No Script

بوضوح

الذكرى الأليمة... وبناء الوطن

تصغير
تكبير

حلّت الأربعاء الماضي، الذكرى الـ 33 للاحتلال العراقي الغاشم، على أرضنا الغالية، تلك الذكرى التي لا تزال محفورة في أذهان كل الكويتيين الذين عاشوا تلك المرحلة، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، وحتى الجيل الذي لم يشهد تلك الفاجعة الإنسانية المريرة، فهو يعيشها من خلال ما يسمعه من ذكريات تُروى أمامه من الأهل والأقارب، ومن الأحداث التي يتابعها، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويرى فيها المأساة التي عاشها بلده الكويت.

ولأن أهل الكويت، لا يحبّون النظر وراءهم، ولا يعيشون الماضي بآلامه، ولا يتركون الحاضر بأحواله، والمستقبل بآماله، إلا أنهم أصبحوا أكثر حذراً لكل ما يخص الوطن، لذا فإنهم يعيشون أحلامهم وتطلعاتهم، ويبنون وطنهم، وفي الوقت نفسه فإن أعينهم وقلوبهم يقظة، ومتابعة لكل كبيرة وصغيرة تخصّ أمن الوطن الغالي.

إننا لا نريد التحدّث عن تلك الأشهر المظلمة التي عاشها الوطن، تلك التي تمكّن بفضل الشرفاء من أن يعود أكثر إشراقاً، بل نريد التحدث عن المواطنة، التي من خلالها نستطيع أن نؤسس وطننا على الحب والتآخي، وأن نسير في دروب التطوّر بلحمتنا الوطنية وإحساسنا بكل ما يحدق بنا من تحديات تجتاح العالم بأسره.

ونقصد بالتحديات، تلك الحروب والصراعات التي ترزح تحت وطأتها بعض الشعوب، وتعيش في مأساتها، بالإضافة إلى النكبات التي تسببها الطبيعة مثل الحرائق والفيضانات، والجفاف، ونحن والحمد لله بعيدون عن تلك الأمور، وهذا من فضل الله علينا.

ومن أجل ذلك، علينا أن نحافظ على وطننا من أي فاسد يتحيّن الفرصة كي ينقضّ على الوطن، ويضعفه، وتتبّع كل أصحاب الضمائر الخربة الذين لا يراعون الله في أفعالهم المشينة، مثل تقبّل الرشاوى، والتزوير، والفتنة، وغيرها من الأفعال السيئة التي عواقبها وخيمة على مسيرة المستقبل.

علينا أن نكون على حذر من هؤلاء الذين لا نرى في أفعالهم إلا الشرّ، والعمل في ما يخص مصالحهم، مع تجاهلهم مصالح الوطن.

إننا في هذه الذكرى الأليمة التي مرّ على حدوثها المفزع 33 سنة، علينا أن نخاف على بلدنا ونضعه في قلوبنا وعيوننا وأذهاننا... كيف؟

بالعمل المفيد، الذي يبني ولا يهدم، بالإخلاص في حب بعضنا البعض، وهدم أي مخطط يريد راسموه نشر الفتنة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد، والانتصار للخير الذي تعوّدنا عليه، وتربّينا على نوره، وعرفنا في إطلالته أن العمل الصالح باقٍ.

علينا أن نستثمر أوقاتنا في نشر الحب، وأن نقف صفاً واحداً، حينما يكون الوطن في حاجتنا، وأن نحمد الله على نعمة الاستقرار التي نعيشها، وكل ذلك بفضل قيادتنا الحكيمة.

اللهم احفظ الكويت، وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها الكرام، وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي