تناول المشروبات السكرية يومياً يزيد خطر سرطان الكبد
من المعروف أن التعاطي اليومي للمشروبات السكرية يرتبط بزيادة مخاطر صحية معينة، بما في ذلك زيادة الوزن والسمنة ومرض السكري وأمراض القلب. لكن هناك سبب آخر جديد يدعو إلى تقليل المشروبات السكرية، ألا وهو احتمال الاصابة بسرطان الكبد.
فقد أظهرت نتائج دراسة بحثية أميركية جديدة أن الاستهلاك اليومي لمثل هذه المشروبات يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الكبد فضلاً عن خطر الوفاة من أمراض الكبد المزمنة.
ووفقاً لإحصائيات فإن ما يقرب من 65 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة يتعاطون المشروبات المحلاة بالسكر يومياً، والتي تشمل الصودا العادية ومشروبات الفاكهة المحلاة ومشروبات الطاقة ومشروبات القهوة والشاي المحلاة بالسكر المضاف.
وفي أحدث دراسة نُشرت في شبكة JAMA، وجد الباحثون أن النساء اللواتي تناولن واحداً أو أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر يومياً كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة 85 في المئة مقارنة بنظيراتهن اللاتي لم يتناولن تلك المشروبات.
وقيمت الدراسة القائمة على الملاحظة استهلاك المشروبات السكرية لنحو 100 ألف امرأة في سن ما بعد انقطاع الطمث في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ثم تمت متابعة سجلاتهن الطبية لأكثر من 20 عاماً لتحليل حالات الإصابة بالسرطان والوفاة بسبب أمراض الكبد المزمنة مثل تليف أو التهاب الكبد المزمن.
ومن بين المشاركات، أصيب 207 نساء بسرطان الكبد وتوفيت 148 بسبب أمراض كبد مزمنة. وتناول 6.8 في المئة من المشاركات المشروبات المحلاة بالسكر يومياً، بينما شرب 13 في المئة المشروبات المحلاة صناعياً.
ولوحظ أن أولئك اللواتي احتسين واحداً أو أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر يومياً كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة 85 في المئة. وكان خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة أعلى بنسبة 68 في المئة لديهن.
وكتب الباحثون: «لدى النساء بعد سن اليأس (مقارنة بتناول ثلاث حصص أو أقل من المشروبات المحلاة بالسكر شهرياً) فإن أولئك اللواتي تناولن واحداً أو أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر يومياً كان لديهن نسبة أعلى من الإصابة بسرطان الكبد والوفاة من أمراض الكبد المزمنة».
لكن الدراسة لم تقيّم عوامل الآلية الدقيقة التي تسبب بها المشروبات السكرية تأثيرات ضارة على الكبد، وهي العوامل المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان وأمراض الكبد.
وقال الباحث المشارك في الدراسة تشوهونغ زهانغ: «على الرغم من انخفاض تناول المشروبات المحلاة بالسكر بشكل مطرد في الولايات المتحدة من العام 2003 حتى العام 2018، إلا أن الاستهلاك الإجمالي لايزال مرتفعاً، حيث أفاد 65.3 في المئة من البالغين البيض أنهم استهلكوا على الأقل بعض المشروبات المحلاة بالسكر في أيام العامين 2017 و2018».
وأضاف الباحث لونغانغ زهاو: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى المشروبات المحلاة بالسكر كعامل خطر محتمل للإصابة بسرطان الكبد والوفيات بأمراض الكبد المزمنة. وإذا تم تأكيد النتائج التي توصلنا إليها، فإن تقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر قد يكون بمثابة استراتيجية للصحة العامة لتقليل عبء أمراض الكبد».
