في صفقة شملت الإفراج عن أرصدة لإيران بمليارات الدولارات

واشنطن وطهران تتبادلان السجناء في الدوحة وبايدن يوجه شكراً خاصاً لسلطان عُمان وأمير قطر

تصغير
تكبير

- رئيسي: من الممكن القيام بإجراءات إنسانية أخرى... مستقبلاً
- 3 من بين 5 سجناء إيرانيين لن يعودوا لوطنهم
- طائرة قطرية نقلت 7 أميركيين من طهران

دخلت الصفقة الإيرانية - الأميركية، التي تشمل إفراجاً متبادلاً عن محتجزين وتحرير أرصدة إيرانية مجمّدة، حيز التنفيذ، أمس، بينما شددت واشنطن على أن الاتفاق لن يغير علاقة العداء، لكن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الطرق الديبلوماسية بخصوص البرنامج النووي الإيراني.

وقال الرئيس جو بايدن في بيان، «عاد أخيراً خمسة أميركيين أبرياء كانوا محتجزين في إيران إلى الوطن»، مضيفاً «سيلتئم شملهم قريباً مع أحبائهم بعد سنوات من العذاب وعدم اليقين والمعاناة».

وشكر الرئيس الأميركي الحكومات المشاركة في المفاوضات وهي قطر وعُمان وسويسرا وكوريا الجنوبية.

وأضاف «أقدم شكراً خاصاً لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وسلطان عُمان هيثم بن طارق على مساعدتهما في تسهيل إبرام هذا الاتفاق على مدى أشهر من الديبلوماسية الصعبة».

كما تعهّد بايدن «الاستمرار في فرض عقوبات على إيران بسبب أعمالها الاستفزازية في المنطقة».

وحذّر «حاملي جوازات السفر الأميركية من عدم الذهاب» إلى إيران.

من جانبه، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إنه تحدث إلى الأميركيين الخمسة قبل أن يغادروا طهران إلى الدوحة.

وصرح للصحافيين «أستطيع أن أقول لكم إنها كانت محادثة مشحونة بالعواطف بالنسبة لهم ولي أيضاً».

ويتزامن تطبيق الاتفاق مع الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال رئيسي إن إطلاق الأميركيين الخمسة مزدوجي الجنسية كان «عملاً إنسانياً بحتاً». وأضاف ان «من الممكن القيام بإجراءات إنسانية أخرى في المستقبل بين طهران وواشنطن».

وغادر سبعة أميركيين، طهران في طائرة قطرية، بينهم ثلاثة كشفت هوياتهم سابقاً، وهم سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، إضافة إلى اثنين فضّلا عدم كشف هويتيهما، بينما وصل إيرانيان أفرجت عنهما الولايات المتحدة إلى الدوحة.

كذلك، غادرت طهران في الطائرة نفسها، التي هبطت في الدوحة، والدة نمازي وزوجة شرقي، وهما مواطنتان أميركيتان كانتا ممنوعتين من مغادرة إيران من غير أن تكونا مسجونتين.

وجميعهم يحملون الجنسية المزدوجة، وهو ما لا تعترف به طهران التي تعتبرهم مواطنين إيرانيين.

واستقبل مسؤولون أميركيون، الأميركيين بعد نزولهم من الطائرة القطرية في الدوحة.

وقال شاهد من «رويترز»، إن سفير سويسرا لدى إيران رافقهم على متن الطائرة.

وأفادت مصادر مطّلعة على عملية التبادل في الدوحة، بانّ الأميركيين سيخضعون لفحص طبي قبل مغادرتهم قطر. ومن المقرّر أن يسافر أربعة من المفرج عنهم إلى واشنطن، بينما سيتوجه الخامس إلى دولة خليجية أخرى.

في المقابل، ذكرت «وكالة تسنيم للأنباء» الإيرانية، أن «معتقلين إيرانيين هما مهرداد معين أنصاري ورضا سرهنك بور، تم إطلاقهما في عملية تبادل السجناء الإيرانيين والأميركيين ويعتزمان التوجه إلى إيران، وصلا إلى الدوحة»، مشيرة إلى إطلاق السجناء الثلاثة الآخرين أيضاً، غير أنهم لا يريدون التوجه إلى إيران.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قال أن من بين مواطني طهران الخمسة «سيعود اثنان إلى إيران، وآخر سيذهب إلى بلد آخر بسبب وجود عائلته فيه، وسيبقى اثنان» في الولايات المتحدة.

ونص الاتفاق الذي أعلن عنه في العاشر من أغسطس الماضي، على أن تطلق طهران خمسة أميركيين، فيما تفرج واشنطن عن خمسة سجناء إيرانيين، بوساطة قطرية.

وأكد القضاء الإيراني في أغسطس 2022 أن «عشرات» الإيرانيين محتجزون في الولايات المتحدة. ومعظم هؤلاء مزدوجو الجنسية ومتّهمون بمخالفة عقوبات واشنطن على طهران.

- إيداع الأموال

وقبل بدء عمليات التبادل، قال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، إنّ طهران تلقّت «رسالة رسمية من السلطات القطرية تشير إلى تفعيل حسابات ستة بنوك إيرانية»، مضيفاً «تم إيداع ما يعادل 5,573,492,000 يورو في حسابات المصارف الإيرانية لدى مصرفين قطريين».

والأصول المفرج عنها من حسابات في سويسرا أموال مستحقة لإيران بموجب بيع نفط إلى كوريا الجنوبية.

لكنّ سيول جمّدتها مذ انسحبت الولايات المتحدة أحادياً عام 2018 من الاتفاق في شأن برنامج طهران النووي وأعادت فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وأشار فرزين إلى أن هناك «دعوى من إيران ضد كوريا الجنوبية لعدم إتاحة الوصول إلى هذه الأموال وانخفاض قيمتها (...) من أجل الحصول على تعويضات».

- غايات «إنسانية»

وتشدد إدارة بايدن على أنه يمكن لإيران استخدام هذه الأموال حصراً لشراء الأغذية والأدوية والسلع الإنسانية الأخرى التي لا تشملها العقوبات الأميركية. إلا أن بعض المسؤولين في طهران ألمحوا إلى عدم وجود قيود على إنفاق هذه الأرصدة.

لكن واشنطن حذّرت من أنها قد تعيد تجميد الأصول في حال استخدمتها طهران لغير الغايات الإنسانية المحدّدة.

ورأى محللون أن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات في الكواليس، يؤذن بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين وقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للتعامل مع مخاوف منها ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتسارع وتيرته منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.

إلا أنهم استبعدوا أن يمهّد الاتفاق لتفاهمات أكبر خصوصا في شأن النووي، لاسيما مع اقتراب ولاية بايدن من نهايتها واستعداد واشنطن للدخول في أجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024.

ويأتي اتفاق تبادل السجناء والإفراج عن الأصول بعد نحو عام من انهيار مباحثات هدفت لإحياء الاتفاق النووي.

نمازي يشكر بايدن: وضع «البشر قبل السياسة»

أشاد أحد الأميركيين الخمسة المفرج عنهم، أمس، بالرئيس جو بايدن لتجاوزه التداعيات السياسية والمضي قدماً في عملية تبادل السجناء مع طهران.

وأكد سياماك نمازي في بيان، «أعرب عن امتناني العميق إلى الرئيس بايدن وإدارته للقرارات الصعبة التي اضطرا لاتخاذها»، مضيفاً «شكراً الرئيس بايدن لوضع حياة مواطنين أميركيين قبل السياسة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي