بمشاركة مُستشاري الأمن الوطني وممثلي نحو 40 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والهند

اجتماع جدة... نحو بلورة كل المبادرات للأزمة الأوكرانية واستعداد سعودي للإسهام في الوصول إلى سلام دائم


ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله زيلينسكي على هامش قمة جدة العربية في مايو الماضي	 (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله زيلينسكي على هامش قمة جدة العربية في مايو الماضي (واس)
تصغير
تكبير

- زيلينسكي: مصير الملايين في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى يتوقف على سرعة تحقيق صيغة السلام
- المحادثات مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية متعددة الأقطاب

في إطار مسعى سياسي جديد للسعودية على الساحة الدولية، انطلق أمس، في مدينة جدة، اجتماع مُستشاري الأمن الوطني وممثلي نحو 40 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين والهند، في مسعى لإحداث اختراق في الأزمة الأوكرانية، والخروج برؤية موحدة باتجاه تحقيق السلام، اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها.

وتبرز اجتماعات جدة «استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم»، وفق ما أوردت «وكالة سانا للأنباء» مساء الجمعة.

وبحسب جدول أعمال اطلعت عليه «فرانس برس»، من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة لمدة ساعتين، واخيراً عشاء عمل.

وفي حين لم يتضح ما إذا كانت المحادثات تهدف إلى إصدار بيان مشترك، توقّع محللون أن يتوصل المجتمعون إلى «خريطة طريق» تبلور كل المبادرات التي قدمت لحل الأزمة التي طالت تأثيراتها العالم أجمع.

ويأتي الاجتماع الذي يستمر يومين، في إطار ضغط ديبلوماسي أوكراني، لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول جنوب العالم التي لا تزال مترددة في توضيح موقفها حيال صراع أضر بالاقتصاد العالمي.

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، عن شكره للسعودية على إتاحة منصة للتفاوض، مؤكداً أن اجتماع جدة مهم، لأن «مصير الملايين في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى يتوقف على سرعة تحقيق صيغة السلام».

وتابع أن أوكرانيا «تمضي خطوة بخطوة نحو السلام»، مبدياً أمله في أن تؤدي المبادرة إلى قمة سلام لزعماء العالم هذا الخريف لتأييد المبادئ، على أساس صيغته الخاصة للتسوية المكونة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

كما تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014، بينما أكدت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة، انّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان «الحقائق الإقليمية الجديدة».

وقال رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك الجمعة، قبل وصوله إلى جدة لترؤس وفد بلاده «أتّوقع ألا تكون المحادثات سهلة»، مضيفاً «لدينا خلافات كثيرة وسمعنا مواقف كثيرة، لكن من المهم أن نشارك أفكارنا».

وتابع «مهمتنا هي توحيد العالم كله حول أوكرانيا».

ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون والروس والدوليون، انه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات سلام مباشرة بين كييف وموسكو حالياً.

وقال ديبلوماسيون غربيون إن السعودية، التي حافظت على اتصالات مع روسيا وأوكرانيا، اضطلعت بدور في عقد اجتماعات مع دول لم تنضم إلى اجتماعات سابقة.

وأعلنت الصين، التي لم تحضر جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاغن، انها سترسل لي هوي، المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا.

وأكد لي هوي «لدينا نقاط خلاف كثيرة واطلعنا على مواقف مختلفة، لكن من المهم مشاركة مبادئنا».

وكان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر قال في مايو الماضي، إن مفاوضات السلام يمكن أن تتم في وقت لاحق من هذا العام، مشيراً إلى أن دخول الصين في العملية يمكن أن يعزز المفاوضات.

وبحسب مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، يترأس الوفد الأميركي.

كما أرسلت الهند وجنوب أفريقيا، مسؤولين إلى جدة، في حين ذكرت وسائل إعلام برازيلية أن المستشار الخاص للشؤون الدولية للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تسيلسو أموريم، سيشارك عبر الفيديو.

وأكد مسؤولون ومحللون غربيون ان الديبلوماسية السعودية كان لها أثر مهم في تأمين حضور الصين المحادثات.

ويرى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم، أنّ الرياض تبنّت «استراتيجية توازن كلاسيكية» يمكن أن تخفّف من وطأة أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.

وتستند المملكة، إلى علاقاتها مع الجانبين الاوكراني والروسي، للسعي إلى أداء دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف عام.

وفي مايو الماضي، استضافت المملكة زيلينسكي في قمة الجامعة العربية في جدة.

ورأى المحلل السعودي علي الشهابي أن «هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية متعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي