحة بمساعدة لبنان كي يكون قادراً على مواجهة أزماته الاجتماعية والاقتصادية والمالية الخطيرة».

وحضر ملف النزوح في لقاءِ ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي جدّد «تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمرّ بدعم الشعب اللبناني»، معرباً عن تقديره «لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين»، وموضحاً انه «سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للأسر الأكثر فقراً في لبنان وحلّ أزمة النازحين».

بدوره، شكر رئيس الحكومة، الأمم المتحدة «على دعمها للبنان على الصعد كافة» وغوتيريش «على دعمه الموقف اللبناني خلال عملية التجديد لولاية اليونيفيل».

وجدد«تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية»، داعياً المنظمة الدولية الى «دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته».

كما أعرب «عن قلق لبنان من ارتفاع أعداد النازحين وعدم قدرته على تحمل المزيد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعانيها».

استمرار الدعم القطري

وإذ يبرز ترقُّب أيضاً للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مرسيليا السبت المقبل، حيث سيحضر الملف اللبناني بكل تشعباته، سُجل أمس تحرُّك لسفير دولة قطر الجديد في بيروت الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني الذي زار قائد الجيش في اليرزة، مؤكداً «استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة».

وحمّل العماد عون السفيرَ القطري «رسالة شكر إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة على دعمه المتواصل للجيش».

كذلك قام السفير القطري بزيارة بروتوكولية لوزير الدّفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم جرى خلالها عرض للعلاقات الثّنائيّة بين البلدين.

وإذ أكّد الشيخ سعود «وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان وشعبه»، مشدّداً على «عمق العلاقات بين البلدين»، عبّر سليم عن تقديره «للدّعم القطري المستمرّ للبنان شعباً ومؤسّسات، ومساندتها الدّائمة للمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة».

الراعي والحوار

في موازاة ذلك، برز موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على هامش زيارته لأستراليا، حيث أكد أنه «لا يوجد أي مبرر» لعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، داعياً البرلمان الى «عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ومن دون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية».

وإذ أوضح انه قال للودريان «لماذا لا تُعقد جلسات الانتخاب حسب الدستور؟ لكن لا احد يسمع والبلد يموت ولا أحد يسأل»، قال عن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري «هناك لغط حول ما قلناه، وانا دائماً أقول وقبل دعوة الرئيس بري ان الحوار هو في التصويت في مجلس النواب. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وأنا لم أقل إنني مع الحوار، بل قلتُ إذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه. والبرلمان اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون».

وأكد الراعي «ان بكركي لا تقول فلان او فلان، فهذا ضد الديموقراطية وضد عمل مجلس النواب. وبعدما انسحب المرشح (المدعوم من المعارضة) ميشال معوض من السباق، انسحب لخير لبنان ولمصلحة انتخاب رئيس، ونحن نقدّر موقفه. وفي جلسة يونيو الماضي نال سليمان فرنجية 51 صوتاً وجهاد ازعور 59 صوتاً ثم أوقف رئيس المجلس الجلسة وما زالت واقفة».

وسأل «ما المطلوب؟» وقال «يتحدثون في الكواليس عن ضرورة التفتيش عن مرشح ثالث، ونحن نقول لا، من أجل كرامة المرشحيْن فرنجية وأزعور واحتراماً لمن رشّحهم يجب إكمال الانتخابات في دورات متتالية ويفوز مَن يفوز. وإذا لم يحقق أحد الفوز بالاكثرية نتيجة تضييع الاصوات، حينها تفضّلوا الى الحوار الذي تتحدثون عنه الآن وتشاوروا حول شخصية جديدة».

وتناول الراعي اتفاق الطائف، وأعلن «مشكلتنا ان اتفاق الطائف لم يُطبق كما يجب لا بالنص ولا بالروح. وهكذا أصبحنا من دون سلطة قادرة ان تحسم لا رئاسة الجمهورية ولا رئيس الحكومة، وبات القرار للحكومة مجتمعة ولذلك عمت الفوضى. المطلوب الجلوس والبحث في جوهر المشكلة، ولهذا أدعو الى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان ليطبق الطائف وتنفذ قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 التي تختص بسيادة لبنان وترتبط بالطائف. والعمل ايضاً على حل قضية النزوح السوري وتثبيت هوية لبنان الأساسية بالحياد الإيجابي الذي يرسّخ لبنان كأرض تلاقي الثقافات والحضارات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي