من الخميس إلى الخميس

حقل الدرّة... بعده ضعوا نقطة

تصغير
تكبير

(محاولة التغيير تعني بقاءك في الملعب)... مثلٌ غربي.

الخلافات الحدودية البريّة بين الكويت وجاراتها قضايا ذات أبعادٍ مختلفة، هذه الخلافات تكون أحياناً مادة للتوتر وإثارة مشاعر سلبية بين الشعوب الشقيقة والصديقة، هذا ما أراده الاستعمار البريطاني حين ساهم في رسم تلك الحدود.

واليوم نجد الخلاف يتطور للحدود البحرية لا سيما مع الجارة إيران، هذا التصعيد سببه وجود حقل الدرّة بين الكويت والسعودية.

قضايا الحدود تحلها المواثيق الدولية وتديرها الحكومة الكويتية ممثلة بوزارة الخارجية، والحكومة قادرة على التفاهم وعمل ما يلزم وكذلك الاستعانة بالخبراء الوطنيين وآخرين لضمان حق الكويت في ثرواتها الطبيعية.

لقد اعتدنا في الكويت وجود مَدرسة بيننا تعمل على تخفيف التوتر لأي قضية بيننا وبين الجارة إيران بل ولدينا أيضاً رابطة شعبية للصداقة الكويتية - الإيرانية... كلا التوجهين يعمل من أجل جعل مثل تلك العلاقات تمر بسلام، هذه المرة سوف يكون من الصعب تمرير هذا الخلاف بسلام، ذلك أنّ تحت العِمّة كنزاً كبيراً ولا مجال فيه للمجاملات.

وقد بدا للمتابعين مبادرة بعض الأقلام بالكتابة الاستباقية من أجل التدخل لصالح تهدئة الأجواء الساخنة ونشر ثقافة (صاحب النصيفة سالم).

هذه الصورة الخاطئة نجحت إيران في تعميقها وتشجيعها لدى البعض من أجل إيجاد محل قدم لها في حقل الدرّة، ورغم محاولات بعض المثقفين إيضاح حقيقة الأمر أن أسلوب المطالبات ليس هو الطريق الأمثل لأخذ نصيب ليس لك، إلا أن البعض ما زال يحاول التوسط وتقديم التنازلات والإتيان بحجج غير مبنية على البراهين ونشرها بين الناس، هذا الجهد ربما تكون له عواقب، وهو أيضاً ضد مصلحة الوطن.

اليوم، حقل الدرّة سيعيد تلك التجاذبات وأغلب ما يُكتب هو مجرد اصطفاف يتبعه تصنيع الحجج، وهذه الكتابات عادة لا يُرد عليها لأنها ذات أهداف بعيدة عن منطق العدل والإنصاف، مثل هذه المُنازلات لن تخدم الكويت، وأتمنى أن نتوقف عن طرح مواضيع مثل حقل الدرّة، نتوقف عن الكلام فيه ونترك الموضوع برمته للمسؤولين والخبراء فمهما كانت النتيجة فستكون أخف بكثير من انعدام الثقة التي يسعى لها البعض.

الكويت الوطن ملك للجميع ومن يشعر بأنه مُستقصد أو مغبون فعليه أن يعلم أن هناك عشرات مثله يشعرون بشعوره فهذه طبيعة الأشياء في كل مكان وزمان، فهناك دائماً خير وشر، فالأمر ليس له علاقة بأصل الإنسان.

آمنوا بوطنكم واجعلوا الكويت هي الأولوية الأولى والأخيرة، بعدها ضعوا نقطة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي