غالباً ما نستخدم الأمثال العربية أو العامية في حواراتنا ونقاشاتنا الجادة كدليل يدعم الحكمة وإصرار السابقين على توثيق فلسفة الحياة في مثل شعبي أو عامي. وتستخدم الأمثال أيضاً في المقالات والمسلسلات العربية، وعادة ما تستخدم الأمثال النساء في المسلسلات إما بصورة درامية بحتة أو كوميدية كالأفلام والمسلسلات المصرية الزاخرة بالأمثال.
لا أعلم ان كان من صاغ المثل فيلسوف أو كاتب أو شاعر أيضاً، ولا نجد على سبيل المثال شخصية معروفة ذُكر أنها صانعة أمثال شعبية، لكن الكثير من الناس من يعتبر الأمثال سبيلاً صحيحاً للحياة لابد من تقديسه، حتى أن البعض يرفض أن تُنتقد هذه الأمثال على الرغم من تناقضاتها في بعض الأحيان، أو استخدامها لكلمات خادشة للحياء أو كلمات نابية يتغاضى عن ذكر هذه الأمثلة في الأماكن العامة، أو توضع مجموعة من النقط اذا كُتبت، ومنها المثل الذي يقول «اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين». أحد الأمثلة التي تستهين بمكانة المرأة التي كرمها الدين الإسلامي ووصى عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أيضاً المثل الذي يطلقه العديد بكثير من السخرية «قال طلقها واخذ اختها...»، والمثل الذي يتداول بكل أريحية وفكاهية «القرد بعين أمه غزال» لجرح مشاعر العديد من الأمهات اللواتي وصف أبنائهن بالقردة.
على عكس من يدافع بشراسة ويقدس الأمثلة الشعبية والعربية، أرجو أن تُمحى العديد من الأمثلة المهينة للإنسان والتي تنافي الأعراف والقيم الإنسانية ومبادئ الدين الإسلامي، فالمجتمع المحافظ ليس هو من يحافظ على مظهره الخارجي فقط وانما جوهره النقي وأخلاقه في التعامل مع الآخرين، وان كان البعض يقدس الأمثلة لأنها من أجدادنا فهم ليسوا ملائكة وخالين من العيوب، وهم لا يمثلونني ان كانوا يحملون الكراهية في أمثلتهم المنقولة.