فكّونا من أوبريتات «البلوكات»

No Image
تصغير
تكبير

وأنا أتصفح «اليوتيوب» استوقفتني لوحة غنائية لأحد الأوبريتات الوطنية في الثمانينات بأداء الكبيرين «شادي الخليج» وسناء الخراز. المباشرة في العزف والأداء وتفاعل الجمهور وكبار المسؤولين كان عفوياً بامتياز، ورغم صعوبة الوضع على كل من يشارك في تلك الأوبريتات قديماً، لكن يبقى لنجاحها لذة خاصة في نفوسهم لن تُمحى أبداً.

صحيح أن الأوبريتات الوطنية المسجلة «بلاي باك» تضمن جودة عالية بالموسيقى وتعطي للوحاتها جمالية كبيرة، إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على الاستعراض والبروفات المكثفة ليجتمع التناغم الموسيقي مع الحركي، وبما أني من جيل السبعينات بطبيعة الحال أميل إلى الأوبريتات القديمة، فهي في بالي دائماً، لا تغادرني في كل عيد وطني من كل عام، لأنها اعتمدت على الغناء «اللايڤ» الذي غطى على أخطاء قد لا نلحظها في حركة المجاميع على المسرح، وإن كنا نرى كل ما يقدم رائع، فهل أنسى أوبريتات «صدى التاريخ»، «مذكرات بحار»، «حديث السور»، «حكاية وطن» و«مواكب الوفاء»، وغيرها.

الدنيا تطورت وتغير منظورنا للأعياد الوطنية وكيفية تقديم احتفالية تليق بهذه المناسبة، ولعل أوبريت «سدرة اللؤلؤ» الذي جمع نجوم فن الغناء والتمثيل في شهر مارس الماضي، شاهدنا من خلاله ملحمة درامية غنائية وثقت تاريخ الكويت بشكل جميل، وكان بإشراف مباشر من وزارة الإعلام أعطى للمناسبة شكلاً آخر، ونتمنى أن تستمر الوزارة في هذا النهج لتقديم أفكار مغايرة، خصوصاً أننا نملك المواهب والأسماء الكبيرة في كل مجالات الفن، من غناء وتلحين وتمثيل وشعراء وموزعين ومخرجين على كفاءة عالية من الخبرة، قادرين على إظهار أي احتفالية من هذا النوع بالطريقة المطلوبة، بعيداً عن التشكيلات المملة لطلبة وطالبات وزارة التربية و«خام البلوكات» بأزياء مكرّرة.

المفترض أننا انتهينا من هذه الحقبة والشكر أكيد لكل من اجتهد، وحاول أن تكون له بصمة في هذا الجانب بالسنوات السابقة.

«دايت المسرحيات»

معظم مسرحيات الطفل أو ما يطلق عليه حالياً مسرح العائلة شوهتها الاستعراضات التي تميل أحياناً إلى حركات المراقص التي نراها في الأفلام، لا تمت للاستعراض المسرحي المحترم بِصلة، أو التعبير الحركي المناسب للأغنية أو للحوار، الكل يريد أن يرقص والبعض يستغل هذه الأعمال ومن دون مبالغة لعمل «دايت» وحصص رياضية و«كلاسات زومبا» من غير مقابل... ارحمونا من هذا الابتذال.

نهاية المطاف:

عِش يومك... بدعة محلية كلّفتنا الكثير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي