الرئيس المخلوع يدعو من الإقامة الجبرية «أصدقاءه» إلى التحرّك
عسكريو الغابون يُحيلون علي بونغو «على التقاعد»
- إنهاء النظام القائم منذ 55 عاماً... حل المؤسسات وإغلاق الحدود واحتفالات شعبية
- الانقلابيون يعيّنون الجنرال بريس أوليغي نغيما «رئيساً للمرحلة الانتقالية»
أعلن عسكريون، أمس، «إنهاء النظام القائم» في الغابون، وإحالة الرئيس علي بونغو أونديمبا «على التقاعد»، وذلك بعيد إعلان نتائج الانتخابات التي كرست فوزه بولاية ثالثة.
وحتى انقلاب الأمس، تحكم عائلة بونغو، الدولة الغنية بالنفط والواقعة في وسط أفريقيا منذ أكثر من 55 عاماً.
وقال الانقلابيون إن بونغو الذي خلف والده في العام 2009 وضع قيد الإقامة الجبرية «وهو محاط بعائلته وأطبائه»، فيما أوقف أحد أبنائه بتهمة «الخيانة العظمى».
وأضاف الكولونيل الذي تلا ليل الثلاثاء - الأربعاء البيان الذي أعلن فيه الجيش «إنهاء النظام القائم» أنه «تم توقيف» نور الدين بونغو فالنتان ابن الرئيس ومستشاره المقرب، وإيان غيزلان نغولو رئيس مكتب بونغو، ومحمد علي ساليو نائب رئيس مكتبه، وعبدالحسيني وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسيي إيلا إيكوغا وهو مستشار خاص وناطق رسمي باسم الرئاسة، بالإضافة إلى أهم رجلين في الحزب الديموقراطي الغابوني القوي الذي يتزعمه بونغو، خصوصاً بتهم «الخيانة العظمى لمؤسسات الدولة واختلاس أموال عامة على نطاق واسع واختلاس مالي دولي ضمن عصابة منظمة والتزوير وتزوير توقيع رئيس الجمهورية والفساد والاتجار بالمخدرات».
وفي وقت لاحق، أظهرت صور بثها التلفزيون الحكومي مئات الجنود يحملون قائد الحرس الرئاسي الجنرال بريس أوليغي نغيما على الأكتاف احتفالاً بالنصر.
وقال أوليغي نغيما، قبيل تعيينه لاحقاً زعيماً للمرحلة الانتقالية، لصحيفة «لوموند» الفرنسية، بأن علي بونغو أونديمبا «أحيل على التقاعد ولديه كل حقوقه. هو مواطن غابوني عادي مثل أي شخص آخر».
وأضاف «لم يكن لديه الحق في تولي فترة ولاية ثالثة، وانتُهك الدستور (...) لذلك قرر الجيش تولي مسؤولياته».
في المقابل، قال بونغو في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر فيه جالساً على كرسي وتبدو عليه ملامح القلق «أنا علي بونغو أونديمبا، رئيس الغابون، أوجه رسالة لجميع الأصدقاء في جميع أنحاء العالم بالتحرك حيال احتجازي أنا وعائلتي من قبل هؤلاء الأشخاص. ابني في مكان مجهول، وزوجتي في مكان آخر، وأنا هنا في المقر الرئاسي. الآن أنا هنا ولم يحدث شيء، ولا أعرف ما الذي يحدث... لذا أناشدكم بالتحرك الحقيقي».
ولم يذكر العسكريون شيئاً عن مصير زوجته الفرنسية الغابونية سيلفيا بونغو أونديمبا.
ليل الثلاثاء - الأربعاء، وفور إعلان فوز بونغو رسمياً بحصوله على 64.27 في المئة من الأصوات، ظهرت مجموعة تضم نحو 12 عسكرياً عبر شاشة محطة «غابون 24» من القصر الرئاسي.
واعتبر العسكريون أن الانتخابات «لم تستوف شروط الاقتراع الشفاف» واستنكروا «حكماً غير مسؤول يتسبب بتدهور مستمر للتماسك الاجتماعي، ما قد يؤدي إلى دخول البلاد في حالة من الفوضى».
وأعلنوا حل كل المؤسسات وإغلاق حدود الغابون «حتى إشعار آخر».
وبعيد تلاوة بيان العسكريين، سمع إطلاق نار من أسلحة آلية في أحياء عدة من ليبرفيل.
«بونغو أخرج»
في حي بلان سييل الشعبي في ليبرفيل، القريب من وسط المدينة، شوهد نحو 100 شخص على جسر، بعضهم مشاة والبعض الآخر في السيارات، يهتفون «إنه التحرير!» و«بونغو أخرج!». وعلى صوت أبواق السيارات، صفّقوا لشرطة مكافحة الشغب التي حضر عناصرها ملثّمين.
وفي بور جانتي، العاصمة الاقتصادية، خرج مئات الأشخاص في سياراتهم وأطلقوا الأبواق وهم يهتفون «لقد تحررت الغابون».
وانتخب بونغو البالغ 64 عاماً، للمرة الأولى، عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو اونجيمبا الذي حكم هذا البلد الصغير الواقع في وسط أفريقيا والغني بالنفط لأكثر من 41 عاماً.
لم تتأخر ردود الفعل الدولية على الانقلاب الجديد في الغابون.
فقد أعلن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، عن اجتماع عاجل لـ «ترويكا» بوروندي والسنغال والكاميرون لتحليل الوضع.
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، الجيش إلى ضمان سلامة الرئيس وعائلته.
من جانبها، دانت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، الانقلاب.
وقالت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس عن الأزمات الأخيرة التي واجهتها الديبلوماسية الفرنسية «والآن الوضع في الغابون الذي نتابعه باهتمام شديد».
ودعت الصين إلى «ضمان أمن» الرئيس المخلوع، فيما أعربت روسيا عن «قلقها العميق»، وأعلن البيت الأبيض أنّه «يتابع من كثب» الوضع.