واشنطن وبغداد جددتا «التزامهما مواصلة تعزيز الشراكة»
بايدن يدعو السوداني إلى البيت الأبيض
السوداني وبلينكن خلال اجتماعهما في نيويورك مساء الإثنين
- العراق يدين "العدوان التركي المتكرر" على أراضيه
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك الاثنين، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي تلقى دعوة من الرئيس جو بايدن لزيارة البيت الأبيض.
وذكرت وسائل إعلام رسمية عراقية، أن السوداني، الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إنه سيتم تحديد موعد الزيارة الرسمية لواشنطن في وقت لاحق.
ولم يجتمع بايدن والسوداني منذ تولى رئيس الوزراء العراقي منصبه العام الماضي بعد اختياره من قبل ائتلاف من أحزاب وجماعات أغلبها شيعية قريبة من طهران.
ومنذ ذلك الحين، أصبح عليه تحقيق توازن ديبلوماسي مع إيران والولايات المتحدة اللتين كانت أراضي العراق مسرحاً لصراعهما في الماضي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية إن السوداني وبلينكن «جدداً التزامهما مواصلة تعزيز الشراكة بين البلدين».
وشدد بلينكن على «دعم الولايات المتحدة» لاستئناف عمليات خط الأنابيب بين إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، وتركيا، والذي توقفت تدفقات النفط خلاله منذ مارس الماضي.
وأعلنت تركيا الأسبوع الماضي، أن خط الأنابيب، الذي يساهم بنحو 0.5 في المئة من إمدادات النفط العالمية، سيكون جاهزاً لاستئناف العمليات قريباً، لكن لم يتضح ما إذا كانت بغداد وأنقرة قد اتفقتا على شروط استئناف تدفقات الخام.
كما أشاد بلينكن «بالتزام رئيس الوزراء باستقلال القضاء في ما يتعلق بإدانات وأحكام صدرت في الآونة الأخيرة على أفراد عدة بتهم الإرهاب في ما يتعلق بمقتل المواطن الأميركي ستيفن ترول».
وأصدر العراق أحكاما الشهر الماضي على إيراني وأربعة عراقيين بالسجن المؤبد على خلفية مقتل ترول في نوفمبر 2022 في أحد الأحياء التي تقطنها الطبقة المتوسطة وسط بغداد.
ولم يعلن المسؤولون في القضاء أسماء المتهمين، لكنهم قالوا إن الأربعة أعضاء في فصيل شيعي.
العراق يدين
وفي بغداد، دانت رئاسة الجمهورية في بيان، أمس، "العدوان التركي المتكرر"، غداة هجوم بطائرة مسيّرة على إقليم كردستان، أكد العراق انها جاءت من تركيا، أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم.
ونادراً ما تعلّق أنقرة على عملياتها العسكرية في شمال العراق حيث تشنّ هجمات ضدّ مقاتلي "حزب العمال الكردستاني". إلّا أن الهجوم بطائرة مسيّرة الاثنين على مطار زراعي في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، يعدّ أمراً غير مسبوق.
وذكر البيان الذي نشره مكتب الرئيس عبداللطيف رشيد، أمس، أنه سيتمّ "استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجهة إلى الرئاسة التركية".
وتمنّى في الوقت نفسه "الرحمة والخلود لشهداء العراق الأبطال من المدنيين والعسكريين الآمنين الذين قضوا على أثر العدوان التركي المتكرر".
وقصفت طائرة مسيّرة الاثنين مطار عربت الزراعي قرب مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، والذي يستخدم للطائرات الخاصة برشّ المبيدات الزراعية.
وأسفرت الضربة عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
في الأثناء، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان إن الطائرة المسيّرة قامت "بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار عربت".
واعتبر أن "هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه"، مضيفاً أن العراق "يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات".
ورأى رسول أن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".
- "أمن إقليم كردستان"
في السليمانية، شارك المئات أمس بتشييع أحد ضحايا قصف الاثنين في مسجد في مدينة السليمانية، بينهم عناصر أمن وعائلة الضحية وسكان المنطقة.
من جهته، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في بيان "أي انتهاك يمس سيادة أراضي الإقليم والعراق"، معرباً عن رفضه "كل الأعمال غير القانونية التي تهدد أمن إقليم كردستان وتقوض استقراره".
ونددت بعثة الأمم المتحدة في العراق كذلك بالهجوم، معتبرةً أنه "لا بد من معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والديبلوماسية، وليس من خلال الضربات".
ويشهد إقليم كردستان بشكل متكرر قصفاً ينسب إلى تركيا وإيران، يستهدف فصائل كردية معارضة من كلا البلدين، ومتواجدة في شمال العراق منذ عقود.
وتقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي "الكردستاني" الذين لديهم معسكرات تدريب وقواعد خلفية في المنطقة، وتصنّفه أنقرة وخلفاؤها الغربيون "إرهابياً".
وقتل الأحد، أربعة مقاتلين بينهم "مسؤول رفيع المستوى" من "الكردستاني" بقصف "طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي"، استهدف سيارتهم في منطقة سنجار في شمال العراق، وفق بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
وفي ابريل 2023، اتهم العراق تركيا بشنّ "قصف" في محيط مطار السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق.
ووقعت تلك الضربات تزامناً مع تواجد قوات أميركية وقائد "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن، في المطار.
واعلنت الرئاسة العراقية، امس، إنه "يوماً بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية وتحديداً في إقليم كردستان".
وأضافت "أوضحنا للجهات التركية المعنية في مراتٍ سابقة، أن العراق على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد تركيا انها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها"، لكن "دون أن نرى استجابة حقيقية لدعواتنا".
وذكرت وسائل إعلام رسمية عراقية، أن السوداني، الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال إنه سيتم تحديد موعد الزيارة الرسمية لواشنطن في وقت لاحق.
ولم يجتمع بايدن والسوداني منذ تولى رئيس الوزراء العراقي منصبه العام الماضي بعد اختياره من قبل ائتلاف من أحزاب وجماعات أغلبها شيعية قريبة من طهران.
ومنذ ذلك الحين، أصبح عليه تحقيق توازن ديبلوماسي مع إيران والولايات المتحدة اللتين كانت أراضي العراق مسرحاً لصراعهما في الماضي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية إن السوداني وبلينكن «جدداً التزامهما مواصلة تعزيز الشراكة بين البلدين».
وشدد بلينكن على «دعم الولايات المتحدة» لاستئناف عمليات خط الأنابيب بين إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، وتركيا، والذي توقفت تدفقات النفط خلاله منذ مارس الماضي.
وأعلنت تركيا الأسبوع الماضي، أن خط الأنابيب، الذي يساهم بنحو 0.5 في المئة من إمدادات النفط العالمية، سيكون جاهزاً لاستئناف العمليات قريباً، لكن لم يتضح ما إذا كانت بغداد وأنقرة قد اتفقتا على شروط استئناف تدفقات الخام.
كما أشاد بلينكن «بالتزام رئيس الوزراء باستقلال القضاء في ما يتعلق بإدانات وأحكام صدرت في الآونة الأخيرة على أفراد عدة بتهم الإرهاب في ما يتعلق بمقتل المواطن الأميركي ستيفن ترول».
وأصدر العراق أحكاما الشهر الماضي على إيراني وأربعة عراقيين بالسجن المؤبد على خلفية مقتل ترول في نوفمبر 2022 في أحد الأحياء التي تقطنها الطبقة المتوسطة وسط بغداد.
ولم يعلن المسؤولون في القضاء أسماء المتهمين، لكنهم قالوا إن الأربعة أعضاء في فصيل شيعي.
العراق يدين
وفي بغداد، دانت رئاسة الجمهورية في بيان، أمس، "العدوان التركي المتكرر"، غداة هجوم بطائرة مسيّرة على إقليم كردستان، أكد العراق انها جاءت من تركيا، أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم.
ونادراً ما تعلّق أنقرة على عملياتها العسكرية في شمال العراق حيث تشنّ هجمات ضدّ مقاتلي "حزب العمال الكردستاني". إلّا أن الهجوم بطائرة مسيّرة الاثنين على مطار زراعي في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، يعدّ أمراً غير مسبوق.
وذكر البيان الذي نشره مكتب الرئيس عبداللطيف رشيد، أمس، أنه سيتمّ "استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجهة إلى الرئاسة التركية".
وتمنّى في الوقت نفسه "الرحمة والخلود لشهداء العراق الأبطال من المدنيين والعسكريين الآمنين الذين قضوا على أثر العدوان التركي المتكرر".
وقصفت طائرة مسيّرة الاثنين مطار عربت الزراعي قرب مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، والذي يستخدم للطائرات الخاصة برشّ المبيدات الزراعية.
وأسفرت الضربة عن مقتل ثلاثة عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
في الأثناء، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان إن الطائرة المسيّرة قامت "بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصف مطار عربت".
واعتبر أن "هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه"، مضيفاً أن العراق "يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات".
ورأى رسول أن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".
- "أمن إقليم كردستان"
في السليمانية، شارك المئات أمس بتشييع أحد ضحايا قصف الاثنين في مسجد في مدينة السليمانية، بينهم عناصر أمن وعائلة الضحية وسكان المنطقة.
من جهته، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في بيان "أي انتهاك يمس سيادة أراضي الإقليم والعراق"، معرباً عن رفضه "كل الأعمال غير القانونية التي تهدد أمن إقليم كردستان وتقوض استقراره".
ونددت بعثة الأمم المتحدة في العراق كذلك بالهجوم، معتبرةً أنه "لا بد من معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والديبلوماسية، وليس من خلال الضربات".
ويشهد إقليم كردستان بشكل متكرر قصفاً ينسب إلى تركيا وإيران، يستهدف فصائل كردية معارضة من كلا البلدين، ومتواجدة في شمال العراق منذ عقود.
وتقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي "الكردستاني" الذين لديهم معسكرات تدريب وقواعد خلفية في المنطقة، وتصنّفه أنقرة وخلفاؤها الغربيون "إرهابياً".
وقتل الأحد، أربعة مقاتلين بينهم "مسؤول رفيع المستوى" من "الكردستاني" بقصف "طائرة مسيّرة تابعة للجيش التركي"، استهدف سيارتهم في منطقة سنجار في شمال العراق، وفق بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
وفي ابريل 2023، اتهم العراق تركيا بشنّ "قصف" في محيط مطار السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق.
ووقعت تلك الضربات تزامناً مع تواجد قوات أميركية وقائد "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن، في المطار.
واعلنت الرئاسة العراقية، امس، إنه "يوماً بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية وتحديداً في إقليم كردستان".
وأضافت "أوضحنا للجهات التركية المعنية في مراتٍ سابقة، أن العراق على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد تركيا انها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها"، لكن "دون أن نرى استجابة حقيقية لدعواتنا".