النجم الأربعيني أعلن اعتزاله اللعب بعد مسيرة حافلة بـ «لحظات التميّز»
ندا سدّد... «الركلة الأخيرة»
أعلن المدافع المخضرم مساعد ندا اعتزاله لعب كرة القدم رسمياً بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات جاوزت الـ 20 عاماً على مستوى الفريق الأول.
وكتب ندا على حسابه في أحد مواقع التوصل الإلكتروني: «شكراً لكم جميعاً... وداعاً كرة القدم».
وقال في رسالته الوداعية: «بعد مشوار طويل أعلن اعتزالي كرة القدم كلاعب، عقلي يريد وقلبي لا يريد، إنها أصعب لحظات حياتي، ولكن دوام الحال من المحال، هذا حال كرة القدم ومشوارها ولكل بداية نهاية».
وتابع: «الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على كل ما قدمته في مشواري مع كرة القدم، و الحمدلله أنني استطعت أن أخدم بلدي في مجالي وأن أرفع علم واسم الكويت، والحمدلله على ما قدمته لي كرة القدم من حب وتقدير الكثير من الجماهير والدخول الى قلوبهم».
وختم: «شكراً لكل شخص كان له فضل عليّ شكراً لكل مدرب أشرف على تدريبي وتعلمت منه ولو حرف واحد عن كرة القدم، وشكراً لجميع اللاعبين اللي زاملتهم.
شكر خاص لنادي القادسية وجماهير نادي القادسية، لكم معروف كبير في صناعة اسم مساعد ندا كلمة شكراً لا توفيكم حقكم».
ويعتبر مساعد ندا علامة بارزة في تاريخ الكرة الكويتية أقلّه في العقدين الأخيرين كما يصنفه الكثيرون من بين أفضل المدافعين محلياً وخليجياً.
بدأ ندا، الذي أكمل عامة الأربعين في الثامن من الشهر الجاري، مسيرته الكروية ضمن أشبال نادي القادسية في تسعينات القرن الماضي، وسريعاً ما برز بين أقرانه وينجح في تجاوز عامل السن ويلعب ضمن فرق أكبر من فئته العُمرية حتى اختير لتمثيل الفريق الأول في الموسم 2001-2002 ليزامل في خط الدفاع نجمين كبيرين هما مشعل سعيد ونهير الشمري.
وشهدت المباراة النهائية لكأس ولي العهد أمام «الكويت» في الموسم ذاته الانطلاقة الحقيقية للمدافع الناشئ والذي تمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد من ركلة حرة منتصف الشوط الثاني مانحاً اللقب لـ «الأصفر» ومعلناً بداية «العصر الذهبي الثاني» لنادي القادسية والذي كان أحد أركانه الأساسية.
وفي العام نفسه، أُختير مساعد لصفوف منتخب الكويت الذي كان يستعد لخوض بطولة كأس العرب على أرضه، ورغم خروج «الأزرق» من دور المجموعات إلا أن ندا كان له حضور مميز فسجل هدفين في مرمى السودان (1-صفر) وعلى فلسطين (3-3).
كان لمساعد ندا محطات ولحظات مميزة خلال مسيرته مازالت الجماهير تتذكرها، ابتداء من كونه من المدافعين القلة الذين تجاوز رصيدهم التهديفي عتبة الـ 100 هدف، وتفرده اللافت بتنفيذ الركلات الحرة ابتداء من تلك التي حسمت لقب كأس ولي العهد 2002 وثلاث ركلات مماثلة أحرزها في مرمى «الكويت» أيضاً في نصف نهائي الدوري موسم 2003-2004 كأول مدافع يقوم بذلك ربما على مستوى العالم، كما سجل ثلاثية تاريخية من كرات ثابتة في مرمى أم صلال القطري في بطولة اندية مجلس التعاون 2005 توزعت بين ركلتين حرتين وأخرى من نقطة الجزاء.
امتاز ندا بقدرة فائقة على استخدام الرأس في تسجيل الأهداف فاق بها الكثير من مهاجمي حقبته، ومازال الجمهور يتذكر هدفه في مرمى السالمية في نهائي كأس الأمير 2007، وهدف الفوز في مرمى منتخب أستراليا في سيدني في تصفيات كأس آسيا 2011.
أظهر مساعد ندا قوة عزيمة خلال مشواره الكروي ولولاها لما بقي في الملاعب حتى سن الأربعين في ظل جملة من الإصابات تعرض أقواها في الرباط الصليبي للركبة لأكثر من مرة.
يعتبر مساعد من أكثر اللاعبين الكويتيين خوضاً للاحتراف الخارجي بعدما لعب لأندية الوكرة القطري (2005) والنصر والشباب والعروبة السعوديين، كما شهدت مسيرته المحلية الانتقال الى السالمية، ناديه الحالي، والذي حقق معه كأس ولي العهد في 2016 بعد غياب طويل عن البطولات.
ولمساعد ندا سجل «رقمي» حافل، بعدما خاض 123 مباراة دولية مسجلاً 24 هدفاً كما حقق 30 بطولة مختلفة مع القادسية من بينها 8 ألقاب للدوري و6 لكأس الأمير ومثلها لكأس ولي العهد و4 في «السوبر» وبطولة لمجلس التعاون.
ومع «الأزرق» كان لندا مساهمة فاعلة في التتويج بلقب كأس الخليج الـ20 في اليمن عام 2010.