تراجع الردع وارتفاع احتمالات الحرب بسبب خطة إضعاف القضاء
«أمان» لنتنياهو: إيران و«حزب الله» يرصدان «فرصة تاريخية لتغيير الوضع الإستراتيجي»
- «الأعداء» يقسّمون الردع الإسرائيلي إلى 4 أرجل... جميعها باتت ضعيفة
- غالانت يسعى إلى حكومة وحدة قومية... سموتريتش وبن غفير خارجها
حذّرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مرات عدة خلال الأشهر الأخيرة، من أن إيران و«حزب الله»، بشكل خاص، «يرصدان فرصة تاريخية من أجل تغيير الوضع الإستراتيجي في المنطقة، في أعقاب الأزمة في إسرائيل والتي لم تشهد مثيلاً لها من قبل».
وبعثت «أمان» أربعة رسائل إلى نتنياهو على خلفية خطة الإصلاح القضائي، وكان آخرها قبل المصادقة على «قانون إلغاء ذريعة عدم المعقولية»، الإثنين الماضي، وجاء فيها أن «الضرر الأمني ليس فورياً وحسب وإنما سيكون له عواقب بعيدة المدى»، وفق ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وبحسب تحليلات «أمان»، التي تضع تقييمات الأمن القومي، فإن «أعداء مثل إيران وحزب الله يقسمون الردع الإسرائيلي إلى أربعة أرجل، وجميعها باتت ضعيفة: قوة الجيش الإسرائيلي، الحلف مع الأميركيين، اقتصاد قوي، وتكتل داخلي مرتفع».
وأضافت هذه التحليلات أن «إيران وحزب الله ينظران إلى الأزمة السياسية بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية على أنها الأخطر والتي سيكون لها تأثير في المدى البعيد».
ورصدت «أمان» أن «إيران وحزب الله يتابعان عن كثب الأزمة في صفوف قوات الاحتياط والمس بكفاءات الوحدات المختلفة في الجيش، وأنهما ينظران إلى صيف العام 2023 على أنه نقطة ضعف تاريخية».
وبحسب «أمان»، فإن «الردع الإسرائيلي تراجع بشكل كبير».
وتابعت «يديعوت أحرونوت»، أن رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، قدم لنتنياهو خلال لقائهما، الإثنين الماضي، معلومات تدعم تحليل «أمان».
وحسب تقديرات «أمان»، فإن «إيران وحزب الله يفضلان عدم التدخل وجعل إسرائيل تنزف من الداخل»، لكن احتمالات التصعيد ارتفعت وباتت الأعلى منذ حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006. وسيبحث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، «عن احتكاك مثلما فعل في الأشهر الأخيرة... من خلال تفجير مجيدو ونصب الخيام في مزرع شبعا واستهداف بنية تحتية عند الحدود، حتى بثمن أيام قتالية مقابل إسرائيل».
واعتبرت «أمان» أن «بمفهوم نصرالله، بإمكانه أن يشد الحبل تحت مستوى التصعيد وعدم قطعه بإشعال حرب شاملة، معتقداً أن إسرائيل لن تجرؤ على الدخول في مواجهة بهذا الحجم حالياً. ونصرالله، الذي لم يقدر خطوات حكومة (أيهود) أولمرت في العام 2006، لا يزال واثقا بقدرته على الدخول إلى أدمغة صناع القرار في إسرائيل».
وتابعت الصحيفة أن كفاءات الجيش كاملة حالياً، «خلافاً لتقارير كهذه أو تلك» نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، وفي حال تراجع هذه الكفاءات فإنه سيستغرق أسابيع وسيكون تدريجياً.
حكومة وحدة قومية
من جانب آخر، يعتبر وزير الدفاع يوآف غالانت، أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة قومية في ظل أزمتها الداخلية، وفق ما ذكر المحلل السياسي في «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع.
وحسب برنياع، فإن غالانت سيسعى إلى خطوة كهذه، من خلال انضمام حزبي بيني غانتس ويائير لابيد إلى حكومة نتنياهو، وإخراج حزبي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير منها، من أجل تشكيل حكومة وحدة حتى لو اضطر غالانت إلى التخلي عن منصبه.
ويعتبر غالانت أن تشكيل حكومة وحدة هو الخطوة المطلوبة في الوضع الحاصل في جهاز الأمن، جهاز الصحة، جهاز القضاء، العلاقات مع الإدارة الأميركية، في الشوارع والمدن.
وتتخوف غالبية الإسرائيليين من حرب أهلية على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء، بينما يخشى نصفهم من تراجع كبير في كفاءات الجيش على إثر احتجاجات عناصر الاحتياط واتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية.