البلدية تعمل جاهدة لإنجازه وسيتضمن دور كل جهة حكومية وتقديم الحلول والدراسات
تقرير «جليب الشيوخ»... جاهز خلال أسبوعين
- التثمين لن يكون إلا بعد تنظيم المنطقة بالكامل
- شهادة الأوصاف ستُجبر أصحاب العقار على إزالة المخالفات
تفاعلاً مع ما نشرته «الراي»، أمس، تحت عنوان «(جليب الشيوخ)... الفوضى إلى زوال»، أكدت مصادر مطلعة في بلدية الكويت أن البلدية تعمل جاهدة لإعداد تقرير متكامل ومفصل عن المنطقة تمهيداً لرفعه خلال أسبوعين إلى وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الاتصالات فهد الشعلة، الذي بدوره سيحيله إلى مجلس الوزراء للاطلاع عليه والبت في أمره.
وأشارت المصادر إلى أن «التقرير سيكون مختلفاً عما تم إعداده في السابق، إذ سيحتوي على دور كل جهة حكومية على حدة، ومدى تفاعلها، إضافة للأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع في المنطقة، ويشمل كذلك الحلول بجوانبها الفنية والتنظيمية، كما يتضمن دراسات هندسية».
وقالت «إن كان لدى الحكومة أو جهة الاختصاص نية لتثمين المنطقة فلن يكون إلا بعد تنظيمها بالكامل، حيث إن هناك توجهاً لإعادة النظر في موضوع شهادات الأوصاف المتوقف إصدارها منذ وقت طويل لملّاك العقارات، لاسيما أن الشهادة ستُجبر أصحاب العقار على إزالة أوجه مخالفات البناء لإصدارها والحصول عليها، ولكن لابد من التأكيد أن هذا التوجه يحتاج إلى حسم وحزم، ووقف المحسوبية والواسطة».
«المدن العمالية مواقعها مخصصة وجاهزة للتسليم»
فهد العبدالجادر لـ «الراي»: جهات حكومية ضالعة في تأزيم أوضاع المنطقة
أكد عضو المجلس البلدي فهد العبدالجادر لـ«الراي»، أن «مشكلة الجليب تعد أزمة مزمنة، وليست وليدة اليوم، وهي بلا شك تعد شاهداً واضحاً على إخفاق الحكومات المتعاقبة في إيجاد حلول جذرية لمشكلاتها».
وقال «إنه آن الأوان لمواجهة هذه المشكلة، والتصدي لها بشكل نهائي، حيث تتجسد أولى الخطوات في تبني الحكومة مشروعاً حضارياً متكاملاً يشمل إعادة تطوير وتأهيل المنطقة بشكل متكامل، وأن يكون المشروع من ضمن أولويات خطة عمل الحكومة، ومن ضمنها استهداف إنشاء مدن عمالية متطورة بديلة لنقل العمالة إليها»، مبيناً أن البلدية بالفعل قامت بتخصيص العديد من تلك المواقع كمدن عمالية، وهي جاهزة للتسليم، كما أنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح ضمن مشروع الحل.
وأضاف العبدالجادر أن مشكلات المنطقة المزمنة يتمثل أهمها في تكدس العمالة بشكل كثيف ما أدى إلى غرق المنطقة بمياه الصرف الصحي، وكذلك تكدس أكوام من القمامة بشكل يومي ما ينذر بكارثة بيئية، وأيضاً مشاكل المياه والكهرباء، والنظافة، وظهور الأسواق العشوائية وتحولها إلى أوكار لمخالفي الإقامة، والأنشطة غير المشروعة، موضحاً أنه «في حال كان قطاع الرقابة في البلدية يتحمل جزءاً من المشكلة، فإننا لا نستطيع القول إنه المسؤول عما وصلت إليه الأمور في الجليب، بل هناك مجموعة من الجهات الحكومية ضالعة في تأزم الأوضاع بالمنطقة وهي وزارات الداخلية، والكهرباء والماء، والأشغال، والهيئة العامة للقوى العاملة، وهيئة البيئة وهيئة الغذاء».
ولفت إلى أن «أي حل يستهدف تطوير جليب الشيوخ لا بد أن ينبثق من تضافر جهود تلك الجهات في حل المشكلات المتراكمة للمنطقة».
«الخطط موجودة والأمر يحتاج لقرار ومتابعة وتنفيذ»
عبدالله العنزي لـ «الراي»: الحل بالتثمين ثم التخطيط والتنظيم فـ... البيع
أكد عضو المجلس البلدي عبدالله العنزي لـ«الراي» أن حلول مشكلة جليب الشيوخ واضحة وظاهرة على أرض الواقع، حيث صدرت قرارات كثيرة حول المنطقة، ونحن لا نزال ننتظر التنفيذ منذ زمن، مؤكداً أن «المنطقة لا تقل أهمية عن أي بقعة في وطننا الكويت، وبالتالي الحل بتثمين المنطقة بالشكل الصحيح، ومن ثم التخطيط وتنظيم المنطقة بدقة وموضوعية ثم بيعها، لاسيما أن التثمين يجب أن يكون بسلاسة لا تعيق سير عملية التأهيل والنظام في المنطقة».
وأضاف العنزي: «حتى لو كانت عملية البيع لا تغطي كل الإجراءات الإصلاحية من مشاكل أمنية وإسكانية وصحية وغيرها من أمور تعاني منها المنطقة، لكن بمجرد تثمينها وتنفيذ الخطط المنصوص عليها لإصلاحها وتأهيلها بالشكل الصحيح، فهذا بحد ذاته لا يقدر بثمن»، مشيراً إلى أن الأمر بحاجة إلى تكاتف من جميع الجهات الحكومية وأصحاب القرار، فالتقصير واضح من الجميع بعد إهمال المنطقة لسنوات عدة.
ولفت إلى أن الحلول مخطط لها سابقاً من قِبل كوادر هندسية واقتصادية متخصصة ضمن المتاح، لكن الأمر الآن يحتاج لقرار ومتابعة وتنفيذ من الجميع من دون استثناء، فالكوارث المجتمعية بالمنطقة في تزايد سواء كانت أمنية أو صحية أو بيئية أو إسكانية، وآن الأوان للانتهاء منها.
وأوضح أن التثمين لا يجوز دون حلول وبدائل، فالأعداد هائلة وكبيرة من الفئة العمالية التي من واجبنا تأمينهم في أماكن يتوافر فيها كل الخدمات العامة بمواصفات حضارية عالمية لممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي، من خلال إنشاء مدن عمالية خاصة بهم، ليمارسوا حياتهم بالشكل القانوني والإنساني الصحيح، وبما يؤدي لخلق بيئة جديدة نقية من المشاكل المجتمعية.