الأعنف الذي يضرب المغرب منذ قرن... مخلّفاً آلاف الضحايا
زلزال مُدمّر... يُدمي وجه مراكش
- 7 درجات على مقياس ريختر هزّت المنطقة لـ 20 ثانية... ومشاهد مؤلمة لهول المأساة
- محمد السادس يوجّه الجيش بنشر وسائل بشرية ولوجستية... وإقامة مستشفى ميداني
- زلزال «استثنائي» نظراً لبؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير حيث تنتشر قرى يصعب الوصول إليها
- سكان الأندلس شعروا بهزّات الزلزال
- الجزائر تفتح المجال الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية من المغرب وإليه
لحظات مرعبة عاشها سكان مراكش التاريخية وجوارها، حين فاجأهم زلزال «استثنائي» بقوة 7 درجات على مقياس ريختر ليل الجمعة - السبت، اهتزت خلاله الأرض لمدة 20 ثانية.
وقتل أكثر من 1037 شخصاً وأصيب 1204 بجروح، من بينهم 721 في حالة حرجة، حتى مساء أمس، غالبيتهم في مناطق ريفية وسط جبال الأطلس الكبير جنوب مراكش، جراء أقوى زلزال يضرب المغرب منذ نحو قرن، متسبباً بأضرار جسيمة ومثيراً حالة ذعر في مراكش ومدن أخرى كثيرة.
وسجل أكثر من نصف هؤلاء القتلى في إقليمي الحوز (542) وتارودانت (321). ويضمان العديد من القرى المتناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
وأكدت وزارة الداخلية أن «عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليل» الجمعة، مشيرة إلى «تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ»، فيما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.
واستيقظت المملكة، على هول الصدمة والهلع، غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشيراً إلى أن مركزها يقع في إقليم الحوز، جنوب غربي مدينة مراكش التي تعتبر مقصداً سياحياً كبيراً.
ويوم أمس، كان رجال الإنقاذ في قرية مولاي إبراهيم الجبلية - إقليم الحوز يواصلون البحث عن ناجين تحت أنقاض البيوت، فيما يحفر آخرون من سكان القرية في مكان غير بعيد مقابر لمواراة الضحايا.
«زلزال استثنائي»
وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنه وصف أيضاً بـ «الاستثنائي» نظراً لبؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، حيث تنتشر العديد من القرى التي يصعب الوصول إليها.
وأوضح المكلف بقسم عمليات الإنقاذ في المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكري للتلفزيون المغربي العمومي، «نحن أمام حالة طارئة ولكن في الوقت نفسه استثنائية لأن لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال في هذا المنطقة (...) قوته ومكانه يجعلانه زلزالاً استثنائياً».
من جهته، رجح مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور ارتفاع حصيلة الضحايا «بالنظر إلى قوة الزلزال واتساع الرقعة الجغرافية للمنطقة المنكوبة».
وأضاف «هناك طرق ومسالك جبلية والوصول إليها صعب في بعض الأحيان بسبب انزلاقات التربة (...) لا ننسى أن أشكال أنماط البناء في المنطقة نسبة كبيرة منه تقليدي».
وذكر تلفزيون «آر.تي.في.إي» الإسباني أن الهزات الناجمة عن زلزال المغرب شعر بها سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس (جنوب).
وأصدر الملك محمد السادس، تعليمات إلى القوات المسلحة الملكية لنشر وسائل بشرية ولوجستية مهمة جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق بحث وإنقاذ ومستشفى طبي ميداني.
كما تم نشر وحدات للتدخل وطائرات ومروحيات وطائرات مسيرة ووسائل هندسية ومراكز لوجستية لتقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية.
وتسبب الزلزال المدمر في أضرار مادية جسيمة بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وفضل الكثيرون في مراكش خصوصاً قضاء الليل في العراء، جراء الهلع وإشاعات من احتمال حدوث هزات ارتدادية، في بلد لم يتعود على الزلازل العنيفة.
وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.
وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم. وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت ركام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.
وأثار الزلزال المدمّر، موجة تضامن عبر العالم مع عرض دول كثيرة على الرباط المساعدة، بينما أعلنت الجزائر، التي قطعت العلاقات الديبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، فتح المجال الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية من المغرب وإليه.