No Script

رسائل في زجاجة

متقاعد في أزمة

تصغير
تكبير

تمر الأيام والشهور والسنون بسرعة غير متوقعة، الكل يُدرك أن مرور الوقت ليس كالسابق حيث نحسب الوقت بالساعات بل بالدقائق، الآن نحسب الوقت بالأيام والشهور، الطفل يكبر والشاب يشيب والموظف يتقاعد، نرى آباءنا وأجدادنا حين يتقاعدون، نرى الكِبر في وجوههم من تعب الوظيفة وشقائها، فعندما يتقاعدون فهم فعلاً يحتاجون إلى الاستراحة من جهد الوظيفة، أما الآن ترى مَنْ بلغ سن الستين منا أو السبعين تراه بكل صحته ومجهوده وعطائه، وهذا حال غالبية مَنْ تقاعد من الرجال.

هذه مقدمة لسؤال أخي بومشعل: لماذا المتقاعد يشطب تقريباً من سجلات الدولة، فهو لا يستطيع أن يشتري سيارة أو التعامل مع أيّ من الشركات الاستهلاكية بالأقساط ولا يستطيع أخذ القروض الاستهلاكية بحجة أنه متقاعد، ألا يعلم البنك المركزي أن راتب المتقاعد يظل معه مدى الحياة حتى بعد موته وهذا لا يكون إلّا للمتقاعدين.

إن كثيراً من الدول يتعاملون مع المتقاعدين معاملة الموظف في كل شيءٍ من الناحية المالية لأنه يتقاضى راتباً ثابتاً لا يمس وذلك على خلاف الموظف الذي يُمكن أن يتعرّض للتسريح والخصومات أو الاستقالة، فأيّ الأشخاص أجدر بثقة السداد للأقساط، لماذا يعتبر البعض بأن المتقاعد هو ذاك الشخص الذي لا يحتاج حتى راتب لعدم وجود أيّ احتياجات ومتطلبات مثل الموظف الشاب، ألا تعلمون بأن المتقاعد هو الذي يحتاج إلى زيادة راتبه (كما وعدته الدولة من سنين) لزيادة احتياجاته من السفر والترفيه ولبس الجديد ومواكبة كل جديد، لأنه طوال مسيرته الوظيفية كان محروماً من أشياء كثيرة لسد احتياجات أسرته؟.

أتمنى من الجهات المعنية بالدولة النظر في موضوع المتقاعدين كشريحة فعّالة بالمجتمع كسائر شرائح القطاعات العاملة والأخذ بيدهم والاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية والإدارية، وكما نعلم بأن هناك كثيراً من الوزراء كانوا متقاعدين من الخدمة.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل سوء ومكروه، اللهم آمين.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي