9 هزات ارتدادية خلال 35 ساعة... ومحمد السادس يوجّه باستحداث لجنة وزارية لوضع برنامج لإعادة بناء المنازل المدمرة

المغرب يئن تحت وطأة الزلزال الدامي... واختفاء قرى بأكملها

تصغير
تكبير

- الناجون يكابدون للحصول على الطعام والماء مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى النائية
- صلاة الغائب ترحّماً على أرواح الضحايا... وتنكيس الأعلام
- صندوق النقد: نعمل على دعم المغرب واقتصاده

ساعة بعد أخرى، يتزايد حجم الإحساس بهول الكارثة التي ضربت المغرب، إثر الزلزال العنيف، الذي ضرب ليل الجمعة - السبت، إقليم الحوز (جنوب مراكش)، وخلف حسب آخر حصيلة موقتة، 2122 حالة وفاة و2421 جريحاً، حالة 1500 منهم خطيرة، بينما اختفت الكثير من القرى من الوجود. وفي حين لا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6.8 حسب هيئة الزلازل الأميركية)، لم تتوقف الهزات الارتدادية منذ فجر السبت، والتي وصلت إلى 5.9 على مقياس ريختر.

فقد أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أمس، رصد هزة أرضية بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر على بعد 77 كيلومتراً جنوب غربي مراكش الساعة 9:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.

وأوضح أن «هذا الزلزال هو التاسع الذي يشعر به المغرب خلال الساعات الـ 35 الماضية».

ويُكابد الناجون من الزلزال المميت، للحصول على الطعام والماء، أمس، مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها، بينما قال وزير العدل عبداللطيف وهبي، أن عدداً من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال اختفت نهائياً.

وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء، بينما يواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، وانهار الكثير من المنازل بها.

وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كيلومتراً من جنوب مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط.

وقال ياسين (36 عاماً) وهو من سكان مولاي إبراهيم «فقدنا منازلنا وفقدنا ذوينا أيضاً وننام مذ نحو يومين في الخارج».

وتابع «لا طعام ولا ماء... فقدنا الكهرباء أيضا». وأضاف «نريد فقط أن تساعدنا حكومتنا»، معرباً عن إحباط أبداه آخرون.

وتجري بعض جهود المساعدة في القرية. وقال سكان إن هناك تبرعات غذائية تأتي من أصدقاء وأقارب يعيشون في أماكن أخرى.

وتم توزيع أجبان وخبز ومشروبات ساخنة في المسجد صباح أمس. كما تم نصب خيام موقتة في ملعب ترابي لكرة القدم.

والتحف السكان بطانيات بعد قضاء الليل في العراء. وقال رجل كان يُخرج مراتب وملابس من منزله المدمر إنه يعتقد أن جيرانه مازالوا تحت الأنقاض.

وأكدت الحكومة المغربية، أنها تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الكارثة، منها زيادة فرق البحث والإنقاذ وتوفير مياه الشرب وتوزيع الطعام والخيام والبطانيات، في حين وجه الملك محمد السادس، باستحداث لجنة وزارية لوضع برنامج لإعادة بناء المنازل المدمرة.

انسداد الطرق

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.

وقالت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كارولين هولت، في بيان، «ستكون الساعات المقبلة بالغة الأهمية في ما يتعلق بإنقاذ الأرواح».

وتسببت الصخور المتساقطة في انسداد طريق يربط مراكش بمولاي إبراهيم جزئياً.

وقال أحد سكان منطقة أسني لـ «رويترز»، «لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. ومازال أناس يبحثون عن آبائهم».

وقد أقيمت صلاة الغائب ترحماً على أرواح الضحايا بعد صلاة الظهر، أمس، في كل مساجد المملكة، فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لثلاثة أيام.

وكانت قرية تنصغارت الواقعة في منطقة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضرراً من أي قرية أخرى، وصل إليها صحافيون من «رويترز»، السبت.

وتصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.

ومن بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماماً، قرية تفغاغت الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غربي مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.

ولا يزال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض. وقد تمكنوا من إجلاء جثة تحت ركام بيت محطم، فيما لاتزال أربع جثث أخرى تحت الركام، وفق شهادات من المكان.

«لا شيء يمكن أن يواسيني»

وإذا كان الحظ حالف زهراء بنبريك (62 عاماً)، إلا أن «لا شيء يمكن أن يواسيني. الجميع رحلوا أشعر بغصة في القلب»، كما تقول دامعة وهي تبكي 18 ضحية من أقاربها.

وتضيف «لم يبق سوى جثمان شقيقي تحت الأنقاض، لا أنتظر سوى أن يخرجوه لأودعه بسلام».

وعرضت قنوات محلية صباح أمس، مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماماً، معظمها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو.

كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ.

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش التي يعشقها المغاربة والسياح الأجانب، لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.

وتعرض الحي القديم في مراكش لأضرار جسيمة.

وتمضي العائلات الساعات في الشوارع، إذ تخشى من كون منازلها لم تعد آمنة للعودة إليها.

ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر المقبل.

وقال ناطق باسم صندوق النقد رداً على سؤال في شأن الاجتماعات المقررة «تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة».

وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألفاً جراء زلزال، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي