كنت على أتم الاستعداد لمقابلة ضيوفي المفضلين، الأطفال وكانت الحلقة عبارة عن أسئلة أطرحها عليهم عن حلمهم الوظيفي في المستقبل ومن هم المؤثرون في حياتهم؟
كانت مجموعة جميلة من الأطفال الذين يلعبون في إحدى محلات الألعاب ما بين المتردد والجريء، عادة ما أجري محادثة سريعة قبل التصوير فأتى أحد الصبيان عمره ما بين السابعة والتاسعة كان صدره يزداد انتفاخاً بسرعة كأن يتنفس بصعوبة، فقلت له: هل أنت متوتر؟ فأجابني بثقة لا تقلقي. كانت أمه تراقبنا من بعيد قلقة وسعيدة بالوقت نفسه، فالأبوان يحبون رؤية أبنائهم يتحدثون بطلاقة وراحة أمام عدسة التلفزيون.
طرحت السؤال الأول، ماذا تحلم أن تصبح عندما تكبر؟ أجابني أريد أن أدخل كلية الضباط. أحببت الإجابة فأغلب الأطفال يرغبون بأن يصبحوا دكاترة، فقلت له كيف علمت عن كلية الضباط؟ فأجابني: شقيقي كان يحدثنا عن الكلية ومميزاتها ومميزات هذه الوظيفة فأحببتها جداً.
فسألته: هل شقيقك ضابط؟ فأجاب بالنفي، وأضاف: شقيقي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً. وختم ضابط المستقبل، بأن يجتهد في دراسته حتى يبلغ حلمه هذا ويرجو الله أن يديم عليه رضاه ورضى والديه.
عندما انتهيت من الحوار توجّهت لوالدته التي كانت قلقة وأخبرتها بسعادتي في إجاباته، فرحت كثيراً هذه السيدة العظيمة ودعوت الله أن يرزقها برّه دائماً.
إن أداء الأطفال ومحادثاتهم وردودهم ماهي إلا انعكاس لتربية الأسرة ومدى اجتهاد الوالدين في تربية أبنائهم كالطفلة التي قالت: أحياناً تكون والدتي مريضة فلزم والدي البيت كي يبقى معنا يدرسنا ويسهر على راحتنا، تلك الأمور التي ربما يراها الوالدان عادية وما هي إلا واجب يؤدونه في الحياة، له انعكاس على الأبناء في ذكرهم لأفضالهم عليهم، وفي شخصية الأطفال المتحدثة وغير المُتردّدة في الحوار بجرأة مليئة بالمتعة والبراءة والأفكار التي تُنبئ بأجيال قادمة تضجّ بالحيوية والقوة.