«أغاني المسلسلات» للمرة الخامسة بناء على طلب الجمهور
حماقي أشعل «أرض المعارض»... وفاروق غنّت لعوض دوخي في «مركز جابر الثقافي»
3 ليالٍ غنائية، شهدها الجمهور الكويتي خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، إحداها للمطرب محمد حماقي، الذي أحيا حفلاً شبابياً بامتياز في أرض المعارض الدولية بمشرف، في الوقت الذي صدح فيه صوت المطربة مي فاروق بأغاني عمالقة الغناء العربي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لتعيد الجمهور الكويتي إلى زمن الفن الجميل، خلال حفل تعنون بـ «ليالي الأنس» بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي.
كذلك، تألقت فرقة المركز بقيادة المايسترو الدكتور خالد نوري بإعادة إحياء «أغاني المسلسلات» للمرة الخامسة بناء على طلب الجمهور، وذلك يومي الجمعة والسبت الماضيين، في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية.
تفاعل الجمهور
بالعودة إلى حفل حماقي، فقد أثبت المطرب المصري أنه يمتلك قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في الكويت، وتجلّى ذلك عبر كثافة الجمهور الذي غصت به المدرجات، بالإضافة إلى تفاعله الكبير مع كل أغنية منذ انطلاق الحفل وحتى نهايته.
ففي البداية، أعربت عريفة الحفل الإعلامية المصرية سارة خليفة عن سعادتها الغامرة لزيارتها الكويت للمرة الأولى، مشيرة إلى أن الحفل إنتاج مشترك بين شركة «الهضبة قروب» من مصر، و«A Music» من الكويت، متمنية أن تبقى هذه الليلة في الذاكرة.
بعدها، اعتلى حماقي خشبة المسرح بإطلالة شبابية «كاجوال» ليشدو بأغنية «نفسي أبقى جنبه» التي سخنّت الأجواء منذ الاستهلال، أتبعها بأغنية «أجمل يوم»، ثم «زيها مين»، ليمضي في إشعال المسرح بأغنية «لا ملامة».
وبعد وصلة طويلة من الأغاني الحماسية، قرر حماقي تخفيض «الرتم» قليلاً، ليؤدي أغنية «ما بلاش» التي تنحاز إلى اللون الكلاسيكي، حيث تزيّنت القاعة بأضواء الهواتف التي راح يلوّح بها الجمهور في مشهد فني بديع.
ولم يكتفِ المطرب المصري عند ذلك الحد، بل ألهب الحضور بأغنية «أدرينالين»، ليقدم من بعدها «أحلى حاجة فيكي» والتي تعتبر إحدى أغانيه التي أسهمت في شهرته ونجاحه. كما تألق بأغنية «يا ستار»، وأغنية «قلبي حبك جداً» فأغنية «افتكرت»، حيث شارك الجمهور في غنائها.
أيضاً، شدا بأغانٍ عدة، وهي «من قلبي بغني»، «ناويها»، «من البداية»، «واحدة واحدة»، «قدام الناس»، ليختتم الحفل بأغنية «أحلى حاجة فيكي» التي غنّاها مرة أخرى بعد إلحاح الجمهور.
«ليالي الأنس»
أما في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فقد كان نوع الغناء مختلفاً، حيث أطربت مي فاروق - ثاني أيام العيد - جمهورها بأغاني الزمن الجميل، في ليلة من «ليالي الأنس» قدمها الإعلامي علي نجم، وقادها المايسترو الدكتور محمد الموجي، مفتتحاً الليلة بمقطوعة موسيقية من روائع كوكب الشرق أم كلثوم، قبل أن تُعايد فاروق الجمهور الكويتي بأغنية «ليلة العيد». لتفاجئهم بأغنية «رد قلبي» للفنان الراحل عوض دوخي، حيث لاقت الأغنية تفاعلاً منقطع النظير داخل القاعة.
كما غنت لوردة الجزائرية رائعة «طب وأنا مالي» من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، ثم أغنية «ما تفوتنيش أنا وحدي» للشاعر حسين السيد وألحان سيد مكاوي.
واستمرت فاروق في قطف الروائع من حدائق الغناء الأصيل، ومنها أغنية «تخونوه» للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، و«بعيد عنك» لأم كلثوم، و«أكدب عليك» لوردة، قبل أن تؤدي أغنية «على رمش عيونها» لوديع الصافي.
كذلك، استذكرت الفنانة الراحلة ذكرى بأغنية «وحياتي عندك»، والفنان الراحل طلال مداح بأغنية «تصدق» لتغني «لو يوادعني الهوى» للفنان جورج وسوف، وغيرها من الأغاني مثل «التوبة» و«ألف ليلة وليلة».
«أغاني المسلسلات»
في غضون ذلك، احتضنت قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية ليلتين مميزتين ضمن فاعلية «أغاني المسلسلات» بعد 3 ليالٍ انطلقت أواخر مايو ومطلع يونيو الماضيين، قادها المايسترو الدكتور خالد نوري.
وكدأبها، بدأت الأمسية بـ «تتر» المسلسل التركي الشهير «سنوات الضياع» للموسيقار نيل يورتسيفر، كذلك أبدعت الفرقة الموسيقية و«الكورال» بالعزف والغناء لشارة المسلسل الدرامي «ثمن عمري».
ولعلّ أغنية المسلسل الكوميدي «فايز التوش»، التي صاغ كلماتها ولحنها عبدالعزيز ناصر، كان لها وقع خاص جداً على مسامع الجمهور، خصوصاً بعدما قدمها الموهوبان عبدالله خيرالله وسعود الكبان.
ثم أبدع الموهوب الشاب مساعد التتان بأداء «تتر» المسلسل التلفزيوني «زوارة خميس» وهو من كلمات الشاعر القدير عبداللطيف البناي وألحان عبدالله القعود، ليدخلنا مرة أخرى في أجواء ذلك العمل، للفنانة القديرة سعاد عبدالله.
كما تعرّف الجمهور على موهبة جديدة هي فاطمة بودستور التي أطربته بمقدمة المسلسل الخليجي «يوم آخر»، وهي من كلمات صقر الكعبي وألحان الفيصل، لتعزف الفرقة من بعد ذلك «تتر» المسلسل المصري «عائلة الحاج متولي».
كما نجح كل من خليفة العميري وعبدالرحمن الزريج وشهد تقي وفاطمة بودستور بمقدمة المسلسل الكوميدي «خرج ولم يعد»، وهي من كلمات البناي وألحان يوسف ناصر، بينما صدح الصوت الجهوري للمغني محمد مخصيد، ليطرب الحضور بمقدمة المسلسل المصري «ليالي الحلمية».
أيضاً قدمت جوقة الكورال شارة المسلسل التراثي «الأقدار»، لتنتقل إلى البيئة الشامية وتفتتح مقدمة «باب الحارة» التي أداها المغني عبدالرحمن الدرباس، وهي من كلمات أسامة السعود وألحان سعد الحسيني.
ثم ألهب - السداسي - خليفة العميري وعبدالرحمن الزريج وفرح العنزي وأمينة العروج ومساعد التتان وعبدالله خيرالله، الجمهور بـ «مذكرات جحا»، من كلمات الشاعر القدير بدر بورسلي وألحان مرزوق المرزوق، قبل أن تلهج أصوات فرقة الكورال بمقدمة «خان الذهب».
ولم تغفل الفرقة الموسيقية عن أداء أحد أهم «التترات» التي عرفتها الدراما الكويتية، وهو تتر مسلسل «على الدنيا السلام» من كلمات البناي وألحان أنور عبدالله، والذي قدمه الموهوب محمد الأسدي بصوته على خشبة المسرح، ونجحت أيضاً بالغناء والعزف لأغنية مسلسل «الجوارح»، فأغنية مسلسل «العاصوف».
وتوالت الأعمال التي أدتها فرقة المركز غناءً وتمثيلاً، بينها مقدمة مسلسل «خالتي قماشة» و«تتر» مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» من كلمات عبدالأمير عيسى وألحان مرزوق المرزوق. الجمهور
الكويتي ذوّيق
عبّر رئيس شركة «الهضبة قروب» المنتج رامي عمران عن إعجابه بتفاعل الجمهور الكويتي في حفلة الفنان محمد حماقي، مشيراً إلى أنه يتمع بذائقة فنية رفيعة المستوى، «وهذا ما شهدناه منذ انطلاقة الحفل، إذ لم تقلّ حماسته حتى الثواني الأخيرة، بل ظلّ يردد الأغاني بكل حب وانسجام». مؤكداً أن الجمهور هو الأساس في نجاح الحفل من عدمه.
وقت إضافي لـ «ليالي الأنس»
قال الرئيس التنفيذي لشركة «كودا» للإنتاج المايسترو الدكتور أيوب خضر إن مدرجات المسرح الوطني كانت «Sold out» في حفل «ليالي الأنس» بعدما حجز الجمهور العاشق للطرب الأصيل مقاعده في وقتٍ مبكر، مشيراً إلى أن المطربة مي فاروق قدمت ليلة طربية بكل ما للكلمة من معان، تخللتها باقة كبيرة من الأعمال، لعمالقة الغناء في الكويت والخليج والوطن العربي، كما اضطررنا إلى تمديد الحفل نصف ساعة إضافية، بعد مطالبة الجمهور لها بالمزيد.