الاتحاد الأوروبي «قلق» إزاء قيود بكين على معادن نادرة
الصين توجّه ضربة لبوريل وتُلغي زيارته
ألغت الصين زيارة كان من المقرر أن يقوم بها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إليها.
ولم تبد بكين، أسباباً لإلغاء الزيارة، وهو الإجراء الذي يأتي في وقت تسعى فيه أوروبا إلى تقليص المخاطر الناجمة عن علاقتها الاقتصادية الوثيقة مع بكين.
وقالت ناطقة باسم الاتحاد لـ «رويترز» في بيان مكتوب، أمس، «لسوء الحظ أبلغنا نظراؤنا الصينيون أن المواعيد التي كانت مقررة الأسبوع المقبل لم تعد ممكنة وأنه يجب علينا الآن البحث عن بدائل».
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب للتعليق.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين خورخي توليدو قال يوم الأحد، إن بوريل سيزور بكين في العاشر من يوليو الجاري، للقاء نظيره الصيني ومناقشة «قضايا استراتيجية» من بينها حقوق الإنسان والحرب الروسية في أوكرانيا.
وأضاف توليدو، خلال منتدى السلام العالمي في بكين، انه من المرجح أن تعقد الصين وأوروبا حوارين مباشرين في سبتمبر، أحدهما حول الاقتصاد والتجارة والآخر حول المسائل الرقمية، قبل قمة لزعماء الجانبين في نهاية العام.
وتابع توليدو «نريد التعامل مع الصين لكننا بحاجة إلى إحراز تقدم، ونحتاج ذلك هذا العام».
وهذه المرة الثانية هذا العام التي يتم فيها إلغاء زيارة لبوريل. ولم يتمكن من السفر إلى الصين في أبريل، بعد أن ثبتت إصابته بـ «كوفيد - 19».
وفي كلمة كانت معدة لإلقائها في بكين في أبريل، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الوثوق بالصين إذا لم تكن تسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا.
في سياق متصل، عبّر الاتّحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء قرار الصين فرض قيود على تصدير اثنين من المعادن النادرة الضرورية لتصنيع أشباه موصلات، وسط تصاعد التنافس التكنولوجي بين واشنطن وبكين.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الإثنين، أنّ صادرات معدني الغاليوم والجرمانويم ستكون بحاجة لترخيص اعتباراً من الأول من أغسطس باسم «المصالح الأمنية والقومية».
غير أنّ الناطقة باسم المفوضية الأوروبي صونيا غوسبودينوفا، قالت إنّ الذراع التشريعية للاتحاد ترى أن القيود الجديدة «غير مرتبطة بالحاجة إلى حماية السلام الدولي والاستقرار».
وأضافت «ندعو الصين لاتّخاذ نهج تكون بموجبه قيود وضوابط التصدير قائمة على اعتبارات أمنية واضحة تماشيا مع قواعد منظمة التجارة العالمية».
وتُنتج الصين 80 في المئة من إمدادات العالم من الغاليوم والجرمانيوم، بحسب تقرير للمفوضية الأوروبي في 2020.
ويستورد الاتحاد الأوروبي من الصين 27 في المئة من واردته من الغاليوم و17 في المئة من الجرمانيوم، على ما جاء في ذلك التقرير.
ويُستخدم الغاليوم في الدوائر المتكاملة، ومصابيح ليد (LED) والألواح الشمسية، فيما يستخدم الجرمانيوم في الألياف الضوئية وعدسات كاميرات الأشعة تحت الحمراء.
وتأتي قيود بكين مع تصاعد التوتر الدولي في شأن إنتاج أشباه الموصلات والتنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة.
وفيما لا يتبنى الاتحاد الأوروبي موقف واشنطن الأكثر تشدداً، يسعى إلى تقليص اعتماده على المواد الحيوية من الصين.
وقالت غوسبودينوفا إن «المفوضية تعمل في الوقت الراهن على تحليل مفصّل للإجراءات المعلنة وتأثيرها المحتمل على سلاسل التوريد العالمية والصناعة الأوروبية».