يريد وطناً مفتوحاً للجميع يعود إليه 14 مليون فلسطيني
عباس يتعهّد خلال زيارة نادرة لمخيم جنين بإعادة الإعمار «فوراً» و«قص اليد التي تمتد لوحدتنا»
تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، أمس، في أول زيارة له لمدينة جنين ومخيمها منذ أكثر من عشر سنوات، بإعادة الإعمار «فوراً» بعد الدمار الواسع الذي خلفته عملية «بيت وحديقة» الإسرائيلية والتي أسفرت عن مقتل 12 فلسطينياً وجندي إسرائيلي.
ووصف عباس، المخيم، بأنه «أيقونة للنضال والصمود والتحدي»، مؤكداً «جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه».
وتجمع مئات من الفلسطينيين عند مدخل المخيم، حيث ألقى عباس كلمته أمام مطعم محترق تضرر نتيجة العملية الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
ووضع «أبومازن» اكليلاً من الزهور على ضريح شهداء العملية العسكرية، والذين دفن معظمهم في قبر واحد.
وارتدى كوفية فلسطينية وحمل اغصان زيتون بيده اليسرى. وقال «سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل».
وأكد أن «القدس هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية»، مضيفاً «سنبني دولة فلسطين المستقلة وأكرر أن عاصمتها ستكون القدس وليس أبو ديس... ليكون هذا الوطن مفتوحاً للجميع ويعود إليه 14 مليون فلسطيني».
وتم إطلاق الرصاص عقب انتهاء زيارة عباس ومغادرته المخيم، بحسب مراسل «فرانس برس».
في وقت سابق أمس، حطت بالقرب من مخيم جنين مروحيتان تقل إحداهما عباس، الذي نادراً ما يغادر مقر إقامته في رام الله للقيام بزيارات داخلية.
وزار عباس جنين المرة الأخيرة في عام 2012، لكنه لم يتوجه إلى المخيم.
وتأتي زيارة عباس للمخيم الذي يقطنه 18 ألف نسمة، بعد أن عبّر محتجون عن غضبهم خلال تشييع قتلى عملية «بيت وحديقة» التي استمرت لـ 48 ساعة وأدت إلى دمار كبير في مباني المخيم والطرق والبنية التحتية.
ودفع المشيعون الغاضبون مسؤولين كبار في حركة «فتح» التي يتزعمها «أبومازن» إلى مغادرة المخيم، وبينهم نائب رئيس الحركة القيادي البارز محمود العالول، في خطوة أثارت جدلاً، واتهمت «فتح»، حركة «حماس» بالوقوف خلفها.
وقبيل زيارة عباس، شوهد مئات من الحرس الرئاسي الفلسطيني يتجولون في شوارع المخيم، فيما انتشر قناصة على أسطح المنازل.
وقال جمال حويل، أحد قادة «فتح» في مخيم جنين لـ «فرانس برس»، إن «الرئيس جاء إلى هنا إلى المقاومة، إلى كتيبة جنين ليقول لا كبيرة للاحتلال وللتأكيد بأننا نقاوم وفق معايير القانون الدولي».
و«كتيبة جنين» هي الجماعة المسلحة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي أخيراً.
وعلى بعد أمتار من موقع إلقاء عباس لخطابه، هتفت مجموعة كبيرة من الأطفال «كتيبة كتيبة» في إشارة إلى «كتيبة جنين».
ورغم أن عباس أعلن تعليق اتفاقية التعاون الأمني مع إسرائيل، رداً على عملية جنين، يشعر العديد من الفلسطينيين بأن موقفه كان ضعيفاً في شكل ميؤوس منه مع انتشار العنف في أنحاء الضفة الغربية.
كما شكك خبراء في زيارة عباس إلى جنين ومخيمها.
وقال الزميل السياسي الأول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات، إن زيارة عباس هدفها «الظهور أمام الكاميرا، يريد عباس أن يبدو أنه وسلطته الفلسطينية يسيطران بقوة على جنين».
ويوضح لوفات «قيامه (عباس) بزيارة نادرة خارج المقاطعة لن تفعل الكثير لإعادة موضعة السلطة الفلسطينية في ضوء أزمة الشرعية المتفاقمة التي تواجهها وصعود الجماعات الفلسطينية المسلحة».
وتم إنشاء المخيم في 1953 لإيواء فلسطينيين طردوا أو فروا من منازلهم إبان «النكبة» الفلسطينية وقيام إسرائيل في 1948.