النشاط البشري السلبي والتصحّر من أسباب زيادة الاحتباس الحراري
معدلات الحرارة زادت بين درجة إلى درجتين في الكويت
- العجيري لـ «الراي»:
- نقص الرقعة الخضراء وزيادة عدد المباني والبنية التحتية يرفع الحرارة
- الارتفاع صاحبه انخفاض في مستويات هطول الأمطار
وثّق مركز العجيري العلمي، ارتفاعاً ملحوظاً في معدل درجات الحرارة خلال صيف 2023، بالمقارنة مع الدرجات المسجلة خلال الأعوام الماضية.
وقال مدير عام المركز يوسف العجيري لـ «الراي»، إن «العديد من مناطق العالم، ومن بينها الكويت، شهدت خلال موسم الصيف الجاري قراءات غير مسبوقة من درجات الحرارة وموجات حر شديدة بزيادة في معدلاتها بين درجة إلى درجتين مئويتين»، موضحاً أنه «بناء على البيانات والمعلومات التي وثّقها المركز، بالتعاون مع شبكة meteoblue السويسرية، المعنيّة بعلوم الطقس والأحوال الجوية، فإن معدل الحرارة زاد تدريجياً خلال السنوات الماضية بالمقارنة مع عقدين ماضيين، حيث سجل ارتفاعاً تراوح بين 1 إلى 2 درجة مئوية عن المعدل المتوقع».
وذكر العجيري أن «الارتفاع في درجات الحرارة خلال الصيف الجاري والسنوات الأخيرة، صاحبه انخفاض في مستويات هطول الأمطار، ويأتي هذا التغير، في ظل عصر الصناعة والاعتماد على النفط، وزيادة آثار احتراق الوقود بأنواعه المختلفة في البلاد».
وأرجع العجيري بحسب البيانات التغير في المناخ خلال السنوات الماضية إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء ووسائل النقل والعمليات الصناعية التي ينتج عنها كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبيّن أن «النشاط البشري في الكويت ودول العالم، إضافة إلى الظواهر الطبيعية، ساهم في ارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح، في حين أظهرت البيانات أن ما يقوم به الإنسان من أنشطة سلبية هي العامل الرئيسي في تغيرات المناخ، والمساهمة في إطلاق الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والاعتداء على النباتات والأشجار والتصحر، الأمر الذي يزيد من الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي».
وأضاف «يُساهم نقص الرقعة الخضراء وزيادة عدد المباني والبنية التحتية جنباً إلى جنب في ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال المواسم في فصل الصيف، حيث تمتص المباني الخرسانية والإسفلت الحرارة بشكل كبير إلى جانب أنظمة التبريد المستخدمة لتخفيف الحرارة داخل المباني».
إجراءات عاجلة
ذكر العجيري أن «الأمم المتحدة، ومن خلال أمينها العام، دقت ناقوس الخطر لملاحظة ارتفاع عالمي لدرجات الحرارة، لاسيما خلال يوليو الماضي، الأمر الذي يستدعي تبني إجراءات عاجلة لتخفيف الحرارة، ومنها الانتقال إلى استخدام الطاقة النظيفة وزيادة الكفاءة الطاقوية باستخدام وسائل وأدوات حديثة وتقليل استخدامات الكهرباء وترشيدها، وزراعة وتشديد الغابات والصحراء ودعم ممارسات الزراعة المستدامة للحد من انبعاثات الميثان، والمحافظة على المياه، والحفاظ على صحة التربة».
وتابع «من الإجراءات المطلوبة كذلك إعادة التدوير والاعتماد على وسائل النقل ذات الانبعاث المنخفض للكربون وتنفيذ سياسات مناخية قوية، ووضع أهداف طموحة للحد من الانبعاثات، والتوعية والتثقيف حول تغير المناخ واعتماد ممارسات مستدامة من خلال الشركات وتعزيز البحث وتطوير التكنولوجيا الخضراء».
تحذيرات وصراعات
أشار العجيري إلى أن «تقويم العجيري، إضافة إلى حديث الراحل الدكتور صالح العجيري خلال إحدى الندوات العلمية التي كانت بعنوان (التغير المناخي وانعكاساته على الكويت) في العام 2009، أطلقت تحذيرات من مخاطر تغير المناخ، وذلك بسبب مظاهر التلوث التي تتعرض لها البلاد والتي لم تكن موجودة في الماضي وتستمر حتى الآن، إلى جانب اختفاء العديد من الظواهر المناخية الإيجابية من الغلاف الجوي والصحراء الكويتية، ما ينجم عنه عواصف رملية حالياً وتغيرات في نمط الرياح ونقص هطول الأمطار في مواسمها».
وأوضح أن «الراحل بيّن في حديثه خلال الندوة أن اختفاء المظاهر الجوية الإيجابية منذ العام 2009 واستمرارها حتى الآن من الغلاف الجوي والصحراء الكويتية، وتآكل التربة ونقص في النباتات وتأثر مستويات الأنهار لاسيما في العراق وجفاف بعض مصادر المياه في العالم بسبب أنشطة بشرية سلبية سيُساهم في تحقيق توقعات الراحل وحديثه حول (نشوء صراعات مستقبلية بسبب ندرة المياه) حيث استند حينها إلى افتراضات علمية تتعلّق بإحصاءات نمو السكان حول العالم وتناقص الموارد الطبيعية».