قادة قمة جوهانسبورغ يدعون لإرساء نظام عالمي متعدد... في ظل «عالم يتغيّر»

دول «بريكس» تتفق على آليات «بريكس +»


لولا دا سيلفا وشي ورامافوزا ومودي ولافروف بعد التقاط صورة لهم بقمة «بريكس» في جوهانسبورغ أمس	(رويترز)
لولا دا سيلفا وشي ورامافوزا ومودي ولافروف بعد التقاط صورة لهم بقمة «بريكس» في جوهانسبورغ أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

- شي يؤكد أن «الهيمنة ليست في الحمض النووي للصين»
- بوتين «يسعى» في أوكرانيا لإنهاء «حرب أشعل الغرب فتيلها»
- لولا دا سيلفا يرى أن «العملة الموحدة ستُقلّل من نقاط الضعف»
- رامابوزا يريد إصلاحاً جذرياً لمؤسسات الحوكمة العالمية
- «بنك التنمية الجديد» يبحث انضمام 15 عضواً جديداً محتملاً من بينهم السعودية والجزائر والأرجنتين

اتفقت دول «بريكس»، خلال قمتها الـ15 في جنوب أفريقيا، أمس، على آليات توسيع مجموعة الاقتصادات النامية الكبرى، لتصبح «بريكس +»، على غرار مجموعة «أوبك +».

ويمهد الاتفاق في شأن آليات التوسع، الطريق أمام عشرات الدول المهتمة بالانضمام إلى المجموعة لتقديم مسوغات لعضويتها في «بريكس» التي تعهدت أن تكون قائدة تطوير «جنوب العالم».

وتصدر توسيع «بريكس»، جدول أعمال قمة جوهانسبورغ، التي انطلقت الثلاثاء. وعبرت كل الدول الأعضاء علناً عن دعمها لتوسيع المجموعة، لكن انقسامات لاتزال قائمة بين زعماء الدول، حول مدى وسرعة ذلك التوسع.

وقالت وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا ناليدي باندور، لمحطة إذاعية تديرها وزارتها، «اتفقنا على مسألة التوسع».

وتابعت «لدينا وثيقة قمنا بإقرارها تحدد إرشادات ومبادئ وإجراءات بحث ملفات الدول التي تريد الانضمام لعضوية بريكس... هذا إيجابي للغاية».

وأشارت إلى أن قادة التكتل سيدلون بإعلان أكثر تفصيلاً في شأن التوسع قبل اختتام القمة، اليوم.

وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا، إن أكثر من 40 دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام، وطلبت 22 دولة ذلك رسمياً، منها إيران وفنزويلا والجزائر.

وسيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة، التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المنتديات العالمية.

وانعقدت «بريكس» أول قمة للمجموعة عام 2009 مع 4 أعضاء، هي البرازيل وروسيا والصين والهند، ثم انضمت جنوب أفريقيا، في العام التالي.

وأمس، عقدت الجلسة العامة لـ «بريكس»، بحضور الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا والصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في حين تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو من موسكو، وناب عنه في القمة وزير خارجيته سيرغي لافروف.

الثقل الصيني

وتسعى الصين بثقل وزنها في التكتل، منذ فترة طويلة إلى التوسع، وترى أن تدهور علاقاتها مع واشنطن، وكذلك التوترات العالمية الناجمة عن حرب أوكرانيا، تزيد من إلحاح مشروع التوسع.

وفي السياق، شدّد الرئيس شي، على أن «الهيمنة ليست في الحمض النووي للصين»، مضيفاً أن «عقلية الحرب الباردة لا تزال تشكل مصدر قلق للعالم اليوم».

وقال في خطاب ألقاه بالإنابة عنه وزير التجارة وانغ وينتاو، إن «مسار التاريخ ستحدده الخيارات التي نتخذها»، مؤكداً أن «العالم يمر بتحولات كبيرة وانقسام وإعادة تنظيم صفوف... ودخل فترة جديدة من الاضطراب والتحول».

من جانبه، انتهز بوتين خطابه أمام القمة للدفاع عن الحرب على أوكرانيا، والإشادة بالتكتل الدولي باعتباره توازناً مقابلاً للهيمنة الأميركية العالمية.

وقال إن «بريكس تطالب بنظام عالمي منصف قائم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وتابع أن «بريكس تسعى لإنهاء هيمنة الدولار الأميركي على المبادلات التجارية العالمية وتعزيز استخدام العملات المحلية»، مشيراً إلى أن «روسيا ستسعى خلال رئاستها القمة المقبلة لبريكس في مدينة كازان، لتسهيل تطبيق القرارات المتعلقة بتوسيع المجموعة».

وكرر الرئيس الروسي، وجهة نظر الكرملين، بأن الغزو، الذي تعتبره أوكرانيا والغرب استيلاء إمبريالياً على الأراضي، كان رد فعل اضطرت موسكو إليه بسبب أفعال عدائية من جانب كييف والغرب ولإنهاء «حرب أشعل الغرب فتيلها»

أما رامابوزا فاعتبر خلال افتتاح الجلسة العامة، أن «العالم يتغيّر».

وأضاف رئيس جنوب أفريقيا «الوقائع الجديدة تتطلب إصلاحاً جذرياً لمؤسسات الحوكمة العالمية لكي تكون أكثر تمثيلاً وقادرة على أن تردّ بشكل أفضل على التحديات التي تواجه البشرية».

وإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء في التعاملات التجارية والمالية لتقليص الاعتماد على الدولار.

لكن منظمين للقمة شددوا على أن مسألة «عملة بريكس» لن تجري مناقشتها.

وفي كلمته، قال الرئيس البرازيلي إن الدافع الذي أدى لإنشاء «بريكس» يلهم قادة المجموعة من أجل بناء عالم متعدد عادل ومستدام.

واعتبر أن «إصدار عملة للمعاملات التجارية والاستثمارية بين أعضاء بريكس يزيد من خيارات الدفع لدينا ويقلل من نقاط ضعفنا».

وقال مودي، من جهته، إن الهند «تدعم توسيع بريكس»، مشيراً إلى اقتراح بمنح عضوية دائمة للاتحاد الأفريقي في المجموعة لـ«تعزيز حضور دول الجنوب».

وقال المدير المالي لبنك التنمية الجديد التابع لـ «بريكس»، أمس، إن البنك يبحث انضمام 15 عضواً جديداً محتملاً، من بينهم السعودية والجزائر والأرجنتين.

سوليفان لا يرى «بريكس»... منافساً جيوسياسياً
قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان، إن الولايات المتحدة لا ترى أن مجموعة بريكس «بصدد التحوّل إلى منافس جيوسياسي للولايات المتحدة». وشدّد سوليفان، ليل الأربعاء - الخميس، على أن الولايات المتحدة ستدفع قدماً باتّجاه «علاقات قوية وإيجابية مع البرازيل والهند وجنوب أفريقيا»، مضيفاً «سنواصل إدارة علاقاتنا مع الصين كما سنواصل التصدي لعدوان روسيا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي