حروف نيرة

الطبع لا يغلب التطبّع !

تصغير
تكبير

الطبع هو خُلق وعادة نفسية يتوارثه الشخص من الأهل والبيئة المحيطة به، فهو صفة سجية ملاصقة للفرد لا تنفك عنه، منه الحسن ومنه السيئ، والمنتشر بين الناس أنه لا يمكن تغيير الطبع، كالبخل فإنه لا يتحول إلى كرم مهما حصل، وكما يقال: (من شبّ على شيء شاب عليه)، فيستحيل في نظرهم تغيير الطبع مهما اجتهدت، حتى ظن الناس أن قول: (الطبع يغلب التطبّع) قاعدة ثابتة في الحياة.

ومن الناس من يخالف تلك القاعدة، ولو كانوا قلّة، فيرون: أن التطبّع يغلب الطبع، أي أنه صفات ومهارات يكتسبها الشخص ويحققها مهما كانت صعبة، مثل الإنسان الذي اعتاد على الكسل يمكنه أن يصبح إنسانا نشيطاً، وكذلك في كثير من الصفات.

الإنسان القوي هو من يحاول التخلّص من كل صفة سيئة ويكتسب صفات جديدة حسنة، ومَن يرغب بتغيير صفاته وسلوكه الخاطئ بصورة حقيقية فإنه يركز على كل طبع يحتاج العلاج ويدرب نفسه على التخلص منه ويتدرج في التخلص من كل صفة سيئة، وترى العكس عند فرد يختار صفة واحدة ويغض البصر عن صفات أخرى، ومع تلك الحالات التي لا تعترف بالخطأ لا يمكن النجاح ولا يمكنه التطبّع بطباع جديدة.

التطبّع لا يحصل إلا مع الشخص المستعد للتغيير بإرادته ورغبته، مع تشجيع صحبته وتحفيزه حتى يشعر أنه في تطور، ويدرك أنه قد نجح في تبديل السيئ الذي كان يتعبه ويستمر في تلك الخطوات، ويكون على يقين أنه تعدّى كل العقبات وأنه في طريق إيجابي ناجح.

إذا نظرنا نظرة شرعية فإن شريعتنا جاءت في بيئة تنقصها أخلاق طيبة، فحثت على بذل الجهد في اكتساب الجديد من الأخلاق الطيبة، وإفراغ النفس من كل شرورها، قال تعالى: (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)... فتغيير الأخلاق مُيسّر لمن أراد الفلاح، وكذلك في قول رسولنا الكريم: (إنمّا بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق) فالله خلق الإنسان وأعطاه القدرة على تربية النفس، ولا شك أن ذلك يتعلق باختيار المرء، واتخاذه قرار تغيير السيئ إلى الحسن، وهو ما يؤكد أن (التطبّع يغلب الطبع).

@aaalsenan

aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي