هجوم مسيّر يُفجّر مخزن ذخيرة في شبه جزيرة القرم
سوليفان يتحدّث عن «خسائر أوكرانية فادحة» وبلينكن يتوقّع تغييرات في الهجوم المضاد
- الأمم المتحدة تخشى التصعيد بعد تدريبات عسكرية روسية في البحر الأسود
اتهمت موسكو، كييف، بتفجير مخزن ذخيرة بهجوم مسيّر، أمس، ما دفعها إلى إجلاء السكان من المناطق المحيطة وتعليق حركة السكك الحديد في شبه جزيرة القرم.
يأتي ذلك بعد أيام من تعرض جسر مضيق كيرتش لهجوم أوكراني، وهو الوحيد الرابط بين شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو في العام 2014 والبرّ الروسي.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر أسبن للأمن، الجمعة، إنه يجب تعطيل الحركة على جسر القرم، مؤكداً أنه بُني في انتهاك للقانون الدولي.
واعتبر أن الجسر يساهم في «تزويد شبه جزيرة القرم بالذخيرة».
ويعد الجسر ممراً حيوياً لنقل الامدادات الى الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الغزو مطلع 2022.
هجوم مسيّر
وقال حاكم شبه الجزيرة سيرغي أكسيونوف عبر تطبيق «تلغرام»، «نتيجة هجوم بطائرات مسيّرة معادية على مقاطعة كراسنوغفارديسكي، حصل انفجار في مخزن ذخيرة».
وأضاف «تم اتخاذ القرار بإجلاء الناس في نطاق خمسة كيلومترات»، مؤكدا أنه «بهدف تقليل المخاطر، تم اتخاذ القرار أيضا بتعليق حركة القطارات على السكك الحديد في القرم».
وأعلنت السلطات إثر الهجوم إغلاق جسر القرم لنحو عشر دقائق.
ولم يُقدّم أكسيونوف تفاصيل إضافية في شأن موقع الهجوم، واكتفى بذكر مقاطعة كراسنوغفارديسكي الواقعة في وسط شبه جزيرة القرم.
وأوضحت السلطات في وقت لاحق أنه تم إيقاف قطارين أحدهما يتجه من موسكو إلى سيمفيروبول المدينة الرئيسية في شبه جزيرة القرم، بينما يسلك الآخر الاتجاه المعاكس.
وزادت وتيرة الهجمات على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في الأسابيع الأخيرة.
الهجوم المضاد
من جانب ثانٍ، أقر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بأن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال هجومها المضاد.
وقال أمام منتدى الأمن السنوي لمعهد «آسبن» في كولورادو، الجمعة، إن «عدد الجرحى والقتلى من الجنود الأوكرانيين في هذا الهجوم المضاد كبير. إنه مستمر، إنه صعب، لكننا قلنا إنه سيكون صعباً».
وفي الوقت نفسه، أشار المسؤول الأميركي إلى أن نظام كييف لم يستخدم جميع القوات المتاحة في المعارك، و«ينتظر اللحظة المناسبة». وأضاف أن واشنطن بدورها تنصح كييف بهذا الشأن، «لكن القرار يبقى بيد أوكرانيا».
في المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الاستنتاجات المبكرة في شأن الهجوم المضاد، متوقعاً حدوث تغييرات على الجبهة.
وأوضح خلال المنتدى نفسه، أمس، أنه يعتقد أن «مشهد الهجوم المضاد سيتغير مع المعدات التي قُدمت لكييف وانتشار كل القوات الأوكرانية التي تم تدريبها في الأشهر الماضية».
ولفت إلى أن الولايات المتحدة «أعلنت منذ البداية إن الأمر سيكون صعباً».
إلا أنه تابع «قال الكثير من الناس إن الروس أعدوا خطوط دفاع جادة ومحصنة. غير أن الأوكرانيين يخترقونها الآن».
وفي السياق، رأى الرئيس فلاديمير بوتين، الجمعة، أن الدعم العسكري لأوكرانيا لم ينعكس نتائج ميدانية.
وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي «واضح حالياً أن الرعاة الغربيين لنظام كييف يعانون خيبة أمل جراء نتائج الهجوم المضاد المزعوم التي أثارت سلطات كييف الضجيج في شأنه خلال الأشهر الماضية».
وأضاف «لا الموارد الهائلة التي ضُخت في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد»، مؤكداً أن كييف لم تحقق «أي نتيجة حتى الآن».
تصعيد خطر في البحر الأسود
وفي نيويورك، أبدت الأمم المتحدة، خشيتها من حصول تصعيد خطر في البحر الأسود، بعد إعلان روسيا إجراء تدريبات عسكرية شملت إطلاق صواريخ على خلفية توتر متزايد مع كييف وحلفائها إثر تأكيد موسكو انتهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وتلا ذلك إعلان موسكو أنها ستتعامل مع السفن المتجهة الى أوكرانيا بوصفها ناقلات «عسكرية محتملة»، وردّ كييف بالإعلان أنها ستتعامل مع تلك المتجهة إلى موانئ روسية أو أوكرانية تحتلها روسيا، بصفتها «سفنا عسكرية» محتملة.
وشكّلت المسألة مدار بحث في مجلس الأمن، حيث قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، الجمعة، إن «التهديدات باستهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة».
وأكدت أن «خطر اتساع النزاع ردّاً على حادث عسكري في البحر الأسود، أكان متعمداً أم عرضياً، يجب تفاديه بأي ثمن لأنه قد يؤدي الى تبعات كارثية علينا جميعاً».
وأتى ذلك بعد إجراء القوات الروسية تدريبات عسكرية في البحر الأسود شملت إطلاق صواريخ باتجاه أهداف بحرية.
وذكرت وزارة الدفاع أن سفنا أطلقت صواريخ كروز «على زورق حدد هدفاً في منطقة التدريب القتالي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود»، مؤكدة أن «السفينة الهدف دمِّرت إثر الضربة الصاروخية».
ودقت الأمم المتحدة التي أبرمت اتفاقية الحبوب بإشرافها وتركيا العام الماضي، ناقوس الخطر من ارتفاع أسعار هذه المواد عالمياً.
وحذّرت دي كارلو من أن «انهاء روسيا مشاركتها في مبادرة البحر الأسود (لتصدير الحبوب)، مضافاً الى قصف موانئ رئيسية، سيفاقم الوضع»، مشددة على أن المنظمة الدولية ستواصل جهودها من أجل السماح ببلوغ الحبوب الأوكرانية والروسية الأسواق العالمية.
من جهته، اعتبر مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن «هذا الأسبوع كان أسبوع حزن وخيبة أمل».
وأضاف أنه بالنسبة الى 362 مليون شخص في العالم يحتاجون الى مساعدة انسانية «الأمر لا يتعلق بالحزن وخيبة الأمل، بل يشكّل تهديداً لمستقبلهم، لمستقبل أبنائهم وعائلاتهم».
وأعربت روسيا الجمعة عن تفهّمها «قلق» الدول الأفريقية في شأن الحبوب.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين إن الدول المحتاجة «ستحصل على الحبوب عن طريق تواصلنا معها أو من خلال قمة روسيا - أفريقيا» أواخر يوليو في سانت بطرسبورغ.
وأكدت روسيا استعدادها للعودة الى الاتفاقية المبرمة في يوليو 2022، في حال تلبية طلباتها «بكاملها» والسماح بتصدير منتجاتها.
موسكو تُعلن مقتل مراسل عسكري بقنابل عنقودية أوكرانية
قُتل مراسل عسكري وأصيب ثلاثة آخرون، أمس، في واقعة، أعلنت موسكو إنها هجوم أوكراني باستخدام قنابل عنقودية، مما أثار غضب السياسيين في روسيا.
وذكرت وزارة الدفاع، ان الصحافيين الروس المصابين جرى نقلهم من ساحة المعركة بعد تعرضهم لإطلاق نار في منطقة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا.
وأضافت أن مراسل وكالة الإعلام الروسية روستيسلاف غورافليف، توفي أثناء نقله.
ووصفت وزارة الخارجية مقتل الصحافي بأنه «جريمة نكراء» مع سبق الإصرار، وحملت الغرب «المسؤولية» إلى جانب كييف، متوعدة بالرد على المسؤولين عن هذا الهجوم.
وتابعت في بيان «كل شيء يشير إلى أن الهجوم على مجموعة الصحافيين لم يتم بالصدفة».
وأضافت: «ليس لدينا أوهام بأن المنظمات الدولية المختصة ستفضل، كما حصل في السابق في مثل هذه الحالات، غض الطرف عن هذه الجريمة النكراء».
وقال نائب رئيس مجلس الاتحاد (غرفة البرلمان العليا) كونستانتين كوساتشيوف، إن استخدام الذخائر العنقودية «غير إنساني» محملاً المسؤولية لأوكرانيا والولايات المتحدة.
ووصف ليونيد سلوتسكي، وهو زعيم أحد الأحزاب الممثلة في مجلس الدوما (مجلس النواب)، ما حدث بأنه «جريمة بشعة».
وكتب نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، على «تويتر»، «أتساءل كيف ينظر الرأي العام الأميركي إلى تجاوز بلدهم كل الخطوط الحمراء الأخلاقية في محاولة غير مجدية لإنقاذ نظام كييف الفاسد المنهار».
وتلقت أوكرانيا قنابل عنقودية من الولايات المتحدة، لكنها تعهدت استخدامها فقط ضد القوات الروسية.
وتحظر دول عدة استخدام القنابل العنقودية بسبب خطرها المحتمل على المدنيين.
وقال حاكم منطقة بيلغورود جنوب روسيا في وقت سابق أمس، إن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على قرية داخل روسيا، أول من أمس، من دون التسبب في وقوع إصابات أو أضرار.
وأضاف فياتشيسلاف غلادكوف في إحاطة يومية عبر قناته على «تلغرام»، «في منطقة بيلغورود، تم إطلاق 21 قذيفة مدفعية وثلاث ذخائر عنقودية من نظام صاروخي متعدد الإطلاق على قرية غورافليفكا».
وتابع: «تعرضت القرية للهجوم بمساعدة طائرة دون طيار وأطلقت قنابل - تم تسجيل 10 طلقات».