70 في المئة تراجعاً بسعر العملة في 10 سنوات

كويتيون خاسرون وآخرون رابحون من انخفاض الليرة وارتفاع الفائدة في تركيا

تصغير
تكبير

- 1.7 مليار دولار استثمارات كويتية في تركيا
- تراجع بإيرادات الاستثمارات وانخفاض بقيم الأصول
- البنوك تستفيد من رفع الفائدة في تقليص أثر هبوط العملة
- 40 في المئة خسرها الكويتيون من قيمة عقاراتهم في تركيا منذ 2015
- تضخم أسعار السلع والخدمات قلّل فائدة السائح من فرق سعر العملة
- تضاعف أسعار الفنادق ورفع ضريبتها حوّل أنظار الكويتيين عن تركيا

على الرغم من قرار البنك المركزي التركي المفاجئ وللمرة الأولى في أكثر من عامين برفع سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 في المئة إلى 15 في المئة في 22 يونيو الماضي، إلا أن الليرة التركية واصلت مسلسل انخفاضها –على غير المتوقع- حيث هبطت بأكثر من 2.5 في المئة عقب القرار، وبذلك بلغت نسبة تراجعها منذ بداية 2023 حتى الآن نحو 39.8 في المئة إلى 26 ليرة للدولار، وذلك للمرة الأولى في تاريخها، وفقاً لبيانات منصة «XE» المتخصصة في متابعة أسعار العملات.

ووفقاً للمنصة ذاتها، هبطت الليرة التركية مقابل الدينار الكويتي بنحو 27.6 في المئة منذ بداية العام، ليبلغ سعر الليرة الواحدة نحو 11.8 فلس، أي كل ألف ليرة بـ 11.8 دينار.

وما بين التراجع الحاد لسعر الليرة وارتفاع أسعار الفائدة في تركيا، يبدو أن هناك كويتيين خاسرين وآخرين رابحين، سواءً كانوا مستثمرين أو ملاك عقارات أو سياحاً.

الاستثمارات الكويتية

وأوضحت مصادر لـ«الراي» أنه وفقاً لآخر الإحصائيات يقدر حجم الاستثمارات الكويتية في تركيا بنحو 1.7 مليار دولار، منوهة إلى أن تراجع قيمة الليرة يعني تراجعاً في إيرادات الاستثمارات التي يتم جنيها بالعملة التركية ثم يُعاد تقييمها بالدولار، إلى جانب تأثيره على تقييم الأصول في السوق التركي.

وبيّنت أنه على الرغم من تحوط الاستثمارات الكويتية في تركيا وقدرتها على امتصاص أي تداعيات سلبية لهبوط الليرة، إلا أن الانخفاض الكبير الذي سجلته العملة التركية أخيراً سيؤثر في إيراداتها، علماً بأن الليرة سجلت هبوطاً خلال 10 سنوات بنحو 72.23 في المئة حيث كان الدولار يساوي نحو 15.2 ليرة في يوليو 2013، في حين أنه يعادل نحو 26.18 ليرة حالياً. وأكدت المصادر ذاتها أن رفع أسعار الفائدة في تركيا من شأنه أن يقلل انعكاسات انخفاض العملة على البنوك العاملة هناك.

العقارات

من جهة أخرى، رأى خبراء عقاريون أن الكويتيين الذين اشتروا عقارات في تركيا منذ العام 2015 مثلاً قد خسروا حتى الآن ما يصل إلى 40 في المئة من ثمنها، أخذاً في الحسبان حجم هبوط الليرة في هذه الفترة من ناحية، وارتفاع أسعار العقار من ناحية أخرى.

وفي حين حذّرت المصادر المستثمرين من الإقدام على التخارج من عقاراتهم في الفترة الحالية نظراً للخسائر الكبيرة التي سيمنون بها حال تسييلها، أوضحت في الوقت نفسه أن الدخول في السوق حالياً يعدّ مخاطرة بسبب الضبابية التي تلف مستقبل الليرة.

ووفقاً لهيئة الإحصاء التركية، بلغت مبيعات الشقق السكنية المباعة للأجانب في تركيا 3.167 ألف شقة سكنية في شهر مايو الماضي، محققة ارتفاعاً بنسبة 23.85 في المئة مقارنة بمبيعات الشقق للأجانب خلال أبريل. وبلغت نسبة مبيعات الأجانب من الشقق السكنية في تركيا خلال مايو من هذا العام 2.8 في المئة من مجمل المبيعات العامة للشقق السكنية في عموم تركيا.

وفي ما يخص تصنيف الجنسيات الأجنبية وفقاً لمشترياتها من الشقق السكنية في تركيا احتل الروس المرتبة الأولى كأكثر الجنسيات الأجنبية شراءً للشقق السكنية في تركيا خلال مايو بواقع 991 شقة سكنية، تلاهم في المرتبة الثانية الإيرانيون بشرائهم 503 شقق سكنية، وحل الأوكرانيون في المرتبة الثالثة بشراء 175 شقة سكنية، فيما حل الكويتيون في المرتبة السابعة حيث اشتروا 82 شقة فقط.

السياحة

عادة ما يعدّ هبوط الليرة التركية فرصة ذهبية للسياح القادمين من الخارج بفضل ارتفاع سعر صرف عملاتهم أمام العملة التركية، وبذلك يستطيعون اقتناء سلعهم المفضلة من متاجر العلامات التجارية الفخمة بقيم رخيصة نسبياً، إلا أن اشتعال الأسعار الذي تزامن مع نزول الليرة ووصول نسبة التضخم خلال يونيو إلى 38.2 في المئة على أساس سنوي، وفق ما أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية، قلّل نسبياً من الفائدة التي يمكن أن يجنيها السائح من فرق سعر صرف العملة.

وقالت مصادر إن الكثير من الفنادق في تركيا تتعامل بالدولار لتلافي الخسائر الناجمة من تذبذبات الليرة المتكررة، لافتة في الوقت نفسه إلى أن هناك مبالغة في أسعار الفنادق التي تضاعفت هذا العام، لاسيما في أشهر الصيف، إلى جانب رفع الحكومة للضريبة على حجوزات الفنادق بنحو 2 في المئة ابتداء من يوليو الجاري، ما دفع الكثير من الكويتيين لتغيير وجهاتهم إلى بريطانيا وأوروبا وشرق آسيا.

هبوط أسعار تذاكر السفر

ذكرت المصادر أن سعر الليلة الواحدة في فندق 5 نجوم في تركيا - وهي الفئة الأكثر تفضيلاً من قبل الكويتيين - تبدأ من 250 ديناراً في أنطاليا، و150 ديناراً في إسطنبول، مبينة أن هبوطاً طال أسعار تذاكر السفر خلال شهري يوليو وأغسطس -على غير المتوقع- نظراً لتراجع الإقبال على هذه الوجهة في السنوات الأخيرة من قبل الكويتيين.

وأشارت إلى أن سعر التذكرة على الدرجة الاقتصادية وصل إلى 90 ديناراً، في حين أن سعر التذكرة على درجة رجال الأعمال «البزنس» تبدأ من 280 ديناراً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي