نقطة على الحرف

الجعجعة والجدل

تصغير
تكبير

الثقافة العربية مليئة بكنوز الحِكم والأمثال، ودائماً ما كان العرب يطلقونها في حينها حتى أصبحت إرثاً لغوياً وأدبياً صالحاً لكل زمان ومكان ومنها (أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً)، فقيمة هذه العبارة البلاغية هي، أسمع جلبة وأصواتاً كثيرة ولكن لا أرى عملاً نافعاً... فترى القوم يتسابقون في الوعود مجرجرين حرف (السين) معهم سنعمل، سنقوم، سنتخذ... إلخ، ولكن في نهاية المطاف يقبعون في المربع الأول... والدلائل على ذلك كثيرة نراها بأم العين جهاراً نهاراً... تمعنوا في الوعود التي قطعت والأحاديث الرنانة بأننا سنقوم ونقوم، وبالعودة إلى أرض الواقع ستجدون أنكم تعيشون مرحلة الجعجعة... من يريد العمل لا يحتاج إلى الجعجعة والجميع يلتمس ذلك من واقع الترحال والسفر سواءً إقليمياً أو دولياً ويرى الإنجازات والمشاريع فهي من يتحدث، هنا نجد الفارق بين الجعجعة وبين العمل.

وإذا ابتلي المجتمع بداء الجدل وقلة العمل أو ما يُسمى بالجدل البيزنطي وهو النقاش الذي لا فائدة منه تمزق هذا المجتمع مع مرور الوقت وتسلسل الداء إلى جميع مفاصل جسده... المجتمعات المتقدمة تصحو على الأمل والعمل والتفاؤل والإيثار بين الأفراد، والقيام بكل جهود لتذليل ما هو معوق لنهضة المجتمع والتي تقود إلى نهضة البلاد، وهناك من يصحو على قذف فلان وتثبيط همم الآخر من زاوية الاصطفاف مع فريق دون فريق وهكذا دواليك... حتى أصبح الكل يتصيّد للآخر للوقوع في الخطأ. هنا يجد المواطن الصالح أنّه في زمان غير زمانه ومكان غير مكانه؛ لأنّ الوضع أصبح مزرياً ومقرفاً في آن واحد... هنا يحتاج الأمر إلى تدخل مشرطة الجراح الماهر لاستئصال الداء ولإنقاذ الجسد من هذا الداء العضال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي