ستدركون الموت جميعكم... لا محالة

No Image
تصغير
تكبير

«أنا أختكم مو محتاجه شيء... لو ترفعون سماعة التلفون وتسألون عني تسوى الدنيا عندي وما فيها».

آخر ما نطقت به الفنانة الراحلة أمل عباس في آخر لقاء لها، مشهد عكس ألم «أم محمد» من نكران زملائها أكثر من الآلام التي تعانيها، مشهد ترك أثراً سيئاً لدى الجمهور الذي يرى المجال الفني بأجمل صوره، مشهد لا يعكس ما يتظاهر به النجوم من مثالية مزيّفة عندما يتحدّثون عن الوفاء والصداقة.

أمل عباس التي قدّمت للفن الكويتي الكثير على مدى أربعين عاماً لم تجد تعزية من وزارة الإعلام لأنها غير كويتية وتحمل جنسية أخرى، لم تجد من يعزي ذويها من الفنانين باستثناء الفنان محمد الحملي الذي نزل مع ابنها للقبر قبل أن يهال التراب على جسدها، لم تجد مَن يقف معها في فترة مرضها إلّا القليل من الفنانين الذين يقدّمون لها المبالغ البسيطة لسد حاجتها وعددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، لم تجد مَن يدعمها في رحلة علاجها إلى الهند غير الفنانة الإنسانة أحلام، لم تجد مَن يدفع إيجار سكنها حتى قرّر المؤجر بألا يتقاضى منها أيّ فلسٍ من بداية مرضها كموقف رجولي منه يُؤجر عليه عند ربّ العالمين.

أمل عباس ليست فنانة عابرة، مثلما يعتقد بعض الذين نسوها بلحظات بعدما أبدوا حزنهم في حساباتهم على «السوشيال ميديا» ليتبادلوا الضحك والسوالف التافهة في الحسابات نفسها، هي قصة ممكن أن يمر بها كل فنان أو فنانة فقدوا حاسة الفقد، هي درس للكرماء الذين ينقصهم المال، والأغنياء الذين ينقصهم الكرم، فمن لا يعرف الحياة وواجباته تجاه من حوله حتماً لن يعرف ما هو الموت.

نهاية المطاف:

لم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك مَن يمارس الموت بطرق مُختلفة، ويعيش كل تفاصيله وهو على قيد الحياة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي