«التربية»: عائد في عموم المدارس... بالتعاون مع «مجلس الثقافة»
المسرحيون والمثقفون ينتصرون لـ «أبو الفنون الطلابي»
عودة «المسرح المدرسي» انتصار لكل المسرحيين!
فبعدما ظلّت قاعات المسارح مهجورة لأعوام خلت، يتهيأ «أبو الفنون» لإزاحة الستائر والظهور بالزيّ المدرسي مع بدء العام الدراسي الوشيك، ليطلَّ مجدداً وعلى متنه حقيبة من التطلعات والأمنيات كي يعود إلى سابق عهده، حين كان مصدر إلهامٍ وإلمامٍ لجميع الدارسين، ممن وقفوا على خشباته، فشقوا طريقهم نحو النجاح.
وأكد وكيل قطاع التنمية والأنشطة في وزارة التربية الدكتور غانم السليماني أن المسرح المدرسي عائد بقوة في عموم مدارس الكويت، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشدداً على أهمية المسرح في دفع عجلة الحركة التربوية، ودعم التحصيل العلمي للطلاب والطالبات.
«الراي» استطلعت آراء عدد من المسرحيين والمثقفين ممن قطعوا شوطاً كبيراً في مطالبة المعنيين بإعادة «المسرح المدرسي»، حتى تحقق مبتغاهم وذاقوا أخيراً طعم الانتصار...
طالب الرفاعي: المسرح تجربة الإنسان الأولى لمواجهة الحياة
مؤكد أنني مع عودة المسرح المدرسي، فلقد باتت عبارة معروفة تماماً القول إن «المسرح أبو الفنون»، وهو كذلك لأنه يتضمن النص والتمثيل وما يخص الفضاء المسرحي من إضاءة وموسيقى وديكور، وعلاقة مباشرة بين الأستاذ والطالب من جهة، وبين الطالب والجمهور من جهة ثانية.
وهذه العناصر مشتركة تقدم للطالب مشهداً حياً مرتبطاً بالحياة، وبما يخلق لدى الطالب والطالبة إحساساً بقدرة المسرح على أن يكون عيشاً موازياً لعيش الإنسان.
المسرح المدرسي في الكويت قدم أسماء مهمة جداً أخذت مكانها ومكانتها في الساحة المسرحية، وأذكر أن الصديق العزيز الفنان داود حسين كان معي في مدرسة المتنبي المتوسطة، ومنذ ذلك الوقت حينما كان شاباً صغيراً كان متعلقاً في عالم المسرح، وأن المسرح المدرسي كان الدرس الأول الذي تعلمه داود حسين قبل أن ينتقل إلى المسرح الكبير إلى جانب عمالقة المسرح في الكويت.
مؤكد أن عودة المسرح ستغني المنهج المدرسي وتعطي الطالب درساً في ممارسة الحياة على خشبة المسرح بكل شروطها، قبل الدخول إلى تربة العيش وممارسة المشهد الإنساني من دون أي رتوش.
المسرح هو تجربة الإنسان الأولى لمواجهة الحياة.
عبدالله عبدالرسول: يعالج العنف والتنمّر ويكافح المخدرات
من الضروري إعادة مكانة المسرح المدرسي لسابق عهده وفق منهجية علمية وفنية لتنمية المسرح في المدرسة، والتأكيد على دوره في بناء شخصية الطالب لاكتشاف المواهب وزيادة التحصيل العلمي من خلال فن المسرح في العملية التربوية، والاتجاه بشكل أكبر لاستثمار الفنون بهدف تكوين شخصية الطالب.
للمسرح المدرسي تأثير إيجابي كبير على الطالب، يكسبه سلوكا إنسانيا يساعده على فهم الحياة والتعبير عنها ومحاكاتها، ويجعل منه مبادراً ويحفز مهاراته، فهو وسيلة مهمة لمعالجة ووضع الحلول والأساليب للكثير من القضايا المجتمعية التي تواجه مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب كظاهرة العنف والسلوكيات غير الحميدة والتنمر ومكافحة تعاطي المخدرات والتعوّد على التسامح والسلم والمعايشة.
أخيراً... المسرح المدرسي ليس بالضرورة أن يكون الهدف منه السعي لاكتشاف ممثلين مسرحيين للمستقبل، بل هو ضرورة وحاجة للتوعية والتربية والسلوك وبناء شخصية الطالب، ليكون قادراً على التعبير والتركيز وفهم الحياة والتطوير من أسلوب تفكيره.
بدر محارب: مخرجاته يُشار إليها بالبنان
يعتبر المسرح المدرسي من أهم روافد الحركة الفنية في الكويت والعالم بأسره، لأنه يصقل موهبة الطالب الفنان ويمنحه القواعد الأساسية في طريقة الأداء وكيفية الكتابة، وأيضاً يساعده على اتقان اللغة العربية ونطق مخارج الخروف بشكلها الصحيح، فضلاً عن فن الإلقاء والخطابة.
فالمسرح المدرسي حاله حال المعهد العالي للفنون المسرحية في ما يتعلق بصناعة المواهب وتنمية قدراتها، كما يمهد الطريق للطالب الموهوب منذ الصغر ويعطيه الفرصة لإثبات نفسه، ليتمكن من الالتحاق بأحد المعاهد الفنية أو الفرق الأهلية، أو المسرح الجامعي في ما بعد.
لذلك، لابد من المحافظة على هذا المسرح وأيضاً الاهتمام به لإعداد الطالب، كي يقدم موهبته بشكل سلس ويصير نجماً واعداً في المستقبل.
أتمنى أن يعود المسرح المدرسي، وأن يكون تحت إشراف مسرحيين مختصين، كما كان في السابق حين تخرجوا منه فنانين يشار إليهم بالبنان.
عبدالعزيز صفر: يُعزّز في نفوس الطلاب والطالبات الثقة في النفس
أؤيد عودة المسرح المدرسي بكل تأكيد لما لهذا النشاط من ثراء غير عادي للفن وللمجتمع، خصوصاً أننا في زمن المنصات وعالم «السوشيال ميديا».
فالمسرح يُعزّز في نفوس الطلاب والطالبات الثقة في النفس وإيجاد الذات، ويخلق نوعاً من المتابعة الجيدة تحت إشراف أساتذة متخصصين يعلمونهم الصواب من الخطأ وتحمّل المسؤولية والالتزام بالوقت، وبالمهام التي تسند إليهم، سواء في التمثيل أو الإخراج أو الأزياء والإضاءة و«الكالوس» وغيرها من عناصر العمل المسرحي.
أما الشيء الآخر، فإن المسرح المدرسي يتيح للطالب فرصة التعبير عن ذاته، واكتساب المعاني المفيدة من خلال ما يقدمه على الخشبة لتفتح أمامه آفاق الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى سعة الخيال.
إن مشاركة الطالب في المسرح المدرسي لا تعني أنه سيتخرج من المدرسة ويصبح ممثلاً أو مخرجاً في المستقبل، بل يكفيه أنه سيكتشف الحسّ الجمالي في داخله، ومضاعفة شغفه بالقراءة، وحافز النجاح، والعمل الجماعي، وكسر حاجز الرهبة أمام الجمهور، ما يساعده على تنمية المهارات وإخراج ما بداخله من طاقات إبداعية، في مجالات شتى.
عبدالستار ناجي: المسرح المدرسي... منبع المواهب
المسرح المدرسي في أنحاء العالم بمثابة «منبع المواهب» و«حاضنة الإبداع» والمنصة التي انطلقت منها الكثير من الأسماء حول العالم ومن بينها الكويت.
ولو تأملنا خارطة أسماء النجوم، لاكتشفنا أن النسبة الأكبر من نجوم الأمس حطوا رحالهم في عروض المسرح المدرسي الذي كان منارة إشعاع وتوهج.
فتحت مظلة - المسرح المدرسي - عمل صفوة الصفوة من صنّاع المسرح في الكويت والعالم العربي، ومن تحت أيديهم شاهدنا الكثير من التجارب والأسماء التي راحت تكمل مسيرة الإبداع والعطاء المسرحي.
الاشكالية اليوم أن الإدارة أو القطاع المعني بمسرح الطفل في وزارة التربية بات شبه مُعطّل ويحتاج إلى تفعيل، مشيرين إلى أن المناهج الدراسية بكل ضغوطها فرغت كلياً من الفعاليات والأنشطة الأخرى ومن بينها العروض المسرحية والأنشطة الثقافية والفنية ولربما الرياضية منها.
إن تغييب المسرح المدرسي هو في الحقيقة إلغاء للاكتشافات الفنية والمواهب الشابة التي تمثل الزاد الحقيقي للحركة الفنية في دولة الكويت.
وحتى وقت قريب كان المسرح المدرسي في الكويت هو الأنشط بين دول المنطقة ويحتل الريادة، بالإضافة إلى أنشطته التي كانت تتواصل عبر موسم عامر بالمهرجانات والعروض والأنشطة التي كانت تمثل بمثابة الفرصة الحقيقية لاكتشاف المواهب، سواء من قبل الفرق المسرحية الأهلية أو الخاصة في مرحلة لاحقة.
ما أحوجنا ونحن نستعد للموسم المدرسي الجديد أن نتذكر بأن طلابنا وطالباتنا في أمس الحاجة إلى مساحات أكبر من الأوكسجين النقي للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات الفنية وغيرها.
شرعوا أبوابكم ونوافذكم لأبنائنا الطلاب والطالبات كي يُعبّروا عن ذواتهم المبدعة، وهي دعوة موجهة إلى وزارة التربية ومن قبلها السادة أعضاء مجلس الأمة من أجل سن تشريعات ترسخ مكانة ودور المسرح المدرسي وأثره المستقبلي على صناعة الإنسان الحقيقي.
غانم السليماني: المسرح يُطوّر مواهب الطلبة... ويسهم في تحصيلهم العلمي
يُعد المسرح المدرسي أو الطلابي من أهم الأنشطة التي تحرص وزارة التربية على تنميتها، وعلى وجه الخصوص قطاع التنمية التربوية والأنشطة، والذي يطرح خطة جديدة لتطوير هذا القطاع في الموسم الدراسي 2023 /2024 في عموم مدارس الكويت من خلال شراكة استراتيجية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتعاون مشترك من الجهتين في سبيل تنمية المواهب المختلفة لدى أبنائنا الطلبة، لكي يقفوا بكل ثقة على خشبة المسرح ويُعبّروا عمّا بداخلهم من قدرات وإمكانات، لاسيما عبر تجسيد الشخصيات التاريخية والإسلامية المؤثرة، والتي يزخر بها التاريخ الإسلامي، لتكون مصدر إلهام لهم في المستقبل.
ومما لا ريب فيه أن للمسرح قدرة كبيرة على صقل المواهب، وكذلك يساهم في دعم التحصيل العلمي للطلبة، حيث ستنعكس ممارسة العمل المسرحي على الطالب بشكلٍ إيجابي، عبر توسعة مداركه وحسّه التعليمي، ما يتيح له القدرة على التحدث باللغة العربية الفصحى أمام الملأ، بلا خوف أو خجل.
كما أنه ليس بالضرورة أن تكون مخرجات المسرح المدرسي كلها تتعلّق بالتمثيل أو الإخراج فقط، فنحن لا نريد تخريج الممثلين، بقدر ما نريد أن نجعل الطالب قادراً على التعبير عن مواهبه، سواء الرياضية أو الثقافية، أو النحت والرسم أو حتى الميكانيكا.
وبما أن المسرح المدرسي شهد في السابق ظهور الكثير من المسرحيين، الذين أصبحوا من الروّاد في الوقت الحالي، فإننا سنعمل أيضاً على اكتشاف المواهب الشابة لتكون رائدة هي الأخرى في مختلف المجالات.
على المستوى الشخصي، فأنا كوكيل لقطاع التنمية والأنشطة في وزارة التربية مهتم جداً بهذا الجانب، وأسعى لتفعيله في القريب العاجل، وسنقوم مع بدء العام الدراسي الجديد بمتابعة دقيقة وعلمية لنخرج بفوائد ونتائج إيجابية، لإيماننا الكبير بأهمية المسرح في دفع عجلة الحركة التربوية، حيث لدينا تعاون مشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي يتعلّق بتفعيل المهرجانات المسرحية الخارجية، بالإضافة إلى المهرجانات المحلية التي تُقيمها دولة الكويت، والتي من شأنها إحداث طفرة حقيقية على خشبة المسرح المدرسي.
سعد الفرج: لابد من عودته... لخلق جيل يُقدّر قيمة المسرح
كان الفنان سعد الفرج أشار في لقاء سابق مع «الراي» إلى أنه لابد من عودة المسرح المدرسي إلى سابق عهده في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حتى نخلق جيلاً يعرف قيمة المسرح ويُقدّر أهميته في نهضة الشعوب وازدهار الدول.
العيدروسي: هذا ما تمنيناه منذ زمن
هذا ما تمنيناه منذ زمن، وإذا تحقق فعلاً وعاد المسرح الطلابي في العام الدراسي المقبل، فهذا مؤشر يبشر على أن «التربية» اتخذت خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
أول عرض مسرحي في «الأحمدية»
أقيم أول عرض مسرحي على ساحة المدرسة الأحمدية التي تأسست عام 1921، وكان العرض عام 1922، حيث أراد الشيخ عبدالعزيز الرشيد ورفاقه أن يثبتوا جدوى مناهج التعليم النظامي الحديث فأقيم احتفال في نهاية السنة الدراسية لاختبار الطلبة.
وقد ألقيت في الاحتفال الخطب والأناشيد الحماسية، وقدمت المسرحية التي لا يعرف لها عنوان حتى الآن كما يقول الروائي طالب الرفاعي في كتابه «المسرح في الكويت... رؤية تاريخية».
كانت المسرحية من تأليف الرشيد وقام بدور الشيخ أحمد الفارسي عبدالرحمن العمر - رحمه الله. وتدور أحداث المسرحية حول الخصومة العنيفة بين الشيخ الفارسي وبين الرشيد، حيث كان الأول يرى في التعليم الحديث نوعاً من الإلحاد أو متسبباً فيه.