10 سنوات مرّت على رحيل نجم كويتي سطع في سماء القارة السمراء
عبدالرحمن السميط... أيقونة العمل الخيري
- الطبيب الذي داوى جراحات أفريقيا
- قضى قرابة ربع قرن في خدمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا مخلّفاً:
- نحو 11 مليون فرد دخلوا الإسلام
- تدريب 4000 داعية
- بناء 860 مدرسة
- توزيع 51 مليون نسخة من القرآن الكريم
- تشييد 5700 مسجد
عشر سنوات مرّت على رحيل أيقونة العمل الخيري الكويتي الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط، الذي وافته المنية في منتصف أغسطس من العام 2013، ليفارق دنيانا عن عمر يناهز 66 عاماً، وتبقى مآثره حيّة شاهدة على زهده وورعه وإخلاصه في الدعوة.
رحل السميط، الذي أسّس جمعية العون المباشر وساهم في تأسيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، بعدما قضى قرابة ربع قرن في خدمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا، ليخلّف وراءه ما يقارب من 11 مليون فرد دخلوا الإسلام و4000 داعية تم تدريبهم و860 مدرسة تم بناؤها و51 مليون نسخة من القرآن الكريم تم توزيعها، و5700 مسجد تم بناؤها.
ولد عبدالرحمن حمود السميط في الكويت في 15 أكتوبر 1947، وتخرّج في كلية الطب بجامعة بغداد في يوليو 1972، ثم حصل على دبلوم أمراض المناطق الحارة من جامعة ليفربول بإنكلترا في أبريل 1974، و تخصّص في أمراض الجهاز الهضمي في الفترة من يوليو 1974إلى ديسمبر 1978 وله أبحاث في سرطان الكبد، وعمل في جامعة لندن (مستشفى كلية الملوك كينجز كوليدج) من يناير 1979 إلى ديسمبر 1980، كما عمل كطبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الصباح من 1980 إلى 1983، ثم تفرّغ منذ العام 1983 للعمل في جمعية العون المباشر.
التجارة مع الله
في إحدى محاضراته يقول السميط «أنت قادر على أن تقوم بعمل أكثر من هذا العمل، لأني إنسان مذنب، أنا إنسان خاطئ، وأنت إن شاء الله، وكلكم خير مني وأقرب إلى الله مني، كل واحد منا، وكل واحدة منا قادرة على أن تفعل ما هو أعظم من ذلك، ولكن أين الإيمان يا إخوان، أنا أدعوكم أن تفتحوا صدوركم وتغسلوا قلوبكم من حب الدنيا وبيعوها لله».
السميط والكشافة
أحب الراحل الكشافة منذ صغره، وأمضى 7 سنوات فيها، وتعلّم من خلالها الكثير من المهارات، من بينها المسير في الليل، والمبيت في الصحراء ليلاً.
أهم المؤلفات
ترك السميط العديد من المؤلفات من بينها:
- لبيك أفريقيا.
- دليل إدارة مركز المساعدة.
- دموع أفريقيا.
- قبائل أنتيمورو في مدغشقر.
- قبائل الدينكا.
- ملامح كتاب تنصير البحث العلمي.
- احجز أفضل رحلة إلى أفريقيا.
- الأمن والإخلاء في مناطق الصراع.
- إدارة الأزمات لموظفي المنظمات الإسلامية.
- قبائل البوران. جوائز وأوسمة
حصل الدكتور عبدالرحمن السميط على العديد من الجوائز المهمة في حياته، من بينها:
- جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز لخدمة الإسلام.
- جائزة العمل الخيري من قِبل مؤسسة قطر.
- وسام فارس العمل الخيري من قِبل إمارة الشارقة.
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي.
- وسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي من أجل العمل الخيري.
- وسام مجلس التعاون الخليجي.
السميط بقلم بيل غيتس: رجل استثنائي ومميز
كتب رجل الأعمال الأميركي الشهير بيل غيتس، مقالاً طويلاً عن الداعية الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط، مشيداً بدوره في نشر الخير والسلام على مستوى العالم، جاء فيه: «لم تسنح لي الفرصة أبدا للالتقاء برجل الأعمال الخيرية الكويتي الراحل عبدالرحمن السميط، غير أني تمكنت في الأشهر القليلة الماضية من التعرّف على هذا الرجل الاستثنائي والمميز.
والحقيقة أن السميط جسّد، كطبيب وكباحث إسلامي ورجل محب للخير، تقاليد الكويت في الكرم والاهتمام بالناس عند الحاجة، وهذا ما دعا سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون للاعتراف بالأمير (الراحل) الشيخ صباح الأحمد، كقائد للإنسانية.
في الخامسة والثلاثين أسس السميط منظمة إنسانية تُعرف اليوم بـ (العون المباشر)، غير أن هذه المنظمة تمكنت في أقل من 30 سنة بعد ذلك من بناء أكثر من 800 مدرسة، و200 عيادة طبية وأكثر من 200 مركز تدريب للمرأة.
وبينما حفرت آلاف الآبار، ساعدت أيضا في إقامة الكثير من مشاريع الري والزراعة، بل ووزعت آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإمدادات الطبية في مناطق العالم التي ضربتها المجاعة.
لقد أتيحت لي الفرصة للتعرّف على أعمال الدكتور السميط، الذي توفي عام 2013، عند إعلان أمير الكويت عن جائزة الإبداع في عالم الصحة البالغة قيمتها مليون دولار.
لقد أدرك السيد السميط أن إنقاذ فقراء العالم من براثن العوز، يتعيّن أن يبدأ من أساسيات الحياة المتمثلة في الرعاية الصحية، التعليم، الماء النظيف وتوفير الأدوات الزراعية الضرورية، للقضاء على الجوع وسوء التغذية.
ومثل مؤسساتنا الخيرية، ركزت مؤسسة السميط الخيرية على أكثر الناس فقراً في أفريقيا.
والواقع أنه من المثير حقاً أن نرى كيف تتم مواصلة إرث السميط في الخليج، فمن أهم التطورات هنا إيجاد آلية تمويل مبتكرة من أجل تمويل البرامج التي تكافح الفقر في العالم الإسلامي، وهناك الكثير منها في أفريقيا.
ومن الملاحظ في هذا الإطار أن بلدان هذه القارة تريد توفير خدمات صحية وأنظمة زراعية أفضل لشعوبها، لكنها لا تمتلك الموارد الكافية، حتى مع حصولها على مساعدات التنمية من المانحين».