No Script

صوت القلم

الشيخ أحمد الفهد... والتوازن المطلوب!

تصغير
تكبير

لايختلف عاقلان على أن للسياسة طرقاً لا يُدركها سوى المطلع بشكل كبير على خفاياها، فإن كانت فن الممكن وليس بها عدو دائم أوصديق، أرى أنها فن الإقناع والتنسيق لتقريب وجهات النظر والعمل على توازن بين مجاميع وكتل تحمل أهدافاً ومصالح مختلفة وتوجهات متعددة تسعى لتحقيقها بطريقتها مهما كلف الأمر.

إذ إن الاختلاف والتعدد بالأفكار والتوجه والثقافة السياسية، تجعل الأيديولوجية تطفو على السطح، وهي باختصار تعني أفكاراً وقيماً تبين رؤية من يتبناها لواقع الأمور السياسية، وهي أشبه بما يفعله بعض النواب أو الكتل وهو التمسك برأيهم وأنهم يحملون راية الإصلاح وكُلّ من يخالف توجههم يعتبر فاسداً لاتهمه مصلحة البلد.

تلك الأفكار والرؤى من توجهات عدة جعلت الحالة السياسية في الكويت أشبه بحركة المد والجزر، وشد وجذب وخلاف واختلاف سياسي وتعطيل وتأزيم وتأييد ومعارضة وغير ذلك.

من يطلع على حال مجلس الأمة والحكومة خلال أكثر من عشر سنوات سابقة يدرك جيداً أن هناك تجاذباً ومهادنة وتهديداً وفوضى وعدم استقرار خاصة في المواضيع الحساسة والاستجوابات، فنلاحظ بشكل واضح أن الحكومات السابقة لاتملك وزراء مؤثرين بشكل كبير وتجد أغلب الوزراء ليسوا متمرسين في عمل توازن مطلوب بين المجلس والحكومة، صحيح أن الحكومة تختار أقوى وزرائها لينسق بينها وبين أعضاء مجلس الأمة ولكن للأسف يأتي دوره مجرد وسيط غير مؤثر على النواب وليس له قدرة على الإقناع.

اليوم، استطاعت القيادة السياسية وبتوجيهات من سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وبتنفيذ من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، قراءة التاريخ السياسي القريب وبالتحديد قبل العام 2010 عندما كان أحد أعضاء مجلس الوزراء ينجح دائماً في عمل توازن مستمر بين الحكومة ومجلس الأمة نظراً لما يتمتع به من علاقات قوية ونفوذ ومحبة وتقدير، فكان دائماً ما ينقذ الوزراء من مقصلة الاستجوابات ويعطل كفة الميزان عندما تميل.

نعم، جاءت الحكومة بنائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد، ابن الشهيد، الذي يعرف جيداً كيف تُدار الأمور السياسية ويستطيع بعلاقاته ونفوذه أن يجعل التعاون والترابط يستمر بين مجلس الأمة والحكومة، بالرغم من أن هناك من يعتقد أنه فشل في التعامل مع الاستجواب الذي قُدم له سابقاً، إلا أني أرى أنه نجح في قراءته وكشف كيف تُدار الأمور في السابق، فأعتقد أن وجوده وبعض الوزراء أصحاب النفوذ ورجال الدولة مهم في هذه الفترة ليتم التوازن المطلوب ويتم العمل والإنجاز في بيئة متعاونة كفريق عمل واحد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي