درّاق جورجيا الأميركية ضحية أخرى للتغيّر المناخي
في مزرعة صغيرة بولاية جورجيا الأميركية تنتشر أشجار الدرّاق في صفوف مرتّبة فوق سجّادة من العشب الأخضر، لكنّ مالك المزرعة ستيوارت غريغ يشكو، كغيره من مزارعي «ولاية الدرّاق»، من عدم وجود محصول هذا العام بسبب التغيّر المناخي.
وعبثاً حاول هذا المزارع العثور على حبّة دراق واحدة هذا العام، في حدث نادر في الولاية الجنوبية المعروفة بهذه المزارع.
ويقدّر خبراء أنّ 90 في المئة من محصول الدراق هذا العام في ولاية جورجيا تم فقدانه، ويحذّرون من أنّ هذا الأمر سيتكرّر أكثر فأكثر بفعل التغيّر المناخي.
وتؤكد عالمة المناخ الزراعي في جامعة جورجيا بام نوكس أنّه في نهاية المطاف فإنّ بعض أنواع الدراق التي تحتاج إلى شتاء بارد «لن يعود من الممكن زراعتها في جورجيا على الإطلاق».
ويقول المزارع ستيوارت غريغ لوكالة فرانس برس «ليس لدينا أيّ محصول هذا العام من هذه الفاكهة الحلوة المذاق التي تُعتبر مصدر فخر للولاية الأميركية منذ وقت طويل».
وهذا العام كان فصل الشتاء في الولاية معتدلاً على غير عادة، فأزهرت أشجار الدرّاق قبل أوانها، وبعد ذلك في مارس، انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير إلى ما دون الصفر ممّا قضى على البراعم الرقيقة.
ويضيف غريغ (29 عاماً) لفرانس برس «عندما بدأنا نتفقّد أزهار الدراّق وجدناها ميتة».
وكانت ثلاثة أيام من الصقيع كافية للإتيان على المحصول بأكمله.
و«غريغ فارمز» مزرعة عائلية صغيرة تقع في بلدة كونكورد وتمتدّ على مساحة 28 هكتاراً من الحقول المزروعة، لكن في هذه المساحة الكبيرة لا توجد سوى بضع حفر صغيرة تظهر محصول هذا العام.
وغريغ الذي يؤكّد أنّه لم ير مثل هكذا أمر منذ عشرين عاماً، يقدّر خسارته بأنّها من «ستة أرقام».
وقرّرت العائلة عدم فتح حقولها هذا الصيف أمام الزوار الذين يأتون لقطف الدراق أو الاستمتاع بتناول المثلجات. وعلقت لافتة حمراء كبيرة عند مدخل المزرعة تدعو الزائرين للعودة «في 2024».
وتظهر ثمار الدراق في كل مكان في الولاية تقريبا، من لوحات تسجيل السيارات إلى قوائم المطاعم.. وحدها الأشجار تخلو من هذه الثمار هذا العام.
ويسعى أستاذ البستنة المتخصّص في هذه الثمار داريو تشافيز إلى تطوير أنواع هجينة جديدة تتكيّف بشكل أفضل مع فصول الشتاء المعتدلة بهدف مساعدة المزارعين المحليين.
ويؤكد تشافيز (39 عاماً) الذي يقيم في «بيتش تري سيتي» أنّ الأمر سيستغرق وقتاً، مشيراً إلى أنّه يعمل مع مزارعين «لا يخشون التغيير».
ويوضح أنّ العملية بطيئة، مشيراً إلى أنّ «ما نقوم به اليوم قد يستغرق 15 عاماً ليرى النور».
وفي مختبره الواقع في بستان جامعة جورجيا، يُجري تشافيز محاولات لتهجين أنواع مختارة لطعمها اللذيذ أو لمحصولها الجيّد أو لقدرتها على التكيّف مع المناخات الاكثر دفئاً.
وحاليا، بدأ مزارعون بزراعة ثمار كانت تنمو سابقاً في مناطق أبعد إلى الجنوب مثل الحمضيات.
وتؤكّد العالمة نوكس أنّه «مع مرور الوقت ومع ازدياد الدفء في جورجيا فإنّ المزازعين يجرّبون المزيد من الأصناف مثل الغريب فروت وحتى بعض أنواع البرتقال».