اختبار القدرات... اتفاق أكاديمي على الشكل واختلاف في المضمون
أجراس العدالة... هل تدق في صالات الابتعاث؟
- وزير التعليم: اختبار القدرات يُذيب الفوارق في البعثات الداخلية والخارجية
- 3454 طالباً في بعثات العام الماضي معظمهم من طلبة المدارس الأجنبية
مُجدّداً عاد الحديث عن الخلل في آلية تقييم طلبة الثانوية من خريجي المدارس الأجنبية في تقدمهم للبعثات، والذي كانت «الراي» سلّطت الضوء عليه في عددها الصادر 7 يوليو 2022 تحت عنوان (خلل يميز خريجي المدارس الأجنبية في البعثات)، والذي تم بموجبه حصول 3454 طالباً على بعثات العام الماضي معظمهم من طلبة المدارس الأجنبية.
وجدّد عدد من الأكاديميين في تصريحات متفرقة لـ «الراي» الدعوة إلى ضرورة تدارك هذا الخلل مطالبين بتحقيق العدالة بين الطلبة وتكافؤ الفرص بينهم ومراعاة الفروق الفردية وكذلك مراعاة نظامهم التعليمي إن كان عربياً أو أجنبياً، مبدين اتفاقهم على شكل الاختبارات، لكنهم اختلفوا حول مضمونها.
وكان وزير التعليم الدكتور حمد العدواني، قد أعلن أمس عن تطبيق اختبار القدرات بدءاً من العام الدراسي المقبل لإذابة الفوارق بين طلبة المدارس الحكومية والأجنبية، واستشهد الوزير العدواني باختبار القدرات المطبّق حالياً في جامعة الكويت وجامعة عبدالله السالم.
شد على معرفة مصدر الاختبارات ومعاييرها
خالد الرشيد: اللغة والمحتوى عائق في الاختبار
رأى وكيل وزارة التربية الأسبق للتعليم العام أستاذ الهندسة في جامعة الكويت الدكتور خالد الرشيد، أن جامعتي الكويت وعبدالله السالم تستندان في تطبيق اختبار القدرات على مناهجها أما في البعثات الداخلية والخارجية فهناك فروق بين الطلبة وعوائق أهمها لغة الاختبار والمحتوى العلمي.
وفسّر الرشيد لـ«الراي»، ذلك بأن اختبار القدرات المشار إليه إن طُبّق في اللغة العربية ظلم طلبة المدارس الأجنبية وهذا العائق نراه بشكل كبير في الجامعة، وإن طُبّق باللغة الإنكليزية ظلم طلبة المدارس الحكومية والعربية الخاصة لأن هناك ضعفاً كبيراً في اللغة لديهم.
وأضاف الرشيد «العائق الثاني هو محتوى الاختبار هل هو (قدرات ومهارات أم محتوى علمي ؟) فإن كان يقيس القدرات، تفوّق طلبة المدارس الأجنبية، وإن كان يقيس المحتوى تفوّق طلبة الحكومية».
وبيّن الرشيد أن الحل يكمُن في معرفة مصدر هذه الاختبارات ومعايير إعدادها التي يجب أن تراعي الفروق الفردية بين طلبة القطاعين مؤكداً أن مَنْ يضع اختبار القدرات في جامعة الكويت هي جهة محايدة لا يهمها مخرجات الثانوية إن كانت من التعليم الخاص أم العام».
دنا المشعان: الاختبار قرار صائب وفي محله لتحقيق العدالة بين الطلبة
اعتبرت المستشارة التربوية الدكتورة دنا المشعان أن «القرار صائب وفي محله لتحقيق العدالة في الابتعاث الداخلي والخارجي لأنه مهما نعمل، فإن هناك فروقات بين الأنظمة التعليمية (أميركي-بريطاني-فرنسي- هندي - باكستاني... الخ) وكل نظام من هذه الأنظمة لديه خط دولي يسير عليه وفق هيئة الاعتراف الدولي لكن مَنْ يريد الابتعاث عليه التقدم لاختبار القدرات الذي تضعه الوزارة وفق شروطها ومعاييرها وليس لأحد حق التدخل في عملها».
وبيّنت المشعان، أن «اختبار القدرات مطبّق في جامعة الكويت ولا يفرّق بين طلبة المدارس الحكومية أو الأجنبية، إضافة إلى وجود اختبارات من هذا النوع في الدول كافة فمَنْ يتقدّم للدراسة في أميركا عليه اجتياز اختبار القدرات وهو في اللغة الانكليزية أيضاً».
أكدت ضرورة أن تُراعي الفروق الفردية بين الطلبة
أمثال الحويلة: أحياناً تكون اختبارات القدرات ظالمة
شدّدت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة على ضرورة أن تقوم هذه الاختبارات على دراسة علمية ممنهجة تدرس فيها النتائج وتكون هناك لجان لتقييم طلبة المدارس الحكومية والخاصة نستفيد منها في تقييم المناهج وتعديل أيّ خلل في العملية التعليمية.
وأكدت الحويلة أن «مثل الاختبارات قد تكون ظالمة أحياناً بسبب اختلاف الفروق الفردية بين طلبة المدارس الأجنبية والحكومية وبين طلبة المدارس الخاصة نفسها أيضاً ( العربية والأجنبية) مبينة أن هناك أنظمة تعليمية مختلفة وفروقاً يجب أن تراعى في هذه الاختبارات وخطة مسبقة لتطبيقها.
وقالت الحويلة إن اختبار القدرات مهم ليس فقط من أجل الابتعاث ولكن لتقييم جودة النظام التعليمي ككل، لافتة إلى أن احصائيات وزارة التعليم العالي في السنوات الأخيرة أشارت إلى عودة كثير من طلبة البعثات الخارجية وهذا بالطبع يؤكد وجود خلل كبير ويجب معالجته من خلال قياس قدرات الطلبة قبل تسجيلهم في خطة البعثات.