«جنرال يوم القيامة» في الجزائر... صفقة عسكرية أم تلميع صورة؟

الجنرال سوروفيكين في الجزائر
الجنرال سوروفيكين في الجزائر
تصغير
تكبير

10 أيام فقط، فصلت بين آخر ظهور للجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين أمام منزله في موسكو، وأحدث إطلالة له من الجزائر، ما أطلق موجة من التساؤلات حول سبب زيارة «جنرال يوم القيامة»، إلى الجزائر.

وظهر سوروفيكين مرتدياً بذلة لونها كاكي، إلا أن المفارقة كانت في عدم وجود أي «رتبة عسكرية»، ما اعتبر من قبل بعض المراقبين، أشبه بتلميع صورة، لقائد أقصي إلى حد بعيد عن المهام العسكرية المهمة، جراء علاقته بمجموعة «فاغنر» وقائدها الذي لقي حتفه الشهر الماضي يفغيني بريغوجين.

وأوضح محللون من معهد دراسة الحرب الأميركي، أن هذا التصرف «متسق مع الأنماط السابقة التي طبقتها القيادة العسكرية الروسية في نقل القادة الذين لحقهم عار ما أو تعتبرهم غير أكفاء إلى لعب أدوار هامشية أو إلى مواقع بعيدة عن أوكرانيا من دون تسريحهم بالكامل من الجيش الروسي»، بحسب ما نقلت «رويترز».

وأكد مصدر مقرب من سوروفيكين، أنه موجود في الجزائر ضمن وفد من وزارة الدفاع الروسية، وفق ما أوردت صحيفة «كوميرسانت»، الجمعة، في ما بدا أنها عودة إلى مزاولة مهامه الرسمية بعد دخوله دائرة الشكوك، خصوصاً بعد التمرد «فاغنر» الفاشل في يونيو الماضي.

صفقة أسلحة!

إلا أن بعض التخمينات ذهبت إلى احتمال أن يكون سافر ضمن وفد وزارة الدفاع من أجل مناقشة صفقة شراء أسلحة ربما، ولاسيما أن الجزائر تعد من كبار مشتري الأسلحة الروسية.

وكان سوروفيكين، الملقب في الإعلام الروسي، بـ «الجنرال هرمغدون» لاشتهاره باستخدام أسلوب التفجيرات المكثفة خلال تدخل روسيا في الحرب الأهلية في سورية، ترأس لفترة وجيزة الحملة الروسية في أوكرانيا العام الماضي.

إلا أن رتبته خفضت في يناير، بالتزامن مع انتشار شهرته بين المنتقدين المتعصبين لمؤسسة الجيش، وتقربه من بريغوجين.

ولدى تقدم مرتزقة «فاغنر» نحو موسكو في أواخر يونيو، ظهر الجنرال الصلب في تسجيل مصور وهو يبدو متوتراً، ويمسك ببندقية ويحضهم على التراجع.

ليتوارى الرجل الذي أغدق عليه بريغوجين الثناء علناً، عن الأنظار بعد التمرد، وسط تلميحات بأنه كان على علم مسبق بتمرد «فاغنر»، والذي شكل أكبر تحدٍ لحكم الرئيس فلاديمير بوتين خلال 24 سنة في السلطة.

مغضوب عليه

ومنذ ذلك الحين، صار سوروفيكين مغضوباً عليه من الكرملين، وفق ما سربت بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

كما أفيد بأنه خضع للتحقيق حول احتمال التواطؤ في التمرد.

ثم عاد اسمه للظهور في أغسطس، رسمياً هذه المرة، بعد أن أفادت وسائل إعلام حكومية بأنه عُزل من منصبه كرئيس لسلاح الجو وأن نائبه فيكتور أفضلوف تولى المنصب بشكل موقت.

وذكرت تقارير غير مؤكدة في سبتمبر، أن سوروفيكين عين رئيساً للجنة الدفاع الجوي التابعة لرابطة الدول المستقلة التي تجمع روسيا وثماني دول سوفياتية سابقة أخرى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي