السكان الذين هدمت بيوتهم "سيتلقون تعويضات"
100 ألف طفل تأثروا بزلزال المغرب
تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل، فيما أطلق الصليب الأحمر الدولي مناشدة لجمع أكثر من 100 مليون دولار للمساعدة العاجلة.
ويقع مركز الزلزال الذي أدى أيضاً إلى آلاف من الجرحى، في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
لكن في بعض المناطق النائية والمعزولة، يقول السكّان إنهم متروكون لمصيرهم.
في قرية إيمولاس الواقعة في جبال الأطلس الكبير، يبدو السكان ضائعين وسط أنقاض منازلهم.
تقول خديجة المقيمة في هذه القرية التي يصعب الوصول إليها، وهي تخفي وجهها بحجابها، "نشعر أننا متروكون تماماً هنا، لم يأتِ أحد لمساعدتنا. انهارت منازلنا وليس لدينا أي مكان نذهب إليه. أين سيعيش كل هؤلاء الفقراء"؟
من جهته، يقول محمد أيتلكيد، وهو يقف وسط أنقاض "لم تأتِ الدولة، لم نرَ أحداً. بعد الزلزال، جاؤوا لإحصاء عدد الضحايا. مذاك الحين، لم يبقَ إلّا واحداً منهم. لم يأتِ أي دفاع مدني أو عناصر مساعدة. لا أحد معنا".
- "فقدنا كل شيء"
في بلدة أمزميز تجمع عشرات الناجين، أمس، حول شاحنة في انتظار مساعدات غذائية جاء بها متطوعون.
وقال عبدالإله تيبا (28 عاماً) وهو أحد هؤلاء المتطوعين "الحكومة لا تفعل شيئا لذلك تحركنا، الناس هم الذين يساعدون وليس الحكومة".
وتساءلت فاطمة (39 عاماً) "ماذا سنفعل عندما يتوقف الناس عن مساعدتنا"، وقد تلقت علب مصبرات وبسكويت، مضيفة "فقدنا كل شيء".
وشاهد مراسلو "فرانس برس"، مروحيات تقوم برحلات ذهاباً وإيابا لتوصيل الطعام إلى الناجين من الزلزال في بعض القرى الصغيرة النائية.
من جانبها، أفادت منظمة "اليونيسيف"، أمس، بأن "نحو 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال".
حلول لإيواء المشرّدين
وقال رئيس الوزراء عزيز أخنوش الاثنين إن السكان الذين هدمت بيوتهم "سيتلقون تعويضات"، موضحاً "سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع".
ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين.
وكانت الحكومة أعلنت إحداث صندوق خاص لمواجهة تداعيات الكارثة، وهو مفتوح لتلقي التبرعات.
في الأثناء، لا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعباً بسبب الانهيارات الأرضية.
وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني في إقليم الحوز المنكوب.
وقد استقبل المستشفى أكثر من 300 مصاب بحسب الطبيب الكولونيل يوسف قموس.
وإذا كان تنظيم عمليات العلاج صعبا في البداية، كما أوضح أفراد من الأطقم الطبية، فإنهم واجهوا أيضاً تحدي توفير مخزونات الأدوية.
وكان المغرب أعلن مساء الأحد أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.