مكارم الأخلاق من لوازم الحياة الصحيحة وضروريات الأمم التي تنشد الرفعة

خطباء الحسينيات: نبذ العنصرية والطائفية

تصغير
تكبير

أحيت الحسينيات في عموم البلاد، الليلة الرابعة من شهر محرم، بذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم، حيث توافد رواد المجالس على الحسينيات، في موسم ثقافي ديني، يستخرج العبر الثقافية والأخلاقية والاجتماعية من سيرة النبي وآل البيت الكرام.

وقال خطباء المنابر أول من أمس، إن الله خلق البشر لغاية سامية. وجاء في الذكر الحكيم «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، وهذه العبادة تترتب عليها منازل عظيمة من منازل الأخلاق الفاضلة التي حبا الله بها الإنسان، كما بين عزّ وجل الأخلاق السيئة التي يجب أن يتحرى الإنسان البعد عنها، فالمسلم مأمور بالتحلي بكل الفضائل لكي يصل إلى الغاية التي من أجلها خلقه الله تعالى.

وأضافوا أن مكارم الأخلاق أصبحت من لوازم الحياة الصحيحة على الأرض، ومن ضروريات الأمم التي تنشد الرفعة والطهارة، فأخذت الشرائع السماوية كمال الإنسان غاية لها، وبدأ الأنبياء عليهم السلام بالإرشاد والتربية والتزكية للنفوس الجامحة، وتوالى الأنبياء على قيادة البشرية إلى الكمال، حتى وصلت إلى خاتمها وسيد رسلها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قال كلمته الخالدة «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وأشار الخطباء إلى أن الواقف على‏ أخلاق الأئمة الأطهار عليهم السلام، يعرف السر وراء تعلق الناس بهم جيلا بعد جيل، ولأن الأخلاق إحسان للآخرين، وبيان للحق‏ والخير والفضيلة، والنفس مجبولة على‏ حب‏ ذلك وبغض خلافه، مبينين أن من يرغب في السعادة، ويخشى‏ الشقاء، فلا بد له من التمسك بأهل بيت العصمة والطهارة، ومنهم الإمام الحسين عليه السلام، فهو مدار ما نرغب ونخشى، فلنكن واقفين متأملين أمام الأخلاق الحسينية، ونمضي مع الحسين في أخلاقه النبوية.‏

وتابعوا أن سبب ضعف الأمة الإسلامية وتفككها، الابتعاد عن تطبيق الأحكام الشرعية، ما أدى إلى انتشار الفتن والحقد والكراهية بين المسلمين، فالله عزّ وجل أرسل الرسل والأنبياء والكتب السماوية، من أجل التآلف والتكاتف والمحبة والمودة، عن طريق الأمر بالأحكام الشرعية التي جاءت في القرآن الكريم، والنهي عما نهى عنه، خاصة أنها أحكام تعمل على تقوية اللحمة الأسرية والاجتماعية، وبالتالي تعود بالفائدة على الأمة الإسلامية بتعزيز لحمتها وقوتها.

ولفت الخطباء إلى حرص الإسلام على إقامة الوحدة والاندماج بين الناس، ونبذ كل أنواع التفرقة والعنصرية، وأن أمير المومنين الإمام علي عليه السلام، كان يحرص دائماً على زراعة الاندماج فيما بين الناس، من يقوم بإمامته ومن لا يقوم بها، حيث إن من أهم أسباب الشعور بالأمان، هي الثقة المتبادلة بين الناس، ونبذ أي شكل من أشكال التفرقة والعنصرية والطائفية، منوهين إلى أن الإسلام أكد على مراعاة قاعدة الميزان، كما قال الإمام علي عليه السلام، «اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي