درجات الحرارة اللاهبة خفّضت إنتاج الحصاد
تضخم أسعار الأغذية في العالم قادم... وبقوة
ذكر موقع «سي إن إن» أن درجات الحرارة اللاهبة التي اجتاحت جنوب أوروبا هذا الصيف لم تتسبب في حالات وفاة وفي تعريض الأراضي لحرائق الغابات فحسب، بل كانت أيضاً نذير شؤم لأشجار الزيتون وسط تحذيرات من جانب صناعة زيت الزيتون من ارتفاعات حادة في الأسعار ونقص محتمل.
وأضاف أنه في إسبانيا التي تعد أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم تراجع الإنتاج إلى نحو 620 ألف طن متري مقارنة بمتوسط الإنتاج لخمس سنوات مضت البالغ 1.3 مليون طن متري.
ولفت مقال «سي إن إن» إلى أن الحجم الكامل للضرر لن يتبين إلا بعد موسم حصاد موسم الزيتون في أكتوبر ونوفمبر، ولكن انتاج زيت الزيتون في أوروبا يمكن أن يتراجع بواقع 700 الف طن متري أي بأكثر من 30 في المئة عن مستواه في متوسط السنوات الخمس.
وفي الوقت ذاته، تضاعفت أسعار الجملة لزيت الزيتون مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي مع كل المؤشرات التي تدل على نقص في الحصاد المقبل.
ونقل الموقع عن متحدث باسم المجلس العالمي للزيتون أن الوضع لم يبلغ حد الأزمة بعد ولكننا نواجه وضعاً معقداً نتيجة للتغير المناخي. وتوقع المتحدث أن يتراجع الإنتاج العالمي من زيت الزيتون بنسبة 20 في المئة بين أكتوبر 2022 وسبتمبر 2023.
وفي إيطاليا، التي عانت هذا الصيف من الحرارة والجفاف والفيضانات، تأثرت محاصيل الفواكه بشكل خاص.
ونقل الموقع عن المدير الاقتصادي لاتحاد المزارعين الايطاليين، لورنزو بازانا، أن محصول الكرز انخفض بنسبة نحو 60 في المئة بينما تقدر نسبة انخفاض محاصيل الدراقن والنكتارين بنحو 30 في المئة والمشمش بنحو 20 في المئة.
ولم تنجُ الطماطم من هذا الانخفاض بسبب هطول البرد وحرارة الشمس اللاهبة. وأكد بازانا ان التغير المناخي يحدث تخريباً للزراعة في إيطاليا كما في جميع أنحاء العالم.
وكشف الموقع أن أسعار الطماطم في الهند ارتفعت بأكثر من 400 في المئة نتيجة موجات الحر الشديد والأمطار الغزيرة، الأمر الذي دفع بعدد من مطاعم الوجبات السريعة المشهورة إلى الغاء الطماطم من قوائم أطباقها.
ونقل الموقع عن البروفيسور نيكولاس بولسون من جامعة إلينوي ان المحاصيل في جنوب البلاد وغربها تأثرت بشكل خاص.
ويقول كوري ليسك من جامعة دارتموث الأميركية إن النظام الغذائي العالمي أثبت مرونة نسبية حتى الآن برغم فصل الصيف القائظ. وفي الوقت ذاته يتسارع الطقس الحار بأكثر مما توحي به النمادج المناخية ما يعني أن مخاطر المناخ قد تكون أكبر وقد يكون حدوثها أسرع مما يتوقع معظم المتنبئين.
ويضيف ليسك: «نحن على شفا هوة من المخاطر التي ستحدث تغييراً في اللعبة. وليس من الواضح ما إذا كانت هذه المخاطر ستدفع بالنظام الغذائي العالمي إلى الهاوية، بالتأكيد في غضون نصف قرن ولكن ربما حتى خلال 5 أو 10 سنوات اذا استمر هذا المعدل».