حرب أوكرانيا تقترب من «الناتو» عبر البحر الأسود

سفينة حربية روسية تطلق صاروخ كروز أثناء تدريبات في البحر الأسود (أرشيفية)
سفينة حربية روسية تطلق صاروخ كروز أثناء تدريبات في البحر الأسود (أرشيفية)
تصغير
تكبير

أصبح البحر الأسود مسرحاً خطيراً للتوترات العسكرية والجيوسياسية بعد قرار موسكو، الشهر الماضي، الانسحاب من صفقة الحبوب الأممية، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وبعد أن كان بعيداً إلى حد ما من القتال الشرس على الخطوط الأمامية، يضع البحر الأسود روسيا ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في نوع من القرب الذي لا يوجد في مسارح الحرب الأخرى - مثل الدفاع عن كييف أو معركة باخموت - مما يزيد من خطر المواجهة.

وتقوم السفن الحربية الروسية بدوريات في مياه البحر الأسود، وتطلق الصواريخ على البلدات الأوكرانية، بينما تنشئ حصاراً فعلياً على الموانئ الأوكرانية وتهدد أي سفينة تحاول العبور.

في المقابل، تستخدم أوكرانيا المسيرات البحرية التي تحمل المتفجرات لضرب الموانئ والسفن الروسية، وهو تهديد متزايد في ترسانة كييف.

في المجال الجوي، تحلق طائرات الاستطلاع والطائرات من دون طيار التابعة للناتو وحلفائه فوق المياه الدولية، لجمع المعلومات الاستخبارية المستخدمة لعرقلة الغزو الروسي، حتى في الوقت الذي تملأ فيه روسيا السماء بطائراتها الخاصة.

وقال إيفو دالدر، السفير الأميركي السابق لدى حلف الناتو الذي يدير مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: «أصبح البحر الأسود الآن منطقة نزاع - منطقة حرب وثيقة الصلة بحلف شمال الأطلسي مثل غرب أوكرانيا».

ويزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو الماضي، تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة، كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير 2022.

وبعد الانسحاب من صفقة الحبوب، دمرت روسيا موانئ البحر الأسود الأوكرانية لإعاقة شحنات الحبوب الداعمة للاقتصاد الأوكراني، وحتى ضربت مواقع على نهر الدانوب على بُعد بضع مئات الأمتار من رومانيا، العضو في «الناتو».

وأدى الهجوم إلى تصعيد المخاوف من انجرار الحلف العسكري إلى الصراع في أوكرانيا.

منطقة مهمة للطرفين

ويثير ذلك تحديات جديدة لحلف الناتو، حيث يسعى لدعم مبدأ مركزي من مبادئ القانون الدولي - حرية الملاحة في البحر - دون دفع الحلف إلى صراع مباشر مع القوات الروسية.

كما تخلف العمليات العسكرية في البحر الأسود، تداعيات على أسواق الطاقة العالمية والإمدادات الغذائية العالمية.

مخاطر البحر الأسود ترفع أسعار القمح

وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن طريق تصدير رئيسي للسلع الروسية عبر البحر الأسود أصبح محفوفاً بالمخاطر، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار القمح، خصوصاً بعد أن استخدمت أوكرانيا طائرات من دون طيار لتعطيل سفينة تابعة للبحرية الروسية وناقلة نفط خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أهمية البحر الأسود

لسنوات، سعى بوتين إلى زيادة نفوذ موسكو حول البحر الأسود وصب الأموال الحكومية في تطوير الموانئ الساحلية ومدن العطلات، وبناء القوة العسكرية الروسية في المنشآت البحرية في أسطول موسكو الجنوبي.

كما أن هذا البحر مهم بذات القدر لحلف شمال الأطلسي، الذي يصر بوتين على أنه يحاول تدمير روسيا. وتحد ثلاث دول أعضاء في «الناتو» - تركيا ورومانيا وبلغاريا - البحر الأسود مع 4 موانئ مهمة.

وتوجد أيضا 5 دول شريكة في الناتو في المنطقة... أرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.

وتمثل السيطرة على البحر الأسود هدف حرب واضحاً بالنسبة لروسيا، وأحد أسباب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

من ناحية ثانية، كانت تركيا العضو في «الناتو» والمطلة أيضاً على البحر الأسود، حازمة في محاولة منع حلفائها في الحلف العسكري من تصعيد التوترات مع روسيا في المنطقة.

وقال سنان أولجن، الديبلوماسي التركي السابق ومدير مركز «إيدام» البحثي في إسطنبول، إن تركيا تحاول أيضا إقناع بوتين بالعودة إلى صفقة الحبوب التي ساعدت في التوسط فيها، حتى لو كانت الآمال تتضاءل، وفق «نيويورك تايمز».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي