ًصادفت إيمان أثناء العمل للمرة الأولى، وفي المرات الأولى تولد لدي انطباع بكونها قوية الشخصية وأنانية... وفي خلال الستة أشهر اتضح أن إيمان مسؤول من غير منصب!
كانت الصخرة التي اتكأت عليها من الظلم الذي أحاط بي والتعسف الذي طالني بالصغائر من الأمور وانتهى بالكبيرة. كانت الملجأ الذي لجأ إليه الجميع... فحكمتها وصبرها يضرب به المثل. كانت تعلم الصغير دون استعلاء أو غرور، بل وأذكر استغرابها من عدم قيام المسؤول بهذه المهمة الذي اتضح لاحقاً أنه مقصود، وكأن الفريق القانوني فريق كرة قدم تستخدم ضده الكروت الحمراء و الصفراء.
أذكر أن نقاشاتنا ضافت إليّ الكثير، فلا شك أن النقاشات مع ذوي الحكمة توسع الأفق.
أخبرتني إيمان في البداية أنها تهرب من المناصب، لادرك لاحقاً أنه ليس من الضروري أن تكون ذا منصب لتكون قائداً... فذات صبيحة رأيت واحدة من الفتيات تسألها عن استطاعتها لتكون المسؤول، وعرفت حينها أن ذا الجدارة يفرض نفسه وأنه كان بالواقع المسؤول مغيب عن واجباته في التوجيه والارشاد ويرى مهمته في الاقصاء. ضحكت كثيراً حينما رأيت التوجيه لإيمان عن خطأ بسيط قامت فيه في قروب الواتس اب، «غلطة الشاطر بألف»... وأتمنى أن نصل لليوم الذي أرى إيمان و الآلاف ممن يشبهون إيمان في مواقع المسؤولية، فلا شيء يضاهي الشخص المناسب في المكان المناسب.