No Script

بوضوح

الوطنية... ومدّعوها !

تصغير
تكبير

ما أودّ قوله إن المواطنة لا تعني أبداً شعارات جوفاء نطلقها بمناسبة ومن دون مناسبة، وليست تلك الكلمات التي تصدر من مسؤولين كي يثبتوا أنهم وطنيون ويراعوا مصلحة البلد، ولا في تلك الاغاني التي نحرص على أن نسمعها في حضور الزملاء والأصدقاء ليُقال إننا وطنيون.

الوطنية أكثر عمقاً ورحابة واتساعاً من كل هذا... إنها الحبّ الذي نشعر به تجاه أرض تضمّنا وتحمل خطواتنا، وتعبّر عنّا، ولا أرض غيرها تستطيع أن تعوّض ولو حفنة تراب واحدة منها، إنه الحب الهادئ الذي يملأ القلوب، من دون ادعاء أو صخب.

إننا لا نشعر بالارتياح ونحن نستمع إلى أقوال البعض عن حبّ الوطن، ونحن نعلم انه لا يعمل إلا في ما يخص مصالحه الشخصية، ومصالح من ينتمون إليه، أي أنه لا يضع الوطن في حساباته، إلا من منظور شخصي أو فئوي أو قبلي، في حين تغيب الوطنية الحقيقية المخلصة، وتظهر وطنية زائفة مآلها المزيد من التشرذم والتقهقر في مختلف ميادين الحياة.

كما أننا نعجب من هؤلاء الذين يفسدون ويتلقّون الرشاوى، ويقومون بالوساطة وسلب حقوق الآخرين المتميزين في التوظيف ونيل المناصب المستحقة، ثم يدّعون بأفواههم الوطنية، والذود عن الوطن... نعجب من ازدواجيّة هؤلاء في التفكير والتوجّه والأفعال، فهم يهدمون، ومن ناحية أخرى يقولون ما لا يفعلون، ويدّعون الوطنية بجرأة لا مثيل لها، بينما الضمير الوطني والإنساني غائب في دهاليز النسيان والتجاهل.

لقد تعب الوطن من هؤلاء الذين تختلف أقوالهم اختلافاً كبيراً عن أفعالهم، ونريدهم أن يستيقظوا من سباتهم، حيث إنهم مهما بحثوا فلن يجدوا أحنّ ولا أقرب من تراب وطنهم، الذي وإن قست ظروف طقسه إلا أنه الملاذ والملجأ والمكان الذي لديه القدرة على الاحتواء.

وقفة:

احتفلنا الأربعاء الماضي بالسنة الهجرية، التي ندعو الله أن تكون خيراً وبركة على الأمة الإسلامية جمعاء، وأن تكون أيامها المقبلة مضاءة بنور الخير والحب لبلدنا الغالي الكويت، الذي نعيش على أرضه، ونرجو له التطوير والتقدم في كل مجالات الحياة.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهل الكويت وكل من يعيش على أرضها الطيّبة من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي