دلالات جسّدت حقيقة رعاية القيادة السياسية لها وارتباط أبناء الكويت بتضحيات الآباء والأجداد

رحلات الغوص... «تراثك عزيز علينا يا وطن»

تصغير
تكبير

رحلة الغوص التي يُنظمها النادي البحري الرياضي الكويتي سنوياً، أصبحت علامة متميزة تُمثل أبرز الفعاليات الوطنية في مجال إحياء التراث البحري على المستوى المحلي والخليجي والعالمي، وقد حظيت بشرف الرعاية الأبوية الكريمة من قادة الركب بدءاً بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - ثم الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - ومن ثم سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وقد كان لسموه خلال فترة ولاية العهد، الاهتمام الكبير في الرحلات السابقة عبّر عنها خلال اللقاءات التي تشرّف فيها مجلس إدارة النادي ونواخذة وشباب الغوص المشاركين في هذه الرحلات بمقابلة سموه.

وللرحلة دلالات وقيم وأهداف وطنية واسعة وتحظى باهتمام شعبي وإعلامي واسع على المستوى المحلي والخليجي والدولي، وجاءت تلبية لرغبة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في إحياء التراث وإبراز صور الماضي وتخليد ذكرى الآباء والأجداد، وتأتي انطلاقاً من دور النادي في مجال إحياء التراث البحري.

الرحلة الأولى بـ 5 سفن «شوعي»

بدأ النادي البحري الرياضي الكويتي مشواره في تنظيم أول رحلة غوص في الفترة من 15 أغسطس إلى 5 سبتمبر 1986 بخمس سفن من نوع (شوعي) وفّرتها وزارة الإعلام وبإشراف عضو مجلس إدارة النادي ثامر السيار، وشارك فيها 10 نواخذة ومجدمية من رجال البحر الكبار و 20 شاباً، وتمت تسمية السفن بأسماء بعض رواد البحر من الرعيل الأول وتوزيع النواخذة والمجدمية عليها.

الرحلة الثانية بـ 12 سفينة

عقب الرحلة الأولى أهدى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ورغبة منه في توسيع قاعدة مشاركة الشباب الكويتي بالرحلة سبع سفن غوص جديدة مصنعة في الكويت ليصل مجموع سفن الغوص المشاركة في الرحلة الثانية التي أقيمت في العام التالي 12 سفينة فيما مضى النادي يُنظمها سنوياً بتوسع كبير وبرعاية ودعم متواصلين من سموه.

سفن غوص بديلة ورحلة خليجية

في عام 1994 أهدى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - النادي ست سفن غوص جديدة وبديلة عن السفن التي تم تدميرها من الغزاة خلال فترة الاحتلال، وقد تم تصنيع هذه السفن بدولة الإمارات العربية الشقيقة لتعذر صناعتها في الكويت بسبب ما لحق بصناعة السفن من تدمير عقب الغزو الغاشم.

ومع توافر سفن الغوص، بدأ النادي يشق مشواره بخطا واسعة في هذا المجال وبمبادرات وطنية جديدة مع كل رحلة غوص ينظمها، في الوقت الذي كان فيه شباب الغوص ورجال البحر ورئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي يتشرّفون عقب كل رحلة غوص بمقابلة سموه لاستعراض كل مجريات الرحلة والأخذ بتوجيهات ونصائح سموه، وقد كانت رحلة الغوص السابعة التي أقيمت عام 1995 رحلة خليجية متكاملة حيث أقيمت الرحلة في إطار فعاليات المهرجان البحري الأول لدول مجلس التعاون، وشارك فيها عدد من رجال البحر والشباب من جميع دول مجلس التعاون، فيما رفعت كل سفينة علم دولة خليجية وحملت شباب الخليج لترسم من خلال ذلك صورة معبّرة عن الارتباط التاريخي الوثيق بين أبناء الخليج في الماضي والحاضر.

اعتماد كامل على الشباب

خلال رحلة الغوص الثامنة التي أقيمت عام 1996 واصل النادي البحري طموحاته في ربط رحلات الغوص بما يرتبط بالمعاني الوطنية، حيث كانت الخطوة الأولى للاعتماد الكامل على الشباب في قيادة وإدارة سفن الغوص، حيث تم اختيار نخبة من الشباب للعمل كنواخذة للسفن بعد أن سبق لهم المشاركة في رحلات الغوص السابقة واكتسبوا الخبرات والمهارات الكافية المتعلقة بقيادة وإدارة السفينة من النواخذة الكبار، وقد استطاع هؤلاء الشباب النواخذة أن يحققوا نجاحاً كبيراً خلال رحلة الغوص وقيادة السفن وإدارتها.

الرحلة الأولى لمغاصات البحرين

في رحلة الغوص العشرين التي نظّمها النادي عام 2008 ومن منطلق استكمال سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - لمسيرة هذا النشاط الوطني الكبير، شهدت الرحلة مشاركة خمس سفن غوص جديدة كبيرة الحجم مهداة من سموه تم تصنيعها بدولة الإمارات العربية المتحدة وتميزت هذه السفن بكبر حجمها وخفة وزنها فيما سميت جميعها بأسماء ثابتة وهي دار سـلوى، قصـر السـيف، دسمان، المسيلة، الشـعب.

وفي رحلة الغوص الحادية والعشرين التي نظّمها النادي عام 2009 شهدت الرحلة وللمرة الأولى على امتداد الرحلات السابقة التوجه إلى مغاصات مملكة البحرين الشقيقة بالإضافة إلى مغاصات الكويت، وتم اختيار الرحلة ضمن المشروع العالمي «الطريق إلى اللؤلؤ» الذي أشرفت عليه اليونسكو بمشاركة فريق تصوير أجنبي وبالتعاون مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية ووزارة الداخلية والجهات المعنية في المملكة وبهدف توثيق برنامج تراثي إنساني عالمي كان للكويت الشرف في أن يشملها هذا الاختيار من واقع اهتمامها الكبير والمميز في مجال التراث البحري.

أكبر مشاركة بـ 15 سفينة

شهدت رحلة الغوص الثانية والعشرين التي نظّمها النادي في الفترة من 15 إلى 24 يوليو 2010 أكبر مشاركة في عدد سفن الغوص حيث شاركت 15 سفينة وبأكبر عدد من النواخذة والمجدمية والبحارة وقد وصل عددهم إلى 190، فيما سبق الرحلة مشاركة نواخذة وشباب الغوص في فعالية الغوص على اللؤلؤ لدول مجلس التعاون الذي أقيم في إطار فعاليات مهرجان قطر البحري خلال مطلع يونيو وقد كانت مشاركتهم متميزة أثارت إعجاب الجميع.

«هذولا عيالي»... تخليداً للشهداء

في رحلة الغوص السابعة والعشرين التي نظّمها النادي في الفترة من 6 إلى 13 أغسطس 2015، قرّر النادي أن يضع شعاراً للرحلة بعنوان «هذولا عيالي» انسجاماً وتناغماً مع الكلمة الابوية الحانية التي عبّر فيها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - عقب الحادث الارهابي في مسجد الإمام الصادق، وأكد فيها أن أبناء الكويت جميعاً هم أبناؤه، وقد حرص النادي على أن تتوافق الرحلة بأهدافها مع توجيهاته الأبوية السامية للمساهمة في تعزيز روح الوحدة الوطنية في نفوس الشباب، وفي الأخذ بالنهج الأصيل الذي سار عليه آباؤهم وأجدادهم من الرعيل الأول للمحافظة على وحدتهم وترابطهم، والتفافهم جميعاً خلف قيادتهم، ولتجسيد روح الأسرة الواحدة المتمسكة بالثوابت والقيم الأصيلة التي قام عليها وطننا العزيز.

«خليجنا واحد»... للم الشمل

رحلة الغوص التاسعة والعشرين، التي أقيمت في الفترة من 27 يوليو إلى 3 أغسطس 2017، اختار النادي شعاراً للرحلة بعنوان (خليجنا واحد..مصيرنا واحد) من واقع الدور الوطني للنادي، في تعزيز الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي بذلها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله -، في رأب الصدع الذي حدث ما بين الأشقاء في دول مجلس التعاون، ولم شملهم، وفي المحافظة على البيت الخليجي، لاسيما وأن من أهداف رحلة الغوص التأكيد على عمق الروابط الخليجية، والمشاعر المشتركة والمصير الواحد التي ارتبط بها أبناء الخليج.

توقف الرحلات مرتين

على امتداد تاريخ رحلات الغوص للنادي، توقفت مرتين ولثلاث سنوات في كل مرة وعلى النحو التالي:

- الأولى: خلال الغزو العراقي الغاشم في 2 أغسطس 1990

- الثانية: بسبب جائحة كورونا وتداعياتها عام 2020

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي