بن غفير يشن «حرباً شاملة» على الأسرى الفلسطينيين
كفاءة الجيش الإسرائيلي «أسوأ بكثير من المُعلن» ونحو ربع الطيارين لم يتدرّبوا منذ شهرين
أفاد محللون عسكريون إسرائيليون، بأن كفاءة الجيش «أسوأ بكثير مما يُقال علناً»، بسبب استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في دفع خطوات وتشريعات متعلقة بخطة إضعاف جهاز القضاء، والصراعات بين الوزراء وبين المحكمة العليا وكبار الموظفين الحكوميين.
ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة «معاريف» طال ليف رام، فإن «ما يقلق الجيش أكثر من التوتر في الجبهات الأمنية، هو في الأساس انعكاسات الأزمة العميقة في المجتمع على كفاءات وتماسك الجيش».
ولفت إلى أن «أكثر من أحد أعلن تنحيه أو تجميد خدمته في الاحتياط، لم يعد إلى الخدمة، والتأثير الفوري هو في سلاح الجو، أساساً، حيث تفيد التقديرات بأن نحو 20 في المئة من مجمل طياري الاحتياط ونحو 25 في المئة من الطيارين الحربيين، لا يحلقون ولا يتدربون منذ شهرين».
وأشار إلى أن سبتمبر وأكتوبر، هما شهران «دراماتيكيان»، خصوصاً أن هناك تدريبات كبيرة لقوات الاحتياط، في أكتوبر المقبل.
من جانبه، توقع المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أنه رغم مرور فوج التجنيد بنجاح في أغسطس الماضي، «إلا أن العقبة الحقيقية موجودة في الأشهر المقبلة، وإذا بدأ انقضاض المتدنيين الحريديين على التشريعات الخاصة بهم، في أكتوبر المقبل، فإن الاحتجاجات ستكون بقوة وحجم غير مألوف حتى اليوم».
وأوضح أن «من شأن ذلك أن ينعكس بشكل يتجاوز قوات الاحتياط، وأن يؤثر على محفزات التجند وعلى مشاعر قسم من الجنود النظاميين وفي الخدمة الدائمة. وهذا الاحتمال ترصده حركات الاحتجاجات أيضاً».
وبحسب هرئيل، فإنه خلال سبتمبر الجاري سيتم الشعور تدريجياً بتراجع كبير في كفاءات الجيش للحرب.
وأشار إلى أن «مئات الطيارين وملاحي الطيران، وإلى جانبهم مئات كثيرة من الضباط في قواعد سلاح الجو، هيئة الأركان العامة وشعبة الاستخبارات العسكرية، لا يمتثلون في الخدمة منذ نهاية يوليو الماضي».
وأضاف أنه بسبب تراجع الكفاءات، فإن الوحدات الحيوية تفضل مهمات على أخرى بشكل يومي «كي تنفذ الحد الأدنى المطلوب. والسؤال هو متى سيقرر رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، العودة للتحدث علناً عن هذا الوضع»؟
من ناحية أخرى، واصل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، «حربه الشاملة» ضد الأسرى الفلسطينيين، من خلال وضعه خطة تشمل سلسلة قرارات تهدف إلى التضييق عليهم وانتزاع بعض من حقوقهم التي يحصلون عليها.
وذكرت القناة 12، أن القرار الذي اتخذه بن غفير أول من أمس، أثار المزيد من الجدل حول قضية تقليص زيارات عائلات الأسرى لأبنائهم من مرتين شهرياً، إلى مرة واحدة كل شهرين.
وتسبب ذلك بحالة من الغضب في أوساط الأجهزة الأمنية، التي حذرت من أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد أوسع من قبل الفلسطينيين، في وقت شدد نتنياهو على أنه لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار، الذي قال إنه سيتم فقط بعد مشاورات مع كل الأجهزة الأمنية خلال أيام.
وأوضحت القناة 12، أن بن غفير وضع خطة شاملة للتضييق على الأسرى، تشمل تقليص المنتجات وأعدادها داخل المقاصف.
وذكرت صحيفة «يديعوت آحرونوت»، الجمعة، أن القرار سيتم تطبيقه بدءاً من اليوم، وسيشمل نحو 1600 أسير، من أصل نحو خمسة آلاف.
من جانبها، تتخوف الأجهزة الأمنية، من تزايد أعداد الهجمات الفلسطينية خصوصاً مع قرب فترة الأعياد اليهودية.