كلمة صدق

تجريد الكويت

تصغير
تكبير

(تجريد) من الكلمات التي لها معانٍ كثيرة في قواميس المعاني، فتجريد الجندي من سلاحه أي نزعه منه، والتجريد فكرياً هو عملة فكرية يعزل فيها الإنسان عزلاً ذهنياً، وجرَدَ الجرادُ الأرضَ، أي أكلَ ما عليها ولم يُبقِ منها شيئاً، وأخيراً جرَدَ الأرضَ أي صيّرها جرداء. والمعنى الأخير هو المقصود بالمقال وهو تجريد الأرض أو جردها، وعكس ذلك تخضير الأرض.

مع حرارة الجو الشديدة وهبات السموم والبوارح كبيرها وصغيرها، يلاحظ كثير من الناس الحالة المؤسفة التي تمر بها الزراعة التجميلية في الطرق وعلى الأرصفة والشوارع السريعة والداخلية.

حالة من الإهمال الواضح انعكس على حال هذه المسطحات والمساحات التي كانت سابقاً تزهو بالخضار، وقد تحوّلت إلى هشيم تذروه الرياح.

الزراعة على الأرصفة حتى بين المناطق الداخلية وفيها تعاني أيضاً من إهمال ومن إتلاف أنظمة الري بالسيارات التي تركن على الأرصفة دون المتابعة المطلوبة من الجهات المسؤولة عن الزراعة والبيئة ودون محاسبة من إدارة المرور.

جودة الهواء بالكويت في مستويات متدنية، فالبلد يقع في محيط صحراوي وهو معرّض لعواصف رملية، إضافة إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة وعوامل تلوث من مسببات كثيرة كعوادم السيارات التي تغص بها الطرق عادة إلى زحف المباني والأسفلت على الأرض فلم يعد هناك فسيح لم تطله يد التمدد في المباني.

هذه البيئة القاسية وعوامل التلوث الكثيرة في مساحات ضيّقة من الأرض تحتاج في المقابل مشاريع جادة للتخضير، تحتاج إلى الزراعة التجميلية في الشوارع، إلى أن يتم تطويرها لا إهمالها، تحتاج إلى توسعة المساحات للحدائق كما في السابق، لا تصغيرها، تحتاج إلى زيادة الأحزمة الخضراء حول الطرق البرية وفي المناطق والأراضي الحدودية، كمصدات للغبار، وكعوامل تلطيفية للجو الحار.

إنّ الاهتمام بالبيئة بالكويت ليس ترفاً، والاهتمام بالتخضير وتلطيف الجو بالزراعة وبالمسطحات الخضراء في الطرق الداخلية والبعيدة وعلى الحدود، والاهتمام بالتخضير والحدائق داخل المناطق حاجة يحتاجها كل إنسان يستنشق الهواء.

لقد آن الأوان لجميع الجهات المسؤولة والمهتمة بالزراعة والبيئة أن تتنافس بالخير لتنهض في تخضير الكويت، فليس حلاً الهروب من الهواء الملوث هنا والسفر خارج البلاد وترك أرض الكويت، ترك الوطن الأم الحنون عرضة للتلوث والطقس القاسي والإهمال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي