«بوسطن كونسلتنغ»: إمكانات نمو المنطقة تثير شهية كبرى العلامات التجارية

سوق السلع الفاخرة في الشرق الأوسط سيتضاعف إلى 35 مليار يورو في 2030

تصغير
تكبير

تحت ضغط التوترات الجيوسياسية، تغيرت جغرافية الرفاهية بشكل كبير في العامين الماضيين، حيث تسلّط الضوء على مناطق جديدة جاهزة للاستفادة من طلبها المرتفع على السلع الفاخرة، ومن ضمنها الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، أظهر استبيان صادر عن مجموعة «بوسطن كونسلتنغ غروب» للاستشارات بالشراكة مع جمعية «ألتغاما»، لأفضل العلامات التجارية الإيطالية الفاخرة، أن إمكانات النمو التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط تثير شهية العديد من العلامات التجارية الفاخرة، متوقعاً أن يتضاعف حجم سوق السلع الفاخرة في الشرق الأوسط، الذي يقدر بنحو 15 مليار يورو في عام 2023، وأن ينمو إلى ما بين 30 و35 مليار يورو بحلول 2030، مدفوعاً بنمو السوق في الإمارات والسعودية.

من جهة أخرى، ذكرت دراسة لـ«بين آند كومباني» و«ألتغاما» أنه بالرغم من الظروف الاقتصادية المضطربة من المتوقع أن تنمو سوق السلع الشخصية الفاخرة بنسبة 5 إلى 12 في المئة هذا العام بعد نمو قياسي سجلته العام الماضي، مرجحة أن يصل حجم هذا السوق بحلول 2030 إلى ما بين 530 و570 مليار دولار، أي أكثر من ضعف حجمه عام 2020.

أميركا وأوروبا

ولاحظت الدراسة أن مشتريات السلع الفاخرة آخذة بالتباطؤ في الولايات المتحدة بسبب انعدام الثقة الاقتصادية، في حين أنها في الوقت ذاته تتسارع في أوروبا بسبب السياحة، مع احتمال أن يتغير هذا الوضع في النصف الثاني من العام الجاري.

وذكر موقع «بين دوت كوم» أن سوق السلع الشخصية الفاخرة شهدت عاماً قياسياً في 2022، حيث بلغ حجمها 345 مليار دولار بالرغم من التوترات الجيوسياسية وضعف الثقة بالاقتصاد الكلي، فيما استمر هذا الزخم خلال الربع الأول من 2023 محققاً نمواً بنسبة 9 إلى 11 في المئة.

وأشار الموقع إلى أن الدراسة تُرجع النمو في الربع الأول من العام الجاري إلى عدد من العوامل، منها التراجع التدريجي للتضخم الجامح واستعادة المستهلكين المحليين لثقتهم بأوروبا، وإعادة فتح الصين مع رفع قيود سياسة «صفر كورونا» قبل بدء موسم التسوق ومع بداية السنة الصينية الجديدة، والزخم الإيجابي في اليابان وجنوب شرقي آسيا مدعوماً بالسياحة البينية بين دول المنطقة.

ولفتت الدراسة إلى أنه بالرغم من أن مدخرات المستهلكين الأميركيين تبلغ نحو 900 مليار دولار فإنهم يحجمون عن إنفاقها بسبب عدم الثقة الاقتصادية وانتهاء الدعم المالي خلال الجائحة.

أما أوروبا فقد استقبلت العام الجاري بقوة وبأداء مطرد لسوق السلع الفاخرة في الربع الأول، لكن المنطقة تنتظر لحظة الحقيقة هذا الصيف عندما يتباطأ توافد السياح من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

فرص وتحديات

أكدت الدراسة أن سوق السلع الشخصية الفاخرة ستواجه عدداً من التحديات والفرص، إذ إنه نتيجة للضغوط المتمثلة في أنظمة البيئة والمجتمع والحوكمة ستشهد العلامات التجارية الفاخرة خلال السنوات الثلاث المقبلة تركيزاً على عملية التخلص من الانبعاثات الكربونية، ما يعني فصل نمو تجارة هذه العلامات عن نمو الانبعاثات، أما في ما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي فإنه سينسحب على كل مراحل سلسلة قيمة السلع الفاخرة، من التوزيع الى الابتكار، ولكن بشكل جزئي فقط، مثلما حدث في الثورة الرقمية، حيث كان قادة المستقبل هم أولئك القادرون على البقاء متقدمين وعلى إحداث أفضلية تنافسية عن طريق التقنيات الجديدة.

والخلاصة، كما تقول فيدريكا ليفاتو، التي شاركت في صياغة الدراسة، هي أن عالم السلع الفاخرة أخذ يدخل حقبة تتسم بالرغبة في الظهور بمظهر من يتجاوز السلع التي تدل على الطموح إلى السلع التي تُظهر أفضلية التفرد على المكانة المالية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي