الترفيه قرار دولة
النشاط الترفيهي في دول منطقة الخليج ساهم بشكل مباشر في تفعيل دور المؤسسات والمجتمع لتعزيز السياحة المحلية لكل دولة، وهذا من كنا نقوم به منذ بداية حقبة التسعينات وقبلها بسنوات طويلة من خلال مواسم الترويح السياحي، إلى أن أصبح من الذاكرة للأسف.
ومع غياب مثلاً مهرجان «هلا فبراير» وما يتبعه من أنشطة فنية وثقافية وأمسيات شعرية وكرنفالات لعدد كبير من الفرق الاستعراضية العالمية، مازال مهرجان دبي مستمراً وبتميز وبإضافات ترتكز على الارتقاء بقطاعي السياحة والترفيه المحليين، الحال ذاته مع موسم الرياض وما يصاحبه من أفكار مختلفة من موسم الى آخر وما يعكسه من انتعاش اقتصادي لا مثيل له، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية الشقيقة الوجهة الأولى لكل سائح عربي أو أجنبي يبحث عن بقعة لم تطرق من قبل.
قرار الترفيه هو قرار دولة لا جدال فيه وليس قرار جهة معينة، فما نراه في موسم الرياض بقيادة المستشار تركي آل الشيخ وفريقه الاحترافي من خلال تشجيع روّاد الأعمال واستقطاب المسرحيات الخليجية والعربية والمطاعم العالمية وإقامة الحفلات الغنائية المنوعة وإحياء التراث السعودي في كل أنحاء المملكة وإقامة مباريات كرة القدم بوجود المنتخبات والأندية العالمية بكامل نجومها لهو عمل جبّار بما تعنيه الكلمة، ومع ذلك لم نسمع يوماً عن شبهات فساد أو إرهاق ميزانية الدولة، بل بالعكس رأينا خطة واضحة المعالم جاءت بمردود كبير للمملكة وفق آلية تم تحديدها مسبقاً، فلا مكان للخطأ ولا العشوائية في العمل.
نلمسُ جلياً ما تود حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح أن تقدمه للشعب الكويتي، والكرة في ملعب المجلس في عودة دولة الكويت إلى سابق عهدها كلاعب أساسي في تحريك السياحة الخليجية، فلا يعني عودة المدينة الترفيهية ولا حديقة الشعب وحديقة الصباحية هو المطلب الرئيسي، وإنما هو جزء من عودة ما نأمله مع وجود خطة شاملة في هذا الجانب... فالشعب الكويتي يستحق الأفضل.
سباق الزمن لا ينتظر أحداً وإلا لن نتفادى فخاخ العمر، وعلينا أن نضع الترفيه هدفاً والتسريع في تحقيقه بعيداً عن بيروقراطية تعثر خطواتنا من جديد.
نهاية المطاف: أقوى المحاربين هما الوقت والصبر.