جعجع لـ «الممانعة»: لن نساوم وسنواجه و«عا (قصر) بعبدا ما بيفوتوا»

«المتاريس» السياسية ترتفع في لبنان و«الحوارات» تتهاوى

تصغير
تكبير

ترتفع «المتاريس» السياسية أكثر في الواقع اللبناني على ضفتيْ فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله»، ومُعارضيه، بما يجعل من الصعب تَوَقُّع إمكانٍ اجتراح «مَخرج طوارئ» في أمدٍ قريبٍ يتيح إنهاءَ الأزمة الرئاسية بما لا يجعل هذا الاستحقاق في مآلاته تمديداً لـ«قواعد الاشتباك» الداخلي بامتداداته الإقليمية، وبما يعيد «ربْط» لبنان بـ «حزام الأمان» العربي - الدولي الذي غاب منذ أن «زحلت» البلادُ نحو «المحور الإيراني» في إطار الصراع على النفوذ وترسيمه في المنطقة.

ومع انقضاء عشرة أشهر على الشغور الرئاسي الذي بدأ في 1 نوفمبر الماضي، انطلق أسبوعٌ لبناني ينطبع بتطوريْن بارزيْن:

- الأول الـ لا الكبيرة التي عاجلتْ بها قوى وازنة في المعارضة مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري الذي أَخْرَجَ «أرنباً» عنوانه «حوار الأيام السبعة» حول الملف الرئاسي ونقاطه الخلافية وبعده جلسات انتخابٍ متتالية، بحيث ردّت عليها بأنها «من خارج النص والدستور» الذي لا يجيز «الرشى السياسية» بمقايضةٍ مرفوضة بين الحوار (تصرّ عليه الممانعة) والدورات المفتوحة (تطالب بها المعارضة)، وهو الموقف نفسه الذي قابلت به هذه القوى طرْح الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان ورسالته التي طلب فيها الإجابة عن سؤاليْن (حول مواصفات الرئيس وأولوياته) توطئة للقاء موسع يسبق فتْح «جلساتٍ تسلّم جلسات»، فأعيدت له ممهورةً بـ «مرتجع مع الشكر».

ومع إحباط غالبية المعارضة مقترح لودريان، قبل أن يسدّد له طرْح بري «الالتفافي» ما بدا ضربةً عشية عودته المنتظرة إلى بيروت، بالتوازي مع سحْب إيران «البساط من تحت أقدام فرنسا» ودورها في لبنان الذي تم «رخي الحبل» له عندما كان متماهياً مع «الممانعة» في مَسارِها لإيصال مرشحها سليمان فرنجية قبل أن تنضوي باريس تحت سقف «مجموعة الخمس حول لبنان» ويوجّه الرئيس ايمانويل ماكرون إشارة بالغة السلبية حيال دور إيران غير الإيجابي في الشأن اللبناني، جاء «اندثار» مبادرة بري التي اعتُبرت بمثابة «بالون اختبار» - لم يكن ممكناً الإحاطة بكل خفايا إطلاقه - ليضع الواقع اللبناني أمام انسدادٍ أكبر في الملف الرئاسي ما لم تحصل اختراقات مفاجئة لا يبدو أن ظروفها توافرتْ بعد داخلياً ولا خارجياً.

واستحضرت أوساط سياسية في هذا الإطار ما رافق جلسة التمديد لقوة «اليونيفيل» يوم الخميس الماضي من تَشدُّد دولي - عربي حيال «حزب الله» خصوصاً وهو ما لا يمكن نفي إسقاطاته على أي جنوحٍ في الملف الرئاسي نحو مرشح «من جناح الممانعة»، وسط توقُّفٍ بإمعان عند عبارةٍ وردت في كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إذ أكدت أن «ما من تسوية قادرة على تغيير حقيقة أن الشراكة مع حزب الله بغية إحراز تقدمٍ في لبنان لم ينجم عنها سوى خيبة الأمل والأسى، لا سيما للشعب اللبناني».

وكانت نسيبة نوّهت إلى «مسؤولية حزب الله في إثارة التوترات على طول الخط الأزرق، والتي بلغت مستويات لم تشهدها منذ حرب عام 2006، بما يشمل استمرارهم في انتهاك قراري مجلس الأمن (1559) و(1701)»، متطرقة إلى دور الحزب «في إطالة أزمات لبنان وعرقلة التحقيقات في شأن انفجار مرفأ بيروت في عام 2020».

• والتطور الثاني كلمة السقف الأعلى لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (من أركان المعارضة) في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية» مساء أمس، إذ أجرى تشخيصاً دقيقاً لمكمن الأزمة في «بلاد الأرز» ولمسار «المواجهة المفتوحة بالسياسة والصمود والصلابة» مع «الممانعة» ومشروعها بما هو «اغتيالات وفساد وكوارث وتدمير لبنان»، في مقابل «مشروعنا السيادي ولبنان سويسرا الشرق والثقافة والحياة»، وصولاً لاعتبار الانتخابات الرئاسية مفصلاً «ولن نتركهم يضعون يدهم على الدولة بدءاً من الرئاسة لنكون أمام 6 سنوات إضافية من الانهيار... و عَا بعبدا ما بيفوتوا».

وبعد القداس الحاشد الذي حضره ممثلون لقوى معارضة، قال جعجع، الذي استذكر الاغتيالات من الرئيس رفيق الحريري (2005) إلى المسؤول القواتي الياس الحصروني (قُتل في بلدة عين ابل الجنوبية قبل نحو شهر) وتوجّه لـ«الممانعة»، بأن "هذه الجريمة لن تمرّ، مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، ولكن لسنا على استعداد لتحمُّل فسادهم وسرقاتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا، ولن نرضى إلاّ برئيس يجسّد ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا ويكون على مستوى مهمة الإنقاذ التي يحتاج إليها البلد».

وأضاف «لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل للجمهورية التي يحلم فيها كل لبناني. وتأكّدوا، مهما حاولوا وضغطوا واغتالوا، في نهاية المطاف: عا بعبدا ما بيفوتوا».

وحذّر من «الحل السهل» في الاستحقاق الرئاسي «وهو موجود ولكنه انتحار ولن ننتحر، وهذا الحل بأن نرضخ لمحور الممانعة ونذهب لننتخب مرشحهم، وهذا غير وارد عندنا لا الأمس، ولا اليوم ولا غداً وبعده، الى أبد الآبدين. فـ عا بعبدا ما بيفوتوا».

وتابع «أمّا الحل الفعلي فهو ألّا نرضخ وأن نتمسّك بتطلّعاتنا وقناعاتنا وألّا يرفّ لنا جفن رغم كل الصعوبات إلى أن يتأكّد محور الممانعة أنّه لن يستطيع أن يفرض علينا شيئاً ولا أن يتخطانا مهما طال الزمن، وساعتئذ سيضطر لأخذ الحقائق اللبنانية التاريخية في الاعتبار ويتصرّف بعقل ومنطق وواقعية».

وأكد «ما نطلبه أن يكون لدينا دولة تتحمّل مسؤوليتنا، لا أن يكون مصيرنا بأيادٍ مجهولة، أيادٍ خارج الدولة، خارج الدستور، وخارج كل قانون، بالإضافة الى انّها أيادٍ مجرمة»، وأضاف:«لن نسكت أو نستكين، لن نضعف أو نساوم ولن نخاف وسنمضي بمواجهتنا حتى نصل ونوصل شعبنا إلى واقع أفضل للبنان».

وتابع «بخلاف ما يعتقد محور الممانعة الذي لا يعترف إلاّ بالقوة الغشيمة، نحنا أقوياء، طبعاً لا بالاغتيالات ولا بالإجرام، ولكن بإرادتنا وتصميمنا وصلابتنا، بسلاح الموقف وتأييد أكترية اللبنانيين».

«بلا أحكام مسبقة أو إرادة بفرض الأفكار»

الراعي حدّد مقتضيات «الحوار إذا حصل»

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن «الحوار المدعو إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلاً المجيء إليه من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي اعتبار للآخرين».

وقال في عظة الأحد: «ويقتضي الحوار (إذا حصل) ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، وثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي